الحزب الشيوعي السوداني- أشباح الماضي وصراعات الحاضر

الأسلحة الكيميائية وحقيقة استخدامها في السودان في منتدى ميديكس للحوار
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 09-18-2025, 11:10 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-05-2025, 11:40 PM

زهير ابو الزهراء
<aزهير ابو الزهراء
تاريخ التسجيل: 08-23-2021
مجموع المشاركات: 12315

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الحزب الشيوعي السوداني- أشباح الماضي وصراعات الحاضر

    11:40 PM September, 05 2025

    سودانيز اون لاين
    زهير ابو الزهراء-السودان
    مكتبتى
    رابط مختصر



    الحزب الشيوعي السوداني: أشباح الماضي وصراعات الحاضر

    لا يمكن قراءة التصدعات الراهنة في الحزب الشيوعي السوداني بمعزل عن التاريخ الطويل للانقسامات التي عصفت به منذ سبعينيات القرن الماضي. فظلّ الحزب دائمًا عالقًا بين طموحاته الثورية من جهة، وواقعه السياسي والاجتماعي
    شديد التعقيد من جهة أخرى.
    من أشباح 1970 إلى أزمة الحاضر
    الانقسام الشهير عام 1970، عندما اختلفت اللجنة المركزية حول توصيف انقلاب جعفر نميري، لم يكن مجرد خلاف على التكتيك، بل كشف عن أزمة بنيوية في علاقة الحزب بالسلطة والعسكر. ذلك الانشقاق ألقى بظلاله الثقيلة على كل مسار الحزب
    لاحقًا، وأعاد إنتاج نفسه بأشكال متعددة حتى وصلنا إلى الصراع الراهن.
    اليوم، يواجه الحزب أزمة مضاعفة؛ صراع داخلي انفجر منذ المؤتمر السادس، سرعته الحرب الدائرة في البلاد.
    على السطح، يظهر الخلاف بين تيار "الواقعية السياسية" بقيادة صديق يوسف، الذي يدعو إلى مرونة تكتيكية وانفتاح على تحالفات واسعة، وبين تيار "المبادئ الجذرية" بقيادة محمد مختار الخطيب، الذي يصر على خطاب صلب يرفض المساومة.
    لكن تحت هذا السطح، تختبئ أزمات أعمق تتعلق بالهوية الفكرية والتنظيمية.
    أزمة المرجعية واللغة السياسية
    لم يعد المجتمع السوداني يعرف "الطبقة العاملة" بالمعنى الكلاسيكي الذي تأسس عليه خطاب الحزب، ومع ذلك ظل الحزب متمسكًا بلغة موروثة من أدبيات ماركسية قديمة.
    لم ينجح في إعادة صياغة خطابه ليلامس تحولات المجتمع، من توسع الاقتصاد غير الرسمي، إلى صعود الحركات الشبابية المستقلة مثل لجان المقاومة.
    وهكذا بدا وكأنه يعيش في مفارقة تاريخية: حزب يرفع شعارات الماضي في حاضر لم يعد يشبهه.
    الشتات الشيوعي وازدواجية الداخل والخارج
    فروع الحزب في الخارج لم تعد مجرد امتدادات تنظيمية، بل صارت مراكز قرار بحد ذاتها.
    كوادر في القاهرة ولندن والولايات المتحدة تملك نفوذًا لا يقل عن قيادات الداخل، لكنها تتحدث أحيانًا بلغة النخب أكثر من لغة الواقع المعاش.
    هذا خلق حالة من الازدواجية: حزب في الداخل يواجه القمع والحرب والجوع، وحزب في الخارج ينخرط في معارك الخطاب والتحالفات.
    الجغرافيا والجهوية
    الصراع داخل اللجنة المركزية لم يكن فكريًا فقط، بل أخذ بعدًا جهويًا أيضًا. اتهامات متبادلة برعاية مصالح مناطقية أو جهوية باتت جزءًا من معركة القيادة، وهو أمر يضعف الحزب أكثر، ويقوض صورته كتنظيم قومي جامع.
    بين الشارع والذاكرة
    لطالما قدّم الحزب نفسه كـ"ضمير الثورة" وقائد الجماهير. لكن المشهد تغيّر: لجان المقاومة والحركات الشبابية المستقلة صارت هي الفاعل الحقيقي على الأرض، بينما وجد الحزب نفسه مترددًا بين لعب دور "الناقد الدائم"
    أو البحث عن تحالفات لم تعد الجماهير تراها صادقة. أخطر ما يواجهه الحزب اليوم هو فقدان الجيل الجديد، الذي يرى في صراعات القيادات مجرد إعادة إنتاج لماضٍ عقيم.
    التداعيات على المشهد السياسي
    انقسام الحزب يضعف قوى المدنيين ويمنح العسكر والإسلاميين فرصة لتوسيع نفوذهم. بل إن بعض كوادر الحزب قد تجد نفسها مضطرة للاصطفاف مع أطراف النزاع المسلح، الجيش أو الدعم السريع، طلبًا للحماية أو النفوذ
    وهو ما يهدد ما تبقى من استقلالية الحزب الأخلاقية والسياسية.
    الخيارات المستقبلية
    السيناريوهات متعددة- قد ينفجر الانقسام ليخرج تيار صديق يوسف بتشكيل جديد يركز على التحالفات الواسعة، أو تُحتوى الأزمة عبر وساطة داخلية وخارجية (رغم صعوبة ذلك في ظل الحرب)، أو يتأجل الحسم، فيظل الحزب معطلاً
    في حالة شلل. لكن الاحتمال الأخطر هو التآكل التدريجي، حيث يفقد الحزب موقعه لصالح قوى أكثر حيوية ومرونة، بينما يظل فقط محتفظًا برصيده الرمزي كذاكرة نضال.
    الحزب الشيوعي السوداني، وهو أحد أقدم الأحزاب في أفريقيا، يجد نفسه اليوم أمام مفترق طرق- إما أن يعيد ابتكار نفسه ويستوعب تحولات المجتمع، أو يكرر مأساة انشقاق 1970 وينزوي إلى الهامش.
    الأزمة الراهنة ليست مجرد شأن داخلي، بل مرآة لأزمة السياسة السودانية برمتها- دولة غير مستقرة، قوى مدنية متشرذمة، وحرب مفتوحة تأكل كل شيء.
    بعبارة أخرى أن ما يحدث في الحزب الشيوعي هو صورة مكثفة لأزمة وطن كامل لم يعرف بعد كيف يبني حياة سياسية مدنية مستقرة.























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de