السعادة في زمن الكرب قصة قصيرة كتبه عاطِف عبدالله قسم السيد

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-15-2025, 06:56 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-11-2025, 10:37 PM

عاطِف عبدالله قسم السيد
<aعاطِف عبدالله قسم السيد
تاريخ التسجيل: 09-13-2022
مجموع المشاركات: 20

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
السعادة في زمن الكرب قصة قصيرة كتبه عاطِف عبدالله قسم السيد

    10:37 PM June, 11 2025

    سودانيز اون لاين
    عاطِف عبدالله قسم السيد-UAE
    مكتبتى
    رابط مختصر




    عاطف عبد الله

    نهض عثمان بصعوبة، وعيناه مثقلتان بالنعاس، بعد أن أمضى الليلة كلها مستلقياً على السرير في الغرفة المتهالكة، بسبب أصوات الرصاص وهدير المدافع التي مزّقت داناتها سماء البيت طوال الليل.
    كان الهواء خانقاً، والغرفة تئن من الضيق والفوضى. نهض مهموماً، وتوجه نحو برميل الماء، فكان خالياً كأملٍ مرقّع. فتح صنبور الحنفية، فلم يمنحه سوى صوت الخرير اليابس... لا ماء، ولا كهرباء.

    ألقى نظرة على السرير الآخر، كان غير مرتب كعادته. لا شك أن نادية خرجت منذ الفجر إلى التكية، علّها تجد شيئاً من العدس أو رغيفاً من الخبز. وربما، إن حالفها الحظ، جلبت بصلاً أو طماطم. أصبحت التكية آخر ما تبقى من مظاهر الرحمة في هذا الخراب؛ ملجأً للذين لم يستطيعوا النزوح ولا الفرار، لأنهم ببساطة لا يملكون ما يكفي للهروب.

    رفع عينيه نحو سرير أمل، ابنته الوحيدة. كان السرير مرتباً بدقة، كما تفعل كل صباح. أمل، رغم إعاقتها الذهنية، كانت شديدة الالتزام بطقوسها الصغيرة: ترتّب سريرها بعناية، ثم تخرج إلى الحوش الخلفي، تجلس تحت النخلة العتيقة، ممسكة بجهاز التسجيل القديم، تستمع إلى أغنيتها المفضلة "الدرب الأخضر" للمطرب عثمان حسين، وتبدأ بالرقص بخفة.

    نظر عثمان من النافذة، فرآها هناك، تماماً كما يتوقعها كل صباح. تتمايل بذراعيها، مغمضة العينين، ووجهها الطفولي يضيء بابتسامة عذبة. في قلب الفوضى، كانت أمل تعيش في عالم لا تشوبه الحرب، عالم لا يعرف الجوع، ولا يبالي بانقطاع الكهرباء أو الماء. عالم بسيط، نقي، لا تحتاج فيه إلى أكثر من لحن دافئ وسماء مفتوحة فوقها.

    أما النخلة التي تجلس عندها، والتي كانت قد امتنعت عن العطاء وإنتاج التمر احتجاجاً على كل هذا الجنون... فقد كانت لا تبخل على أمل ببضع تمرات كل صباح.

    عاد عثمان إلى الداخل، جلس على طرف السرير الخشبي المتهالك، وسرح بنظره في السقف المتشقق. رغم الجوع، رغم الخوف، رغم هذا الانهيار الكامل في كل شيء... شعر بشيء غريب يتسلل إلى صدره. لم يكن راحة، ولا أملاً واضحاً. لكنه كان شيئاً يُشبه السكينة.

    ربما هي الأغنية، ربما أمل التي تبتسم بلا سبب واضح، أو ربما لأنه أدرك للحظة قصيرة أن السعادة، في بعض الأحيان، لا تتطلب أكثر من القدرة على التكيف مع التغيرات، ووجه مألوف، وأغنية قديمة وإصرارٍ على الحياة رغم تدفّق أسباب الموت من حولك.

    _______________________________________________
    Atif Abdalla Gassime El-Siyd
    أبو ظبي ص ب 129661 P.O.Box : 129661 Abu Dhabi
    هاتف 9548275-55-971+ Phone : +971-50-4457098























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de