في لحظةٍ تتقاطع فيها الأزمنة، وتتجاذب فيها الأرواح بين ماض مثقل بالالام والدموع والجراح ومستقبلٍ لم يتحقق بعد، يصبح إتخاذ القرار الصحيح الذي يغير حياة الفرد والمجتمع والوطن ليس خياراً، بل ضرورة وجودية لإنقاذ السودان من دوامة التبعية والإنكسار والإستجداء الذي ظل يمارسه الطغاة الذين تعاقبوا على تدمير السودان وآخرهم مجرم الحرب البرهان الذي خان الثورة ودمر الدولة والآن يستجدي السيسي وبقية الحكام الطغاة الأقزام. يا شباب ثورة ديسمبر المجيدة، الثورة لا تبدأ في الميادين فحسب، بل تُولد أولًا من صحوة داخلية، من إعادة تعريف الذات والإعتراف بالدور والمسؤولية أمام لحظة مصيرية من تاريخ الوطن والمجتمع والفرد. لقد آن الأوان لإحداث قطيعة فكرية ومنهجية مع عهود الإستبداد والفساد والظلم وحكم العسكر الذي صادر إرادة الشعب السوداني، للدرجة التي جعلت مجرم الحرب البرهان، يقول: إنه وصي على الشعب السوداني! يا خسارة وطن رفع رايته الأجداد من داخل البرلمان يتحكم فيه الطغيان! الوطن لا يُبنى بالإنغلاق بل بالإنفتاح على جميع مكونات الشعب لبناء رؤية علمية طموحة ترتكز على العقل، وتستند إلى قيم تُؤسّس لعدالة دائمة وسلام مستدام. السودان، الذي يحمل في عروقه عبقرية النيل وشموخ الأرض وتاريخ إنسانه الذي ثار على حكم العسكر ثلاث مرات، لا يمكن أن يُختزل في صورة المستجدي أو الضعيف الذي يتوسل الاخرين في وطن يعتبر جنة الله على الأرض. السودان أكبر من ذلك، ويستحق قيادة وطنية تخدم الشعب وتحمي الوطن. السيادة ليس للطغاة، السيادة للشعب، والسلام لا يتحقق بالظلم، بل بالعدل. والحرية لا تمنح من أحد، بل تنتزع بالكفاح والنضال. جيل اليوم عليه أن يبدع في النضال، لفتح أبواب الحياة أمام جميع السودانيين والسودانيات بلغة جديدة، ترسخ قيم الحرية والعدالة والسلام.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
الطيب الزين
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست