الدم البارد.. لمن تُسأل الأرواح السودان. دي بقت مقبرة مفتوحة، والموت بقى عادي في كل شارع وبيت وزقاق. المواطن البسيط، الزول الما عندو لا في الطين لا في العجين، بقى مستهدف، ودمو سايب، لا حسيب لا رقيب.
الظلم الحاصل الليلة ما بس قتل.. ده ظلم ممنهج، حرق، اغتصاب، نهب، وتجويع. الليلة الجنجويد، وخليني أسميهم باسمهم الحقيقي “جنجويد رباطة”، ما بيحاربوا في الجبهات ولا بيواجهوا رجال، ديل شغالين قتل في الأطفال، النساء، والشيوخ. بيقتلوهم ساكت، عشان من قبيلة معينة، عشان ساكنين في دارفور، عشان اسمهم زغاوة، عشان ببساطة… ضعفاء.
لكن السؤال: ليه؟ ليه الزغاوة؟ وليه الفور؟ وليه أي قبيلة؟ هل الزول اختار قبيلتو؟ ولا اختار ينولد في أي حتة في السودان؟
الزغاوة ديل سودانيين، زينا وزيكم، ليهم حق في الحياة، ليهم تاريخ، وليهم وجود أقوى من أنو يتكسر بالسلاح ولا الإبادة. ولو فضل واحد زغاوي في آخر الدنيا، صوتو حيكون أقوى من ألف بندقية.
ما بنكتب من باب القبلية، وما بندافع عن قبيلة دون أخرى، لكن بنكتب عشان نقول: كل قبائل السودان واحدة. مافي قبيلة أحسن من التانية، ومافي دم أغلى من دم.
الجنجويد اليوم ديل عبارة عن مليشيا إرهابية، ما عندها لا مبدأ لا ضمير، وأي زول يقتل مواطن بريء، هو شريك في الجريمة. الجنجويد ما بواجهوا في الميدان، ديل بيقتلوا في العزل، ينهبوا في الأسواق، ويغتصبوا في بيوت الناس. إنتو ما فرسان، إنتو جلادين.
وكل يوم بنشوف في السوشال ميديا: “فلان مات”، “أسرة كاملة انحرقت”، “طفل صغير اختفى”… ليه؟ ليه بنموت ساكت؟ وليه ما في حد بيحاسب القاتل؟
الرسالة دي ما بس للحكومة، دي لكل سوداني عندو ضمير. اصحى! بلدنا بتتحرق قدام عيونا، والسكوت أصبح مشاركة في الجريمة.
ما في قبيلة حتموت. وما في صوت حيسكت. والسودان حيعيش، رغماً عن الرصاص، ورغماً عن “الجنوجيد رباطة”.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة