زهير عثمان حمد (اسعدتني التفاتة الأستاذ زهير وتحبيره هذه الكلمة النافذة عنه بعبارة دمثة. وأخشى أنd ربما ضللت به في قوله أني أحمل الحركة الإسلامية وزر الحرب). صدر مؤخراً عن دار الموسوعة الصغيرة كتاب جديد للمفكر والأكاديمي السوداني د. عبد الله علي إبراهيم بعنوان “من الثورة إلى الحرب: الطريق الوعر لبناء الدولة السودانية”، ليضيف حلقة جديدة في سلسلة مساهماته النقدية حول التاريخ والسياسة في السودان. طرح مختلف عن السائد على خلاف التحليلات المتداولة في الأوساط السياسية والإعلامية، والتي تصف الحرب الجارية بين الجيش والدعم السريع بأنها صراع عبثي بين جنرالات جشعين، يقدّم عبد الله علي إبراهيم أطروحة مغايرة. فهو يرى أن الحرب ليست عبثاً، بل فعل سياسي موجه مرتبط بالثورة السودانية منذ ديسمبر 2018، وأن من أشعل نارها هم الإسلاميون الذين أطلقوا النار على الثورة ويسعون اليوم للثأر منها عبر الحرب. قوة الطرح الكتاب يحرّر النقاش العام من مقولة “حرب الجنرالات العبثية”، عبر تحميل جهة سياسية بعينها—الحركة الإسلامية—مسؤولية الحرب. كما يستند المؤلف إلى خلفيته كمؤرخ ليربط ما يجري اليوم بتاريخ الانتفاضات السودانية السابقة التي غالباً ما أُجهضت برد فعل عنيف من القوى المحافظة. مواطن الإشكال غير أن الكتاب، بحسب قراءته النقدية، لا يخلو من نقاط ضعف. فالعنوان يوحي بعمل توثيقي يسرد تفاصيل الانتقال من الثورة إلى الحرب، بينما المضمون عبارة عن مقالات وتأملات نقدية، وهو ما قد يخيّب توقعات بعض القراء. كما أن التركيز على الإسلاميين وحدهم كفاعل رئيس في الحرب يُغفل الأبعاد الاقتصادية والقبلية والجهوية التي غذّت النزاع، فضلاً عن أن لغة عبد الله المكثفة قد تصعّب وصول الفكرة إلى الجمهور الأوسع. قيمة فكرية وسياسية رغم ذلك، تبقى قيمة الكتاب بارزة في كونه تدخلاً فكرياً جريئاً يرفض التبسيط المخلّ، ويعيد إدراج الحرب ضمن مسار الثورة لا خارجها. فهو بذلك ينبه إلى أن ما يجري ليس مجرد نزاع مسلح عابر، بل جولة جديدة من الصراع حول مستقبل الدولة السودانية. الكتاب مما تجده في مكتبة عندليب بالقاهرة أو على كندل أمازون بعنوان إنجليزي (10 دولار أمريكي). وقيمة مباعه ما يزال صدقة جارية للوالد الحاج الناظر علي أفندي إبراهيم لمشروع إنساني للحرب.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عبدالله علي إبراهيم
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست