برمودا السوداني محرقة المليشيات كتبه د. ياسر محجوب الحسين

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-15-2025, 11:29 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-13-2025, 10:39 PM

د. ياسر محجوب الحسين
<aد. ياسر محجوب الحسين
تاريخ التسجيل: 07-28-2018
مجموع المشاركات: 342

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
برمودا السوداني محرقة المليشيات كتبه د. ياسر محجوب الحسين

    10:39 PM June, 13 2025

    سودانيز اون لاين
    د. ياسر محجوب الحسين-UK
    مكتبتى
    رابط مختصر



    أمواج ناعمة

    هناك في أقصى الشمال الغربي للبلاد حيث حدود الولاية الشمالية مع ليبيا، تتوارى الخرائط خلف كثبان الرمال، ويكاد يتلاشى مفهوم الحدود في صحراء لا تعرف قانونًا غير القوة، عاد التوتر ليخيم على المثلث الحدودي بين السودان وليبيا. هناك تتقاطع مصالح متعددة، ويختلط ما هو محلّي بما هو إقليمي، بينما الرمال تحتفظ بآثار المرتزقة والمهربين والمليشيات الصابئة وأطراف لا يظهرون في واجهة المشهد، ولكنهم حاضرون في تفاصيله كلها.



    مؤخرا، أعاد الجيش السوداني تموضعه في المنطقة، ضمن ”إعادة التمركز” وهو تكتيك عسكري أجاده الجيش السوداني في اطار حربه على المليشيا الإرهابية. وقد جاء ذلك على ما يبدو إثر هجوم شنّته قوات مرتبطة بالجنرال الليبي المتمرد خليفة حفتر، بدعم لوجستي وميداني من وحدات تتبع مليشيا الدعم السريع، ما يشير إلى تنسيق غير معلن بين الطرفين في واحدة من أخطر مناطق الاحتكاك العسكري في الإقليم. هذا التحالف الرملي لم يعد خفيًا على المراقبين، لا سيما بعد أن كشفت شخصيات سياسية ليبية بارزة ما يدور في كواليس المشهد.



    ففي تصريح نادر وعميق الدلالة، خرج المستشار السياسي السابق لخليفة حفتر، محمد بويصير، ليكسر صمتًا طال، محذرًا حفتر ومرتزقته من الاقتراب من ما أسماه بـ”الحزام السوداني”، قائلاً بلهجة صارمة: “هناك تُحرق الجيوش، والتاريخ يشهد”. بويصير لم يكتفِ بالتحذير، بل كشف بوضوح أن الدعم الذي تتلقاه مليشيا الدعم السريع يأتي منذ بداية الحرب من حفتر، وبأوامر وتمويل مباشر من جهات إقليمية معروفة، في إشارة صريحة إلى مشروع متكامل لا يهدف إلى حماية حدود، بل إلى إشعال السودان وليبيا معًا.



    وفي ظل انكماش الخيارات اللوجستية لقوات الدعم السريع، عقب تدمير مطار نيالا على يد الجيش السوداني المستبسل، وتوقف مطار تشاد عن العمل لأكثر من شهر، توجهت هذه القوات إلى مطار الكفرة الليبي، الواقع في قلب المثلث الحدودي بين ليبيا ومصر والسودان، شمال الفاشر مباشرة، في منطقة تسيطر عليها قوات حفتر. المطار تحوّل خلال الأسابيع الأخيرة إلى نقطة عبور رئيسية للعمليات العسكرية ونقل المرتزقة، تحت إشراف عناصر ليبية وإقليمية، في عمليات تُدار بعيدًا عن الأعين، في توظيف مباشر للمجال الليبي لخدمة نزاع بات يهدد بنسف استقرار المنطقة بأسرها.



    الواقع في هذا المثلث لا يمكن اختزاله في التحركات العسكرية وحدها، فالجغرافيا هنا لا تعرف الحياد. الطبيعة الصحراوية الوعرة تحوّلت إلى ملاذ آمن لشبكات تهريب السلاح والبشر والوقود، والجماعات القبلية العابرة للحدود، باتت تمارس أدوارًا فاعلة تتجاوز منطق الدولة وتخضع لمعادلات تمويل وتسليح معقدة. وفي هذا الفراغ، أصبحت السيطرة على المعابر والطرق الرملية أكثر أهمية من أي نصر عسكري تقليدي.



    لا عجب إذًا أن يتحول هذا الحزام إلى شريان حياة لمليشيا الدعم السريع، التي تجد فيه خطوط إمداد بعيدة عن أعين الرقابة، ومجالًا لتجنيد مقاتلين جدد، وتوسيع نفوذها في وقت تتراجع فيه قدراتها في العمق السوداني. المثلث الحدودي، الذي يراه البعض منطقة منسية، بات اليوم ورقة ضغط إقليمية، ومسرحًا لتصفية حسابات تتجاوز الخرائط.



    أما الكارثة الإنسانية، فتتمدد بصمت في الخلفية. آلاف السودانيين ممن فرّوا من جحيم الحرب في دارفور، وجدوا أنفسهم أمام خيار واحد: عبور الحدود نحو ليبيا، أملًا في الوصول إلى أوروبا عبر المتوسط. لكن الرحلة عبر المثلث الحدودي ليست عبورًا نحو الأمل، بل نحو الجحيم. المهاجرون يتعرضون للاعتقال، والإخفاء القسري، بل والزجّ بهم في معسكرات يديرها مهربون بلا رقيب، حيث تنتشر تجارة الأعضاء والاستغلال الجنسي وأعمال السخرة.



    إن استمرار هذا المشهد دون رد إقليمي حازم لا يعني فقط تفاقم أزمة السودان، بل يعمّق من تهديد شامل لأمن الجوار الليبي والتشادي، وقد ينذر بتكرار سيناريوهات الفوضى التي عرفها الإقليم خلال العقد الماضي. وإذا كان هناك أمل في تحجيم نفوذ حفتر في هذه المنطقة، فهو لا يكون إلا عبر تفعيل قنوات تعاون صلبة مع الحكومة الشرعية في ليبيا، وتنسيق مباشر مع دول فاعلة في الإقليم وخارجه تملك القدرة على كبح هذا التمدد العسكري المحسوب بعناية.



    وهكذا، يتكشّف أن هذا المثلث الحدودي – الممتد بين ليبيا والسودان ومصر – لم يعد مجرد نقطة جغرافية على هامش الخرائط، بل أشبه بمثلث برمودا جديد، لا تبتلع فيه السفن والطائرات، بل تنهار داخله أحلام الجنرالات والمليشيات. هنا، في “برمودا السوداني”، لا يختفي المارة بل تتكسر الأطماع، ولا تبتلع الرمال الأجساد فقط، بل تبتلع الأوهام والخرائط، واحدة تلو الأخرى. وكما قال بويصير: “اقتربتم من الحزام السوداني؟ ستُحرقون كما احترق الليبيون من قبل!”، فإن من يراهن على الرمال، لا يعود منها سالمًا.

    للاطلاع على مزيد من مقالات الكاتب:

    https://shorturl.at/YcqOh























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de