كان إنقلاب 25/ أكتوبر / 2021 م لعنة على البرهان واسلامييه وموزابه ، وطرفهم الآخر من صلبهم ورحمهم دعمهم السريع ، لعنة فاقت لعنة الفراعنة ، وهي من نوع تلك اللعنة التي لا تنام ولا تستريح تناوشهم ، وتغلق منامهم ، في كل خطوة يخطوها لغرض تكملة مشروعية انقلابهم المشؤوم ، وانتشاله من عثراته ، في كل لحظة يحسبونها بارقة أمل يجدونها وقد ولدت لهم لعنة شرٌّ ، كأنّها لعنة نُقشت في قلوبهم وضمايرهم ، لتحرك أفكارهم الخبيثة ، وأطماعهم المميتة ، لعنة تتجاذبهم أطرفاً بأطراف ، وفتناً عصفت بهم بفتن أخرى داخلهم . ترمي بهم في مياه بحر الفشل المالح ، من فشل إلى آخر . منذ ماقبل لحظة إعلان ،ذلك الإنقلاب تحرك الشارع ضده قوياً هادراً جباراً ، أجبره على إرتكاب خطيئته الكبرى بمقابلة هذا السيل العرمرم بالرصاص الحي القاتل دون وازع أو ضمير .
أما مابعد لحظته الأولى فقد تبرأ من إنقلابهم المشترك طرفه الثاني ، وأعتذر عنه ، وإن جاء إعتذاره متأخراً ولا مقبولاً حتى ، فهو لم يكن موجهاً للشعب المنكوب بالعسكر والاستبداد !! ، وإنما كان إعتذاراً عن ذات الإنقلاب بتاريخه وزمانه المعني ، ولكن بإنقلاب آخر ، له شكل وطعم مستجد ، يتخذ له مساراً إنقلابياً جديداً ، لم يعلن بمزيكة حسب الله وجلالاتها العسكرية ، ولم يخرج من خور عمر ، كما إنقلاب المخلوع النميري ، ولم يخرج من أكذوبة أذهب انت للقصر رئيساً وأنا للسجن حبيساً ، كما أعلن عنه صورة وصوت ، المخلوع البشير . إنما كان هذا الإنقلاب ، بإعلان انحياز مخاتل يدعي فيه قائده حميدتي ومستشاريته الإسلاموية فصيل المنشية ، إنحيازهم لقوى الثورة وشعاراتها حرية سلام وعدالة ، ودولة مدنية ديمقراطية " وهذه بتلك وكله تقية وفقه ضرورة" وسار به الحال من حال إلى حال وأعني إنقلاب الطرفين مروراً باطاري مقطوع الطاري ، وصولاً إلى حرب عبثية ، دمرت وخربت واغتصبت وقتلت ، وأنتهيا في صراعهما الإنقلابي حتى وصلا "الطرفين" بعد عجز أي منها لإحراز النصر المرتجى ، هربا كل منهما إلى التستر خلف مشروع حكومة ، معلقة في هواء القذائف والدانات ، الأولى حكومة الأمر الواقع بقيادة جنرالات الاسلاموكوز ، لا أثر لها بين المواطنين إلا شعارات البل ونعم للحرب ، بجوقتهم "الكوزلايفاتية" ، وبعض فئة حسنت نيتها تظن أنها توالي جيشها ذلك القديم ، الذي بعمر المائة عام ، وقد نسوا أنه تمت هندسته في أخيرتها الثلاثينية ، وحولته إلى جيش آخر قيادته اسلاموية وعقيدته ظلامية . والثانية حكومة التأسيس بقيادة جنرالين ، "لحمة رأس" ليست مستوية الطبخة ، جنرالاً فيها يرفع شعار "العلمانية" ، المطلوب حضورها ، فقط دون عسكرية ، والجنرال الثاني "تقية وفقه ضرورة" ، تتبعه بعض من فئة حسنت نيتها ، يظنونها ثورة هامش وحركة تحرر من قبضة دولة" 56"الفاشلة ، يرفع شعار الديمقراطية المرغوب حضورها فقط دون بندقية. وأصبحنا وأمسينا ، وضحينا وحجينا ، وصمنا وأفطرنا ، ومولَّدَّنا بيوم نبينا الكريم ، عامين وأكثر ، ومواطنونا تاكلهم وتعبث بهم حربهم المدمرة التي فاقت مأساتها كل حروب العالم ، قديمها وحديثها ، طرفاها بذرتهما جرثومة كيزانية جعلتهما يحولانها إلى حرب إنتقامية كلاهما بعقيدته ومصالحه ومكتسباته الدنيوية ، وجوده هو ، مقابل فناء خصمه وتوأمه اللدود ، وحتى آخر جندي في دربه يحارب ، فقط ما يشتركان فيه هو إقتلاع ثورة ديسمبر وجماهيرها التي تسببت في حرمانهم من السلطة التي كانا يعيشان في نعيمها . وننهي بلعنة الفراعنة التي صاحبتهم، وإنقلابهم المشؤوم حتى لحظة يوم الناس هذا ، وهم يسمعون بآذاهم الصوت العالي يردد على لسان أمريكا التئام الرباعية من جديد ، وهي التي يخيفهم ذكرها ، واياً لشعبنا كانت مآلاتها ، فهي ستفتح نافذة تاتي من خلفها وفي نهايتها قراراً لوقف النار ، وهذا يكفي لبعض أمل ، لتخفيف عبء هذه الحرب المدمرة التي قضت علي يابس الأرض والشجر وأخضر البشر ، وهناك خلف ضباب مواقف بعض دول الأقليم ، التي تورث الأسى والحسرة ، للكرامة المهدرة ، بسبب حرب الكرامة ، لكنها كلها في حكم المقدور عليها ، حين تنهض ، من تحت الرماد عنقاء ديسمبر ، في يومها التالي لوقف الحرب ، ويغني لها السمندل كما غنى الخليل لعزة وطن الجمال .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة