لست متشائماً لكنني اتحدث هنا بواقعية واضحة قد لا يجرؤا الكثير على قولها عن الواقع في مدينة الفاشر وما يرافقه من كذب ونفاق، الناس بتموت عطشاً وجوعاً في الفاشر ومناوي وجبريل وقواتهم لا ينظرون ولا يسمعون، كيف لك أن تحمي غيرك وتترك اهلك للمحرقة ، الفاشر اليوم تعيش مأساة حقيقية نتيجة فشل الدولة السودانية في حماية مواطنين دارفور بصفة عامة وناس الفاشر بصفة خاصة، لأن انسان دارفور آخر هم حكومة بورتسودان، إنسان دارفور عبارة عن تشادي دخيل في نظرهم.
ناس دارفور عنصريين في ما بينهم، يمجدون القبيلة علناً ودون تردد أو خجل بل انهم يتفاخرون بها وتلك طامة كبرى تؤشر مدى الانحطاط الذي وصل إليه إنسان دارفور، الانفصال أصبح أمر واقع لذلك يجب علي كل القبائل ترك القبلية والعنصرية . هذا الحقد والكراهية التي كرسها النظام لخلق الحروب بين القبائل في دارفور ستأثر على الإقليم في الحالتين ان كان ضمن الدولة السودانية أو أصبح دولة قائمة بذاتها . صورة الحياة في دارفور اليوم هي الأكثر سواداً من أي وقت مضى وهذه الحرب قد تصل الى حدود لا يمكن وصفها بحيث لا يمانع من هم في حكومة الأمر الواقع في بورتسودان من ترك الإقليم لمليشيات الدعم السريع بمقابل عدم الرجوع إلى الخرطوم، والتخلي عن ومناوي جبريل وطردهم ، أعلموا جيداً أن البرهان ومن معه سيتنازلان من دارفور من اجل ان لا يترك الكرسي الذي جاءه باتفاق مع القحاتة وانقلب عليهم ، وخلق الأزمات وتعمد صنع المآسي للشعب دون تقديم أي خدمات مع زيادة واضحة على حساب الشعب الذي يئن جوعاً وبطالة وأزمات في كل مناحي الحياة . في الوقت الذي نعد فيه العدة لبناء دولة مدنية خرج علينا حميدتي ومعاونيه من القحاتة في لعبة سموها محاربة دولة 56 ومحاربة الفلول، يعلمون علم اليقين أن دولة 56 والفلول هم أنفسهم ، ومن هنا نؤكد أن القحاتة هم مدلسين للحقائق وقد جيءَ بهم ليكون واجهة للحكومة الوهمية التي يريد الدعم السريع تشكيلها . اليوم تعيش دارفور مرحلة احتضار حقيقية وبشكل واضح أن الأمور تتجه الى المزيد من الانهيار ، ولهذا فأن قادم الأيام سيزيد من احتمالية ذهاب المواطنين الى الموت جوعاً ، الجوع سيكون قاسياً لا يمكن تحمله لا سيما وأن بوادره قد بانت اليوم من خلال موت إخوتنا في الفاشر جوعاً وعطشاً.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة