✍🏽 بقلم: أماني عبدالرحمن بشير كاتبة سودانية وناشطة في قضايا الوطن والعدالة الاجتماعية، تنقل صوت المهمشين والضحايا عبر الكلمة، وتقف مع كل من يناضل من أجل سودان حر وآمن.
⸻
السودان… البلد الواسع البحباهو أكتر من نفسي، البلد الجرحني وداواني في نفس الوقت، البلد الحُلم… والحُزن.
كل مرة أقول يمكن دي آخر دمعة، لكن الدمعة بترجع، لأنو الحاصل في وطني ما ساهل، والوجع مابقيف. بلدنا كانت بتشبه الضحكة، وبيوتنا كانت عامرة بالحب، والناس رغم الفقر كان عندهم كرامة. هسه، بقينا نشوف الدمار، الخوف، والدم في كل زاوية، لكن الغريب، ولسه المحيرني، إنو بنحب السودان أكتر كل ما ينكسر فينا شي.
الحلم اتكسر، ده صحيح. المدارس اتقفلت، البيوت اتحرقت، القرى اتشردت، الأمهات بكن، والأطفال ناموا من الخوف ما من النعاس. لكن رغم دا كلو، لسه في زول بيقوم من النوم عشان يجهّز لي بكرة، لسه في بت تقيف في الصف عشان تجيب موية، لسه في شباب بيحاولوا يلموا الركام ويزرعوا أمل.
السودان ما مات. السودان فينا، في عيون الناس التعبانة، في ضهر الزول الما اتكسر رغم الجوع، في المرأة البتشيل العيشة فوق راسا وما بتشتكي، في الطفل البيلعب من وسط الركام ولسه بضحك.
نعم، الوطن اتكسر. لكن ما اتفتت. الحلم اتأجل، لكن ما انتهى. لأنو الوطن الحقيقي ما في المباني، الوطن في القلوب، والقلوب لسه بتدق باسم السودان.
بنكتب ليك يا سودان، وجعنا في القلب لكن ما حنسيبك، وما حنتهز، وكل دمعة بتنزل من عين زول، بتسقي الحلم ليرجع أخضر من تاني.
يا سوداني… اصبر، اصمد، إتذكّر دايمًا إنو نحن الوطن، وما دام نحنا باقيين، السودان باقي اهربوا الجنجويد القتلة. ما بتواجهوهم بالحزن ولا بالصمت، هاربوهم بالعلم، بالسلاح، وبوحدة الوطن. الحق ما بموت، والظلم ما بدوم.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة