... لا تغيير لا إصلاح لا انفراج سياسي لا تعليم عمومي في المستوى لا صحة مجانية لا عدالة اجتماعية ، خارج ما يريد ذلك نظام المملكة المغربية ، ومَن يرغب في شرب ماء البحر فأمامه الشريط الساحلي الرابط سبتة بالكويرة كآخر نقطة من الوحدة الترابية ، ذاك منطق الحاكم المُطلق سيد القرارات الصغيرة كالكبيرة لعقود مستمرة ، الذي يرى في الشعب مجرَّد مؤسسة كباقي المؤسسات الدستورية ، المقتصر دوره على الطاعة العمياء والقبول بأي وضعية ، وإن كانت تصبُّ في غير صالحه وإنما لقلة قليلة لها الأفضلية ، في أي شيء وكل شيء لها النفوذ لأقصى حدود حتى الحكومة أمامها مجرَّد خادمة كسلطة تنفيذية ، من ولاية منظَّمة بقانون إلى أخرى انتخابية ، محسوبة على الشعب لكنها أبعد ما تكون عن إرادته نائية عن الديمقراطية ، ولو كشعارات يواجه بها النظام الرقابة الدولية ، تلك هي الحقيقة وما دونها افتراء على الواقع ونزول غير سليم النية ، لصبغ الموجود بألوان زاهية ليست طبيعية .
... لا وقفات احتجاجية ولا مظاهرات سلمية تحت أي عنوان كان تثير اهتمامات قيادة هذا البلد الذي أنهكه الفساد ومهما لبس من حلة المشاريع الضخمة التي تحتاج إلى شرح مَن وراءها و ما لها وما عليها تبقى مشوَّهَة مِن الأعماق الداخلية ، حيت الشعب لا يملك شأن أمره محروماً من تعليم عمومي كتعليم بكل متطلباته مِن الأساسي إلى الجامعي تُعوِّض ما عليه آنياً مِن نقصٍ في التجهيزات الضرورية المادية كالبشرية ، ومِن صحة عمومية تواكب العصر مهما كان التَخصُّص وثمة أغلفة مالية تُغطِّيها كمصاريف مهما بلغ حجمها بالمليارات مصدرها ثروات المغرب والمغاربة المعدنية ، أما العدالة الاجتماعية العمود الفقري لأي استقرار وطني محذوفة من اهتمامات الدولة عن قصد لأسباب طالتها عدم التنمية البشرية ، لضبط الفوارق على نسبة عالية ، تخدم تقنيات الإبقاء على التحكم الدائم متى كانت الحاجة والفقر والاستعداد لانبطاح ضعاف الإرادة ربحاً لمكانات كامكانيات ظرفية ، علما أن العدالة متى ترسَّخت بكل أدواتها وشوطها داخل المجتمع خسر الفساد والمفسدون قاعدة الارتكاز لضبط الآليات المُفسدة مهما كانت المجالات السياسية كالاقتصادية .
... محاولات الشباب النضالية المشروعة لن تتوقف ستطل قائمة محققة خطوة بعد خطوة انتصارات حتى داخل المناطق الريفية ، بأساليب تتغيَّر وفق الحاجات المسايرة لوضعيات الأمكنة وتوحيد الاختيارات الزمنية ، محاولات لا تخرج عن نطاق السلمية ، كمبدأ علماً أن التخريب من شيمة الضعفاء أو المرتزقة المندسين وسط الصفوف بأمر من دوائر خارجية محلية . ومهما طال أمد مثل الحراك نهايته ستكون جد مُشَرِّفَة مباركة من لدن أحرار هذه الأمة المغربية العظيمة نصرها الله وأيَّدها ومكنها من مواقف عز وأمجاد تُحفَظ في أسفارٍ كنفائس تاريخية .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة