لماذا ظل إنسان الفاشر يقاتل وحيدًا حتى اليوم؟ كتبه أحمد محمود كانم

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 08-27-2025, 12:53 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-23-2025, 02:07 PM

أحمد كانم
<aأحمد كانم
تاريخ التسجيل: 06-24-2018
مجموع المشاركات: 134

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
لماذا ظل إنسان الفاشر يقاتل وحيدًا حتى اليوم؟ كتبه أحمد محمود كانم

    02:07 PM July, 23 2025

    سودانيز اون لاين
    أحمد كانم-UK
    مكتبتى
    رابط مختصر




    بادئ ذي بدء، لستُ من دعاة الحرب، ولم يحدث أن تقيأ قلمي بالتشجيع على استمرار العنف إطلاقًا، ولن يفعل.

    لكن وددت فقط أن ألفت الانتباه إلى أزمة إنسانية ظلت منسية داخليًا وخارجيًا رغم فظاعتها وقساوة واقعها الذي لا يمكن تجاهله!
    إنها مأساة إنسان مدينة الفاشر.

    فهل تعلم – عزيزي القارئ – أن إنسانًا سودانيًا مثلي ومثلك، الآن، وأثناء كتابة هذا المقال، يكافح ليتعشى مع أطفاله بوجبة ”الأمباس”؟
    و“الأمباس” -لمن لا يعرفها- هي مخلفات معاصر الزيوت التي تستخدم عادة كعلف للماشية…

    *وهل تعلم أن التدوين العشوائي بالمدافع الثقيلة جداً، الذي كنتم تشاهدونه بشكل يومي في الخرطوم، لا يزال مستمراً، يتدفق على رؤوس المواطنين داخل مدينة الفاشر، التي ما برحت محاصرة من قبل الدعم السريع لأكثر من عام وشهرين؟
    وهل تعلم أن سنّارة الجوع والهلع ما انفكت تصطاد الأطفال والمسنين كل يوم بأعداد يعجز العادون عن حصرها؛ في ظل توقف تام للخدمات الصحية والمياه؛ بجانب جشع غريب من قبل وكالات التحويلات المالية الذين وصل بهم الحال لخصم ٥٠٪ من جملة المبالغ التي يجود بها ذوو الأسر المحاصرة هناك مع انعدام شبه تام لما يمكن شراؤه من مواد غذائية؟
    هذه مشاهد يومية في مدينة يباد أهلها على مرأى ومسمع من العالم، ولا أحد ينظر نحوها إلا على استحياء.

    *ورغم كل هذا، ظلت الفاشر صامدة بإرادة أهلها؛ أبنائها وبناتها الذين صمدوا، ليس حباً في الجيش الذي كان قد سامهم -هو وجنجويده- سوء العذاب، فذبح أبناءهم وسحق كرامة نسائهم لأكثر من عقدين من الزمان… بل لأنهم عرفوا أن خيارهم الآخر هو الموت الجماعي، على طريقة ما حدث في الجنينة، حيث امتلأت الطرقات بجثث الأبرياء، واغتصبت العشرات من النساء -بحسب تقارير أممية- وشهادات الضحايا أنفسهن، أو دفنهم أحياء، كما وثقتها كاميرات الفاعلين أنفسهم.

    * ورغم استبسال أهاليها وتصديهم لأكثر من 223 هجوماً حتى ظهر يوم الاثنين 21 يوليو - بحسب مصادر مطلعة -، لكن الفاشر لا تزال محاصرة، تتلقى الضربات من كل اتجاه، قصفاً بطائرات ومسيرات الجيش تارةً، وتدويناً بمدافع ومسيرات الدعم السريع تارات متتاليات… دون أن تجد صدى لصراخها في قاعات الأسرة الدولية أو حتى قاعات بورتسودان المكتظة ب"المرتاحين".
    والسبب في ذلك يعود إلى عقلية موروثة داخل المؤسسة العسكرية التي ترى السودان في شكل مختزل، يبدأ وينتهي في الخرطوم، وبعض أجزاء البلاد من الشمال والشرق والوسط.
    أما دارفور، فغالباً ما تُعامل كأرض خارج التعريف "الوطني"، تصلح فقط لتكون ساحة معارك، لا تستحق التضحية أو حتى الاهتمام، إلا بقدر ما يلهي المتقاتلين عن التفكير في نقل العراك إلى خارجها.

    * وما يعمق الجرح أكثر، هو ازدواجية المشاعر السودانية نفسها... فكم شاهدنا وسمعنا وقرأنا من القصائد والأغاني التي كتبت للحث على استعادة الخرطوم وود مدني وسنجة وجبل موية حينما كانت لا تزال في قبضة الدعم السريع!
    لكن حينما يأتي الحديث عن الفاشر، لا نرى عنها شيئًا إلا على صفحات أبنائها الذين ما فتئوا ينادون وحدهم، يكتبون وحدهم، يدفنون شهداءهم وحدهم، وينتظرون الموت وحدهم.

    *ينظر الطرفان إلى مصالحهما الاستراتيجية في السيطرة على تلك المدينة التاريخية… لكن هل سأل أيٌّ منكما نفسه: ما مصلحة المواطن في مصالحكم هذه طالما ثمن ذلك هو إبادته وأسرته؟
    بل ما مدى أهمية المواطن -أصلًا- بالنسبة لكما؟
    المواطن الذي يُقصف، يُجوَّع، يُنزَّح، ويُقتل ويُغتصب… ما ذنبه في كل هذه المآسي والأزمات التي تحيط به بفعل حماقتكما؟ ومِن أجل مَن تُقاتلون؟
    ومن سيتبقى إذًا ليحكمه المنتصر؟
    إن المصلحة الوحيدة التي لا أؤمن بغيرها، هي إيقاف القتال فورًا وفك الحصار الفوري عن مدينة الفاشر، وفتح المسارات لقوافل الإغاثة الدولية والسماح للناقلات التجارية بممارسة نشاطها… والسماح غير المشروط للمواطنين بالتنقل من وإلى المدينة، لأنهم لا ناقة لهم في ذلك ولا ورل!

    إنجلترا: 22يوليو 2025























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de