تأتي علينا اليوم الذكري السادسة لواحدة من اعظم ملاحم ثورة ديسمبر ويوم تاريخي سطرته جموع السودانيون والثوريون ، وروت به أنفس ودماء طاهرة شوارع البلاد ، وأرتقت في عداد الشهداء من أجل التغيير للأفضل لبلادنا ، وتأتي هذه الذكري وبلادنا "تغوص" في حرب ضروس مُمتدة يواجه فيه ذات الشعب الذي خرج من أجل التغيير في الثورة وفي ٣٠ يونيو ٢٠١٩ ، يواجه الإبادة والفناء والتشريد والنزوح ، ويلف البلاد التدمير ويطالها الخراب بفعل هذه الحرب وأحداثها ، وتأتي كذلك علينا هذه الذكري وقوي الثورة والتغيير في أضعف حالاتها ، ويُسيطر التباعد والإختلاف حتي علي كيفية وقف الحرب دعك ممن إنضموا لطرفيها الرئيسين في أطراف القتال ، لذلك وبكل المقاييس فالمشهد الآن والواقع ليس هو ذاته الذي كان عليه الحال في ٣٠ يونيو ٢٠١٩ ، وأصبح جوهر الثورة هو التنادي لوقف هذه الحرب بكل السُبل المشروعة وعدم التلكؤ في هذا والسير في إتجاهات لن تلقي علي بلادنا إلا مزيداً من الخطر وسفك الدماء وغياب ملامح المُستقبل الجيّد للسُودان والسُودانين... هذا الواقع يحتاج إلي خوض إتجاهات جديدة للتعامل معه وفق ضرورة المرحلة وتعظيّم مصلحة بلادنا و جميّع شعبها ،،،، لن نتكئ علي جُرحنا ونستسلم للخراب وخطر الفناء ، ولن نرهن عقولنا للجمود في بحثنا عن حلول تعيد لبلادنا العافية وتوقف صوت البنادق ويعود إليها الشعب الذي رحل عن دياره وينعم فيها أولاَ بالإستقرار والآمان ويجد طريقه للحياة من جديد ، فالثورة مُستمرة بوجود البلد وشعبها أولاً وليس بفناءها أو تقسيّمها لاقدر الله وإحتلالها ، ولا بإبادة شعبها وبحث من تبقي منهم علي قيّد الحياة لملآذات آمنة ومعسكرات نزوح وحياة بديلة بائسة بعيدة عن الوطن وترابه..... فلنجعل من ذكري ٣٠ يونيو العظيّم فرصة للتصميم علي الإلتفاف حول الطريق المؤدي فقط لوقف الحرب و القتال والصرّاع المُسلح المُمتد ، ولإحلال السلام ومن بعد ذلك بناء مُستقبل خالي من العُنف في السُودان وتحقيق حُلم كل من ضحوا بمستقبل أفضل لهذه البلاد في الأمان والسلام والوحدة و الحرية والعدالة و المساواة و العزة والعيش الكريم....... #الذكري السادسة ل ٣٠ يونيو
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
نضال عبدالوهاب
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست