الأجير عند حكومة الامر الواقع التي يقيمها الفلول في بورتسودان بواجهة عسكرية وبمكر يماثل قدومهم المشؤم عند منتصف العام (١٩٨٩) عندما عبر عراب الإنقاذ الهالك حسن عبدالله الترابي متباهياً بنجاح مخططهم في تغييب الشعب السوداني ( قلت له اذهب إلى القصر رئيساً ساذهب إلى السجن حبيساً) مني اركو مناوي خرج مغاضباً في جولة غير معلومة المكان والمقاصد حتى عند البرهان !!
خرج مناوي من قبل، ولم يك مغاضباً انذاك بل كان سعيداً ياتيه اجرة في القتال رغداً من المال ومركزاً في السلطة ، وقد كانت الحوجة اليه انذاك وقبل تحرير ولايات الوسط والخرطوم حاضرة وملحة تجبر المستأجر على دفع الاجرة دون تلكؤ او مماطلة او مساومة، لذلك لم يك محتاجاً في كل سفرياته السابقة لاعلان تكليف المؤلف قلبه لجماعة الظلاميين( مصطفى تمبور ) لادارة شؤون اقليم دارفور ، ولم نسمع له بمثل هذا تكليف لغيره من قبل !!
قبل خروجه الاخير صرح مناوي منادياً بإغاثة دارفور وإنسانها الذي يفتك به الجوع نتيجة حبسه رهينة ومنعه من الخروج ليكون درعاً مدنيا تتقوى به فرقة الجيش في الفاشر ، كما ظل يناشد قيادة الجيش بتعزيز جيش الفاشر وذلك بارسال متحركات لفزعة الفرقة هناك حتى لا تسقط الفاشر !!
عقب كل تصريح لمناوي طلباً للدعم اللوجستي والعسكري والإسراع لنجدة الفاشر ، كان هناك همس مؤلم يقول لن تذهب الجيوش لتقاتل في الفاشر وجيوش الحركات المسلحة تتوزع في الشرق والشمال تنهب وتقلق مضاجع المواطنين !!
بل كلما خرج الرجل ليخاطب الناس بمأساة الفاشر، طالباً نجدتها ، خرج تصريح صادم ينال من عزيمة الرجل، مورثاً له الانكسار والذلة امام اهله ، حتى وصل الأمر ان صرح المسؤول عن كتائب الظلاميين معلناً ترك الكتائب الظلامية للقتال والاتجاه إلى الإسناد المدني، في رسالة لا تخلو من الدهشة مفادها اذهب انت وحركتك يا مناوي قاتل عن اهلك وبلدك !!
عندما علق مناوي الامل على حكومة ( أمل ) لاذت الأخيرة بالصمت ، وظهر صوت بديل من اهل البطانة يطالب ابناءهم في الدرع بالعودة إلى اهلهم وترك القتال في دار فور إلى الحركات المسلحة ، وهنا كان لابد مما ليس منه بد !!
اعلن مناوي الخروج من بورتسودان بطريقة لا تخلو من إعلانه الخروج على عقد الإيجار وفسخه دون الركون إلى ارادة الطرف الثاني المتمثل في الجيش والإسلاميين، وذلك لاعتقاده بأن الطرف الثاني فشل في الوفاء بالعقد ، وتنصل عن التزاماته !!
وفي الجانب الاخر يعتقد المستأجر ان عقد الإيجار قد استنفذ اغراضه بتحرير ولايات الوسط والخرطوم (وهذه الولايات اعلن الدعم السريع الانسحاب منها وغادرها في وضح النهار على مرأى ومسمع من الفلول وكتائبهم) وعلى الحركات المسلحة ان تقاتل لحماية اهلها وجغرافيتها !!
ولان الطرف الثاني يعلم تمام العلم بأن خروج حركة مناوي لاي سبب من الاسباب من التحالف المدفوع الثمن للقتال معه ، يعني بكلّ تاكيد الانضمام باي ثمن لحكومة تأسيس والقتال مع جيشها المكون من الدعم السريع وبعض المكونات العسكرية ، لذلك عمد إلى اضعاف حركة مناوي وذلك بزرع بذرة الخلاف فيها ترغيباً حتى يظفر بشقها ، ولعل (القواد ) الطامعين في امتيازات المال والمنصب من حركة مناوي على ( قفا من يشيل ) !!
إلى اين ستكون وجهة مناوي القادمة ؟ وهل سينجح في الحفاظ على تماسك حركته ، وذلك بحملها إلى مرفأ آخر من الامتيازات والدولارات .
ام سينجح الفلول في الفوز باحدى الحسنيين إقناع مناوي بالعودة إلى صفوفهم، او شق حركته وشل قدرته في الخروج بها كاملة إلى المرفأ الاخر !!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
جمال الصديق الامام المحامي
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست