حين يصبح الملاذ موتاً مسجد الفاشر شهادة الدم على هشاشة الضمير الدولي كتبه د. الهادي عبدالله أبوضفائ

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 10-24-2025, 06:06 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-20-2025, 10:23 PM

د. الهادي عبدالله ادريس ابوضفائر
<aد. الهادي عبدالله ادريس ابوضفائر
تاريخ التسجيل: 09-05-2017
مجموع المشاركات: 88

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
حين يصبح الملاذ موتاً مسجد الفاشر شهادة الدم على هشاشة الضمير الدولي كتبه د. الهادي عبدالله أبوضفائ

    10:23 PM September, 20 2025

    سودانيز اون لاين
    د. الهادي عبدالله ادريس ابوضفائر-UK
    مكتبتى
    رابط مختصر







    بقلوبٍ يعتصرها الألم وإيمانٍ راسخ بقضاء الله وقدره، ننعى إلى الشعب السوداني والأمة الإسلامية شهداء مسجد الفاشر من المدنيين الأبرياء، أرواحاً طاهرة صعدت ظلماً وعدواناً في جريمةٍ تمزّق وجدان الإنسانية قبل أن تخرق القوانين.

    في قلب الفاشر، وبين جدران مسجدٍ شُيّد ليكون موئلاً للسكينة وملاذاً للطمأنينة، انقلبت لحظة الأمن إلى هولٍ لا يُحتمل. فقد اغتيل المصلّون في محرابهم، وسُحقت براءتهم تحت وطأة العنف الأعمى لمليشياتٍ تجاوزت كل حدود الإنسانية، وحوّلت أقدس أماكن العبادة إلى مسرحٍ للرعب والخراب. لم تكن تلك الرصاصة ضد أفراد فحسب، بل كانت طعنة غادرة في الضمير الجمعي، وانتهاكاً فادحاً لكل الأعراف والقوانين التي وُضعت لحماية الأبرياء وصون الكرامة الإنسانية. إنها مأساةٌ تستدعي الحزن، كما تستصرخ الضمير العالمي ألّا يكتفي بالصمت أمام هذا الجرح المفتوح في جسد الفاشر، بل أن يتحمّل مسؤوليته الأخلاقية والتاريخية.

    ليست مجرد مأساة عابرة، بل مرآة لهشاشة الحياة في مناطق الحصار والنسيان، حيث تصبح الإنسانية نفسها عرضة للتدمير بلا رقيب. كل جدارٍ منهار، وكل دمٍ مسفوح، وكل صرخة لم تُسمع، تروي قصة مجتمع فقد فيه المدنيون حقهم في الأمان والعيش الكريم، ويصبح الصمت الدولي جزءاً من المأساة، بدل أن يكون حماية ودرعاً.

    ما جرى في مسجد الفاشر جريمة لا تُغتفر، مأساة كتبتها المليشيا حين حولت بيت العبادة إلى مسرح للعنف، وجعلت الأرواح البريئة أهدافاً عشوائية لآلة قتلٍ عمياء. المدنيون الذين قصدوا المسجد طلباً للأمان، وجدوا أنفسهم رهائن لوحشية لا صلة لها بالسياسة أو التاريخ، بل صراعٍ أعمى مع جوهر الإنسانية نفسها. سُلب حق الحياة، وتحوّل الدم إلى أرقام باردة في سجلات العنف، بينما بقيت قلوب أهل الفاشر ترتجف تحت حصار الخوف، تعيش على ما تجود به الأرض من خيرات الخريف والإمباز. أما العالم، فمضى في صمته، مكتفياً ببياناتٍ جوفاء لا تُعيد روحاً ولا تمنح لحظة أمان. هكذا انكشف العنف في صورته العارية. إرادة قتلٍ بلا مبرر، ووصمة سوداء على جبين عصرٍ متخاذل.

    المجتمع الدولي ما زال صامتاً، مكتفياً ببياناتٍ باردة لا تُسمن ولا تُغني من جوع، يراقب الفاجعة من بعيد ويترك الأرواح البريئة وحدها في مواجهة العنف والتشريد والحرمان. هذا السكوت أو بالأحرى هذا التخاذل لا يفعل سوى أن يمد في عمر الجريمة، ويحوّل الحماية الدولية إلى وهمٍ أجوف. الدماء المسفوحة في مسجد الفاشر صامتة، لكنها لن تُمحى من الذاكرة، لقد غدت رمزاً للانتهاك والظلم، وفي الوقت نفسه دعوة للتأمل: كيف نبني دولة تحمي المدنيين وتعيد للمدن كرامتها، وتستعيد الثقة بين المواطن والدولة، وبين الإنسان وأخيه الإنسان؟.

    إن هذا النعي ليس مجرد حزن، بل صرخة للعدالة، ونداء بأن يتحول الضمير العالمي من الاستنكار إلى الفعل. فكل صمتٍ مشاركة، وكل تأجيلٍ خيانة، وكل دمٍ بريء يُراق هو شاهد صارخ على أن المواثيق وحدها لا تصنع حماية، بل الفعل الإنساني المسؤول هو ما يُنقذ الأوطان من أن تُكتب سيرتها بالدم وحده.

    نسأل الله العلي القدير أن يتغمدهم برحمته الواسعة، وأن يغفر لهم ويعفو عنهم، ويكرم نزلهم، ويوسّع مدخلهم، ويجعل قبورهم روضةً من رياض الجنة، وأن يجزيهم عن صبرهم وعذابهم خير الجزاء. كما نسأله سبحانه أن يُلهمنا الصبر والسلوان، وأن يحفظ ما تبقّى من أهلنا في الفاشر وسائر السودان من كل سوء، وأن يأخذ الظالمين أخذ عزيز مقتدر، ويقتصّ للمظلومين بقدرته وعدله.
    إنا لله وإنا إليه راجعون.
    [email protected]























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de