إن إعادة صياغة الدولة السودانية باتت مثل شجرة تحتاج إلى سقيها، خاصة في ظل التحديات التي تواجهها البلاد. فهذا التصحيح يحتاج إلى التركيز على العدل والمساواة والإنصاف، كي تتوجه المؤسسات الوطنية نحو خدمة الوطن والشعب. منذ الاستقلال، لم تكن هناك جهود كافية من المؤسسات الوطنية لتحقيق أحلام الشعب، بل استخدمت بعض الوسائل الناعمة لتغبيش الوعي، مما أدى إلى أزمات وصراعات والحروب التي مثلت كارثة على الجميع.
*أزمة الهوية الوطنية*
الأمر المثير أن الحكومات المتعاقبة لم تكن قادرة على الاستماع للأصوات التي تطالب بحقوقها. وكأنه كان هناك نوع من النسيان للجوانب المهمة في توزيع القوة، سواء كانت ناعمة أو صلبة، من أجل تقدم هذا الشعب. التاريخ خلف لنا إرثًا من البنية التحتية، كالسكة الحديد النقل النهري .مشاريع زراعية ،مؤسات انتاجية ، ولكنها كانت تتوجه فقط نحو بعض الفئات،بعضها تمت بيعبها لافراد ،عوضًا عن أن يستفيد منها كل السودانيين.
*غياب التربية الوطنية*
أما التربية الوطنية، فكانت غائبة تمامًا، مما جعل الأمور تشبه بيت قديم يحتاج إلى إصلاح. واستمر الظلم وعدم الاستقرار بسبب الإهمال المتراكم من الحكومات التي ما زالت تعاند في معالجة قضايا المواطنين. إذا لم يتم تضمين حقوق الجميع، فإن العدالة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية ستبقى حلماً بعيد المنال.
*الهيكل الاقتصادي*
لقد بنيت هياكل اقتصادية لصالح أقلية، مما أدى إلى زيادة الفساد واستغلال الموارد دون حسيب أو رقيب. وهذا بدوره أحدث انخفاضًا في سعر العملة الوطنية، مما زاد الأمور تعقيدًا. لذا، فإن إعادة صياغة الدولة تتطلب نظرة شاملة على مختلف جوانبها، وإعادة هيكلة مؤسساتها بما يتناسب مع أعداد السكان والسعي نحو تحقيق العدالة.
*قضية توزيع السلطة والثروة*
تظل قضية توزيع السلطة والثروة في السودان محورًا أساسيًا يحتاج إلى معالجة شاملة لتحقيق الاستقرار والتنمية المستدامة.
1 التوزيع العادل يجب إعادة هيكلة النظامين الاقتصادي والسياسي لضمان عدالة توزيع الموارد والسلطة، مما يساعد على تقليل الفجوات بين مختلف الفئات في المجتمع.
2محاربة الفساد. يجب اتخاذ خطوات جادة لمكافحة الفساد، بدءًا من مراجعة نظام القروض الذي أثر سلبًا على الاقتصاد الوطني، وتحديد الفئات ذات الاستفادة غير العادلة من التمويل المصرفي.
3.تحقيق المواطنة المتساوية: نحتاج إلى جهود حقيقية لزرع مفهوم المواطنة المتساوية، مع احترام تنوعنا الثقافي والديني، مما يساهم في توطيد التلاحم المجتمعي.
4.إفشاء السلام: ينبغي أن نعمل بجد نحو تحقيق السلام المستدام، بعيدًا عن خطاب الكراهية الذي يفتت الروابط الاجتماعية، من خلال تعزيز ثقافة الحوار والتفاهم.
5.دروس الماضي: لابد من دراسة تجارب الحروب السابقة واستنباط الدروس منها، للتأكد من أن الأخطاء لا تتكرر، والتركيز على تكوين قيادة حكيمة وأحزاب سياسية تستند إلى حب الوطن.
6 قيادة حكيمة: الأمر يتطلب وجود قيادة حكيمة وأحزاب وطنية تعمل لصالح الوطن وليس فقط لمصالح شخصية أو تحت ضغوط خارجية.
إن معالجة هذه القضايا تحتاج إلى إرادة سياسية قوية وتعاون بين جميع الأطراف، بما في ذلك المجتمع المدني والقطاع الخاص، لضمان تحقيق تحول حقيقي نحو الديمقراطية والتنمية المستدامة. ولابد من تغييرات جذرية في نمط تفكير المؤسسات التي بنت نفسها على أسس خاطئة. لنبدأ العمل معًا لبناء دولة حقيقية يسمع فيها الجميع، حيث يكون العدل والمساواة هما الطريق الأمثل نحو استقرار السودان وازدهاره.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
ادم ابكر عيسي
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست