أبو القاسم الرشيد أحمد الحسن: بروفيسور عالمٌ ومتصوّف يحكم الإقليم الشمالي (نهر النيل والشمالية) في حكومة تأسيس السودان
البروفيسور أبو القاسم الرشيد أحمد الحسن هو أحد أبرز الوجوه العلمية والدعوية في شمال السودان، ويمثل نموذجًا متوازنًا يجمع بين الانتماء الديني الصوفي (الختمي) والمعرفة الطبية المتخصصة. يشغل حاليًا منصب حاكم الإقليم الشمالي (الذي يضم ولايتي نهر النيل والشمالية) ضمن حكومة تأسيس السودان.
يشتهر البروفيسور بمسيرته الأكاديمية والمهنية في مجال الطب النفسي وعلاج الإدمان، ويعمل حاليًا في دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث يشغل منصب خبير ورئيس مختبرات بالمركز الوطني للتأهيل في أبوظبي. له مساهمات علمية معروفة، وهو شخصية تحظى بالاحترام داخل الأوساط العلمية والدينية على السواء.
ينحدر البروفيسور من بيئة دينية ختمية متجذرة، وقد ظلّ وفيًّا لتقاليدها الأخلاقية والروحية في ممارسته الشخصية والمهنية، دون أن يتحول إلى خطاب سياسي دعوي. هذا التوازن أتاح له أن يكون مقبولًا لدى قطاعات مختلفة من أبناء الإقليم الشمالي، خاصة في ظل تعقيدات الهوية والانتماء التي يشهدها الإقليم.
الإقليم الشمالي له خصائص أنثروبولوجية، دينية، وحضارية متميزة. جزء من شعوبه -كالنوبيين- تعرّض لتطهير عرقي وتهميش ثقافي، بما في ذلك منع تعليم اللغة النوبية، وتواطؤ الحكومات العسكرية الخانعة مع السياسات المصرية في إغراق أراضي النوبة. جزء آخر من سكان الإقليم، خاصة من الشايقية والجعليين وبعض قليل جدا من الدناقلة، تم إغراءه بالانتساب لصفوة عسكرية أو نسب هاشمي، مما عطّل تبلور هوية شمالية جامعة.
لكن رغم هذا التفاوت، يظل النوبة — أبناء كوش وأبناء نوح عليه السلام — هم المكوّن الأصلي الأصيل للإقليم الشمالي، وهم من النخبة المثقفة المتعلمة التي هاجرت وتجذّرت في كل أنحاء السودان، من خلال الجلابة الذين اختلطوا دمًا وعقيدة وتقاليدًا مع بقية شعوب السودان.
في هذا السياق، يأتي اختيار البروفيسور أبو القاسم حاكمًا للإقليم الشمالي ضمن رؤية تأسيسية جديدة تسعى إلى إعادة التوازن التاريخي، ورد الاعتبار للهوية الحقيقية لشمال السودان بعيدًا عن المزايدات الإيديولوجية أو الصراعات القبلية.
اللقاء الأول: في ورشة تأسيسية لقادة تحالف تأسيس التقيت بالبروفيسور أبو القاسم الرشيد أحمد الحسن لأول مرة خلال ورشة تأسيسية لقادة تحالف تأسيس، تناولت تطوير المهارات القيادية من خلال مناقشة كتاب “العادات السبع للأشخاص الأكثر فاعلية”. جلسنا في طاولة واحدة ضمن عدة طاولات نقاش. ما جذبني فيه هو حضوره المتزن، وتفاعله بأسلوب يعكس التزامًا بمعايير دينية وأخلاقية واضحة، بدت حاضرة في تعليقاته ومواقفه.
خاتمة إن اختيار البروفيسور أبو القاسم الرشيد أحمد الحسن حاكمًا للإقليم الشمالي ليس قرارًا إداريًّا فحسب، بل هو تجسيد لرؤية تأسيسية جديدة تسعى لتجاوز ثنائية التهميش والتغوّل التي أنهكت شمال السودان. فهو يمثل صوتًا هادئًا ومتزنًا، يجمع بين الانتماء الأخلاقي والمعرفة العلمية، في منطقة تتطلب استعادة توازنها التاريخي والإنساني.
في زمن يضجّ بالمغالاة والانقسامات، يبدو البروفيسور أبو القاسم نموذجًا ممكنًا لما يمكن أن تكون عليه القيادة: حضورٌ أخلاقي، وعقلٌ علمي، وجذورٌ لا تنكر الذاكرة.
نواصل
د. أحمد التيجاني سيد أحمد عضو تحالف تأسيس التاريخ: ٢٧ يوليو ٢٠٢٥ – روما، إيطاليا
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
احمد التيجاني سيد احمد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست