من المعروف للقاصي والداني ان الولايات المتحدة الأمريكية هي ارض للمهاجرين وعلى رأسهم الرئيس دونالد ترامب ذات نفسه، لأن اصل سكان امريكا هم الهنود الحمر الذين ابادهم المستعمر الأوروبي الذي هاجر من أوروبا الى امريكا الشمالية، ونكل بالشعب الأصيل الهنود الحمر، وارتكب جرائم كبيرة جدا ترقى لجرائم ابادة جماعية وتطهير عرقي. ان مثل امريكا كمثل السودان الحالي الأفريقي الأصل، والذي يتكون اهله الكوشيين الأصليين، رماة الحدق، من الأفارقة. ومع الفتوحات الإسلامية التي تمددت من الجزيرة العربية الى الشام ثم مصر وجنوبها، وشمال افريقيا، بدأ عبد الله بن ابي السرح في طرد الكوشيين الأصليين من الشمال واحتل ارضهم، واصبحوا كما يقول المثل السوداني "جدادة الخلا طردت جدادة البيت". واصبحوا يسيئون لأي سوداني لا ينتمي اليهم ويعتبرونه مهاجر من افريقيا، ونسوا وتناسوا انفسهم انهم هم احدث المهاجرين الى بلاد السود "السودان الحالي" وبالتالي فهم ليسوا سودانيين كوشيين افارقة. نفس هذه المفارقات تنطبق على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، المهاجر الأوروبي، والذي يريد طرد المهاجريين من أمريكا اللاتينية والذين يعتبرون امريكان اصليين جاؤوا من امريكا الجنوبية، أي من القارة الأمريكية نفسها، بينما دونالد ترامب مهاجر أوروبي من الدرجة الأولى لأنه هاجر من قارة أخرى وهي أوروبا الى أمريكا، فكيف له ان يعتبر نفسه امريكيا، بينما الذين هاجروا من أمريكا الجنوبية الى أمريكا الشمالية، اجانب ومهاجرين غير شرعيين. وبعد كل هذه الحقائق الواضحة وضوح الشمس، يركب الرئيس ترامب رأسه، ويفعل كما يفعل اهلنا في الشمال الذين يحلفون بالطلاق، بأن يطردوا كل من له اصول افريقية أو من سودانني الهامش الذين يعتبرون هم الأصل وما سواهم فهم الفرع – يريدون طردهم من العاصمة المثلثة والجزيرة وولاياتهم الشمالية ويستنون قانونا لهم يسمى "بقانون الوجوه الغريبة" يقتلوا ويطردوا بموجبه كل من هو من الهامش، ويحلفوا بالطلاق بأن الحرب لن تتوقف حتى يقضوا على آخر دعامي وحواضنهم من مثلثهم الشؤم، مثلث الهالك حمدي، وناسين ومتناسين ان اجمالي تعداد الشماليين لا يتعدى في افضل الظروف خمسة مليون نسمة، بينما تعداد المعنيين بالطرد يقارب الأربعين مليوناً (تعداد اهل الهامش). أي منطق وأي فهم هذا، حقاً انها لهي الجعلنة بعينها والتي ما قتلت ذبابة، بل سوف تغطس حجرهم وحجر السودان الى ابد الآبدين. نفس الشىء ينطبق على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والذي اجزم بأن فيه جينات جعلية. فالرئيس ترامب يريد ان يطرد اعداد من المهاجرين يفوق اجمالي اعداد البيض. لعمري انه لأمر عجاب، ولم نسمع به الا في قاموس اهلنا الجعلية والشايقية، الذين يحلفون بالطلاق في كل صغيرة او كبيرة، اكثر من حلفهم بالله - ويخالفون بذلك الشرع والأحاديث الصحيحة التي وردت في شأن الحلف بغير الله. والحلف بغير الله هي عادة مِن عادات العربِ أنْ يَحلِفوا بِآبائهم، ونحو ذلك، ولذلك نَهى اللهُ سُبحانه وتعالَى عَن الحلِفِ بِغيرِه؛ لأنَّ حَقيقةَ العظمَةِ مُخْتصَّةٌ بِاللهِ تعالَى، فلا يسُاوَى به غيرُه. وفي هذا الحديثِ يحكي عبدُ اللهِ بنُ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عنهما أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم سمع عُمرَ بنَ الخطَّابِ رضِي اللهُ عنه وهو يسيرُ مع غيرِه ركوبًا على الدَّوابِّ، يَحلِفُ بِأبيه، فناداهمُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وأخبَرَهم أنَّ اللهَ تعالَى نَهى عَنِ الحلِفِ بِالآباءِ، فمَنْ أرادَ الحلِفَ فَلْيحلِفْ بِاللهِ، وإلَّا فَلْيصمُتْ ولا يَحلِفْ بِغيرِه. وقدْ نَهَى الشَّرعُ عن الحَلِفِ بغيرِ اللهِ؛ لأنَّه ذَريعةٌ إلى الشِّركِ الأصغَرِ، ووَسِيلةٌ للوُقوعِ فيهِ، والشِّركُ الأصغرُ لا يُخرجُ مَن وقَعَ فيهِ مِن مِلَّةِ الإسلامِ، ولكنَّه مِن أكبرِ الكبائرِ بعْدَ الشِّركِ الأكبرِ؛ ولذا قالَ عبدُ اللهِ بنُ مَسعودٍ رضِيَ اللهُ عنه (لأنْ أحلِفَ باللهِ كاذِبًا أحَبُّ إلَيَّ مِن أنْ أحلِفَ بغَيرِه وأنا صادِقٌ). والحلف بالطلاق فيه حكمان، حلف بالطلاق يكون حكمه حكم اليمين، أي ان الزوجة لا تطلق ويكفر كفارة يمين بصيام 3 ايام، او اطعام 10 مساكين، او عتق رقبة، وحلف آخر حسب قول جمهور العلماء يقع به الطلاق، كأن يقول الرجل لزوجته اذا خرجتي من البيت فأنت طالق. فإذا خرجت المرأة من البيت يقع الطلاق. إن من حق الرئيس ترامب القبض على المهاجرين غير النظاميين وترحيلهم، لكن ليس بهذه الطريقة العنيفة التي سوف تزيد الطين بلة وتؤدي الى انتشار الإحتجاجات كالنار في بقية الولايات، هذا اذا اخذنا في الإعتبار الأعداد الكبيرة للمهاجرين غير الشرعيين، خاصة من رعايا دول امريكا اللاتينية. لذلك مثل هذا امر يتطلب معالجته بروية وتعقل وليس بطريقة ترامب العنيفة المتهورة التي سوف لن تولد الاعنفاً مضاداً مدمرا، كما فعل بنا الآن خوال ترامب الجعلية والشوايقة في السودان. وبمناسبة كثرة حلف اخوانا الجعليين والشوايقة بالطلاق، فقد شاهدت قبل ايام مضت في التيك توك، احد الأطفال السودانيين الشماليين، وعنده برنامج فكاهي لا اذكر اسمه ولا اسم برنامجه. هذا الولد لا يتجاوز عمره ال 9 سنوات، ولاحظت انه بين كل كلمة وأخرى يحلف بالطلاق، فقلت في نفسي كم عدد من الطلاق يحلفه هذا الولد عندما يصل مرحلة البلوغ؟ وكم طلاق يحلفه بعد زواجه؟ وكم من هذه الطلقات يمكن ان تكون غير صادقة، وماهو مصير زواجه، ومصير ابنائه الذين يولدوا بعد الحلف بالطلاق كذباً؟ ومن النكات التي ترتبط بحليفة الطلاق عند اهلنا الجعليين، قيل ان لأحدهم امرأة ذات حسن وجمال، فتزوج عليها إمرأة اخرى عكسها تماما (لا اعتراض على حكم الله) فلاموه اصحابه قائلين له يا اخي كيف تتزوج واحدة شينة زي دي على زوجتك الجميلة؟ فرد عليهم الرجل قائلاً" الجديدة دي، جبتها عشان احلف بيها الطلاق". حليفة الطلاق فيها مخالفة صريحة للشرع، ولكن عواقبها تترتب على الشخص الحالف واسرته المباشرين. اما ان يستخدم الحلف بالطلاق في أمور تتعلق بادارة وحكم الدولة بأكملها، فسوف يترتب على ذلك مصيبة كبرى، لأن الضرر يقع على كل الوطن واهله. فرئيس حكومة بورتسودان، حكومة الأمر الواقع، ومعاونيه، يستمرئون الحلف بالطلاق في تسيير دفة الحكم وإدارة الحرب والبلاد، وكأنهم يديرون شؤونهم الخاصة والأسرية ، مثله في ذلك كمثل سلفه المخلوع عمر البشير وصحبه البلهاء. عشان كده ضيعوا البلاد وشردوا العباد، نتيجة لهذه الجريمة النكراء، جريمة الحلف بالطلاق. وبنفس القدر، فإن الرئيس دونالد ترامب ومن حوله وزير دفاعه "الكباشي"، ومساعده "ياسر العطا"، بجعلنتهم الهوجاء، سوف يعجلوا بفناء أمريكا اذا استمروا في انتهاج نفس سلوك جماعتنا في حكومة الأمر الواقع ببورتسودان، في ركوب الرأس. اي بلد يدار بدون تعقل وحكمه سوف يكون في مهب الريح. اوهاج م صالح
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة