«إخوان الظل».. خشية الغرب من نُبل الإسلام كتبه د. ياسر محجوب الحسين

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-14-2025, 12:23 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-11-2025, 10:42 PM

د. ياسر محجوب الحسين
<aد. ياسر محجوب الحسين
تاريخ التسجيل: 07-28-2018
مجموع المشاركات: 342

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
«إخوان الظل».. خشية الغرب من نُبل الإسلام كتبه د. ياسر محجوب الحسين

    10:42 PM June, 11 2025

    سودانيز اون لاين
    د. ياسر محجوب الحسين-UK
    مكتبتى
    رابط مختصر



    أمواج ناعمة





    نشرت مجلة جون أفريك الفرنسية مؤخرًا تقريرًا لافتًا بعنوان «إخوان الظل»، تناولت فيه موجة القلق الرسمي الفرنسي من مما يُسمى بـ «التسلل الهادئ» للإسلام، وتحديدًا جماعة الإخوان المسلمين. والمجلة ـ التي أسسها مهاجر تونسي في عام 1960 كان حليفًا لنظام الحبيب بورقيبة ذي التوجه العلماني المتطرف، المتماهي تمامًا مع الثقافة الفرنسية ـ تعكس، ربما دون وعي، عمق أزمة الغرب مع الإسلام في ثوبه المدني الهادئ.

    تقرير المجلة، الذي لا يخلو من نفس بوليسي ونزعة قلق وجودي، يحذّر مما يعتبره «تهديدًا داخليًا ناعما» للجمهورية الفرنسية. غير أن المجلة، بخلاف هذا الطرح المرتعش من شبح وهمي، قررت أن تدير العدسة نحو الوجه الآخر لأولئك «المتسللين» الذين يُنذر بهم الخطاب السياسي: العمّال والموظفين المسلمين الذين يبنون فرنسا كل يوم، في صمت نبيل، دون أن يطلبوا جزاءً ولا شكورا، ولا حتى ابتسامة امتنان.

    تخيّلت المجلة، في لحظة تمرين عقلي ساخر، فرنسا بلا هؤلاء «الإخوان»: بلا أطباء طوارئ، ولا عمال نظافة، ولا سائقي قطارات، ولا معلمي مدارس. بكلمة واحدة، تخيلت فرنسا وقد سُحبت منها أعمدتها غير المرئية، فتحولت إلى برج إيفل مجوف: جميل في الصورة، هش في الحقيقة. جمهورية كاملة تنهار، لا برصاص المتطرفين، بل بغياب أولئك الذين كانوا دومًا هناك دون أن يُروا، يطعمون، ويسهرون، وينظّفون، ويعلّمون.

    لكن المفارقة الفاجعة التي يكشفها هذا التقرير (دون قصد، أو ربما رغم أنفه) أن الغرب لم يعد يخشى المتطرف الذي يشهر سيفه، بل المسلم الذي يشهر قيمه. أصبح الخوف من الصلاة أشد من الخوف من القنبلة، ومن الإحسان أشد من العصيان. فمن ذا الذي كان يتصور أن غسيل المرضى، وتعليم الأطفال، وبناء الجسور، يمكن أن يُقرأ ـ في قاموس الجمهورية ـ كتسلل استراتيجي؟

    إنها لحظة صدق كاشفة: ما يُستهدف اليوم ليس الإرهاب، ولا حتى «الإسلام السياسي»، بل الإسلام ذاته، باعتباره هوية تمدّ الناس بالقيم، لا كأيديولوجيا تحمل تهديدًا.

    لقد بدأت الحملة تحت لافتة «مكافحة التطرف»، ثم امتدت لتشمل ما أسموه بـ «الإسلام السياسي»، ولو كان سلميًا ديمقراطيًا، يتبع قواعد اللعبة الغربية نفسها. والآن، وقد تم إسكات الخطاب وتحييد الرموز، انتقل القلق إلى «إخوان الظل»؛ أولئك الذين لا يرفعون الشعارات، بل يرفعون القمامة، لا يلقون خطبًا، بل يلقون أطفال المدارس على أبوابها كل صباح.

    هنا، تنكشف خشية الغرب على حقيقتها: خشية من نجاح الإسلام في التعايش، لا من سعيه للهيمنة، فكلما نجح المسلم في أداء دوره كمواطن صالح، كلما ازداد ارتباك صُنّاع القرار، لا لأنهم يشكّون في سلوكه، بل لأنهم يخافون من صدقه، من أثره، من نبل مقاصده.

    أي تناقض هذا؟! أن يتحول ما يُعدّ في كل الأعراف فضيلة إلى قرينة اتهام: أن تكون متدينا وملتزما، تحسن العمل وتحب الخير، فهذا ـ في عين الدولة الحديثةـ «سلوك مريب»، المسلم المجتهد في صمته صار أخطر من المتطرف الصاخب!

    لكن لنعترف: الغرب لا يخشى الإسلام حين يضعف، بل حين يستقيم. مشكلته ليست في انحراف الإسلام، بل في كماله. لا يزعجه المسلم حين يتخلى عن دينه، بل حين يتمسك به دون صخب، يخاف من الإسلام حين يتحول إلى طاقة للبناء، لا إلى أداة للهدم. يخاف من السكينة أكثر من الضجيج.

    فبينما تُمجّد الحضارة الغربية الفردانية المنفلتة والنفعية المفرطة، يأتي الإسلام ليقول: «بل الإنسان مسؤول عن غيره، وعن نفسه، وعن قيمته كإنسان». وما أخطر هذا القول في زمن طغت فيه الأصوات على المعاني، وانقلبت فيه الحرية إلى فوضى، والنجاح إلى بهرجة.

    وهكذا، حين تطارد فرنسا من ينظف شوارعها، ويُسعف مرضاها، ويُدرّس أبناءها، بدعوى أنهم «إخوان في الظل»، فإننا لا نكون أمام «يقظة أمنية»، بل أمام حمّى وجودية، تخشى من المعنى أكثر من خشيتها من الخطر. إنها ليست حربًا على التطرف، بل على العمق، على المبدأ، على المعيار.

    إن الإسلاموفوبيا اليوم لم تعد مجرد خطاب كراهية، بل تحوّلت إلى سياسة دولة، إلى ثقافة مؤسسية، إلى حرب ناعمة تُخاض باسم الأمن، وتُسلّح بالقانون، وتُروّج بالإعلام. حرب على الوجود الإسلامي ذاته، لا على رموزه فقط. حرب على ما تبقى من المعنى في عالم يبتلعه السطح، وتغرق فيه القيم تحت أمواج ناعمة.























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de