فى التاسع عشر من شهريونيو، رحل ،عن دنيانا الفانية العالم الثبت النحرير بروفيسور عبدالله الطيب، بعد أن ملأ صرير قلمه مسامع الزمان، وسار صيتة فى كل صقع وواد،رحل مبدع اللغة العربية، والمهيمن على تراثها الثمين، وبموته فقد السودان والعالم العربي والإسلامي، أديبا يعتبر بلا جدال، امتداداً لذلك النفر، الذى حمل لواء اللغة فى العهود الغابرة من العرب الأقحاح، الذين كانت قصائدهم لا تبارى فى صدق العاطفة، وخصوبة الخيال، وجودة السبك، وطلاوة .الأسلوب، وعذوبة المعاني أمضى صاحب "المرشد الى فهم أشعار العرب وصناعتها'، حياته الحافلة موغلاً فى البحث، ممعناً فى التنقيب،حريصاً على الاحاطة بأصول وفروع اللغة، حتى صار من أقطابها الذين يشار لهم بالبنان ،وصارت مؤلفاته غاية ليس وراءها مذهب لطالب،ولا ُمراغُ لمستفيد ،ولا ُمردٌ لباحث. كان لقريع دهره، جلالة تغشى العيون ،وقداسة تملأ الصدور، لسعة علمه، ولنبل فطرته، ولأنه أفاض الله عليه سجال رحمته، متجاف عن مقاعد الكبر،متحلياً بمكارم الاخلاق، مبتعداً عن ضجيج السياسة وصخبها، كما كان يؤنس جلاسه بوجهه المتهلل ،واذكر أني كنت غاية فى الحرص لمتابعة الحلقات التى يبثها التلفزيون القومى منذ صغرى، رغم أن الكثير من عباراته ومفرداته التي يهضب بها، كنت اجهل الكثير منها، وكانت تحتاج إلى بوارق من الضياء بالنسبة لي، وأنا في طراءة تلك المرحلة، نعم أيها السادة، لقد ترك الغطريف عبدالله الطيب "قبساً من نار المجاذيب" فى صدري، وكان له صدى عظيماً فى حياتي، شأنى فى ذلك، شأن كل سوداني، يسعى أن تعانق نفسه الثريا، إذ ينتمي هو و صاحب اللسان البليل، والخاطر الحافل، لبلد واحد ،لذا تراني شغوفا بأدبه ،هائما بسيرته ،مترسماً خطاه، حتى أنال ما ناله من مآثر يبقى ذكرها فى الأعقاب. د.الطيب النقر 10/6/2025
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة