|
النهر والصحراء 1 كتبه د. أحمد الياس حسين
|
10:22 PM June, 11 2025 سودانيز اون لاين احمد الياس حسين-الخرطوم-السودان مكتبتى رابط مختصر
[email protected]
"بعض الشعوب لا تمتلك تراثاً حضارياً مشتركاً لكنها أسست أمماً متطورة، وبعض الشعوب تملك إرثاً حضارياً مشتركاً لكنها عجزت عن تأسيس أمة متطورة بسبب غياب الوعي بذلك الإرث" ******* كثير منا ينحصر وعيه بتراثه الحضاري وترجع ذاكرته التاريخية للخمسة قرون الماضية لأسباب متعددة لا نود الخوض فيها. وأود أن أتناول هنا بعض الموضوعات التي تساعد في عودة الوعي بإرتنا الحضاري وتزودنا بالمعرفة التي تربطنا بذلك التراث الذي يرجع إلى آلاف السنين السابقة للخمسة عشرة قرن الماضية. وأول جوانب تلك المعرفة كما في عنوان هذا الموضوع "النهر والصحراء" تتمثل في التعرف على الأوضاع الجغرافية القديمة للمناطق الصحراوية الحالية. كيف كان مناخ تلك المناطق في فترات ميلاد الثقافات السودانية المبكرة؟ وكيف كانت العلاقة بين النهر والصحراء؟ وهل كان لتلك المناطق الصحراوية وبخاصة مناطق غرب النيل دورٌ في التركيبة السكانية وتأسيس تراث السودان القديم؟
المناخ القديم في المناطق الصحراوية الحالية
نحن نعيش الآن في العصر المناخي المعروف باسم "الهلوسين Holocene” الذي بدأ نحو عشرة ألف سنة مضت. بدأ هذا المناخ رطباً وتخللته فترات من الجفاف والرطوبة، ثم بدأت فترة الجفاف التدريجية قبيل بداية حضارة وادي النيل في الألف الرابع قبل الميلاد، ولا نزال نعيش فترات مراحل هذا الجفاف.
وقد تأثرت المنطقة الواقعة بين البحر الأحمر والمحيط الأطلسي المعروفة الآن بالصحراء الكبرى بدرجة كبيرة بتلك التغيرات المناخية. كانت هذه المنطقة قبل بداية عصر الهلوسين منطقة جافة وصفها الباحثون بأنها كانت أكثر جفافاً مما هي عليه الآن. (Faure, p 364) ومع بداية عصر الهلوسين بدأت المنطقة تعيش عصراً رطباً كثرت فيه الأمطار والأنهار والبحيرات والغابات والحشائش على طول المنطقة الواقعة بين البحر الأحمر والمحيط الأطلسي.
والمنطقة التي تهمنا هنا هي المنطقة الواقعة في حدود السودان الحالية بين البحر الأحمر شرقاً والحدود التشادية-الليبية غرباً. فقد توفرت مياه الأمطار والأنهار والبحيرات في هذه المنطقة. وظهر إقليم السافنا المدارية وانتشرت الحشائش إلى نحو 600 أو 800 كيلو متر شمال موقعها الحالي حتى بلغ خط عرض 24 درجة شمالاً. Neumann, p 97 وسنتعرف فيما يلي بإيجاز على الأوضاع المناحبة القديمة في بعض المناطق الصحراوية الحالية غرب وشرق النيل وصحراء بيوضة.
منطقة غرب النيل
واحة سليمة تقع واحة سليمة غرب النيل داخل حدود السودان الحالية جنوب منطقة نبتا بلايا بين خط طول 29 درجة و20 دقيق و10 ثواني وخط عرض 21 درجة و22 دقيقة و19 ثانية، وتبعد نحو 327 كيلومتر غرب وادي حلفا. وقد تم العثور في هذه منطقة على آثار نهر قديم Palaeo-River وآثار بحيرة قديمة Palaeo-Lake يعود وجودهما إلى الألف الثامن قبل الميلاد. (Pachur and Kropelin, Nicoll p 571-572) فكان إقليم الحشائش يغطي منطقة الواحة.
ونسبة لبداية تغير مناخ الصحراء نحو الجفاف بدأ مستوى الماء في بحيرة سليمة في التذبذب بين بداية الألف الرابع ومنتصف الألف الثالث قبل الميلاد. وبدأت أشجار الأكاكيا الشوكية تحل محل أشجار السافنا السودانية الساحلية شبه الاستوائية. وجفت نهائيا في الألف الثاني قبل الميلاد. (Pachur and Kropelin, Nicoll p 570)
منطقة لقية الكبرى تقع منطقة لقية الكبرى غرب النيل على نحو 200 كلم جنوب الحدود السودانية المصرية الحالية في المنطقة الواقعة بين سليمة الكبرى شمالاً وواحة النطرون ووادي هور جنوباً. ولقية في الأصل بحيرة قديمة ربما تكونت في المراحل المبكرة من تطور البحيرات في المنطقة الواقعة بين خطي عرض 16 و22 درجة شمالاً في الألف التاسع قبل الميلاد (Manning, and Timpson, p 28)
وتتكون لقية من منطقة واسعة تتضمن جرف ووادي لقية، وواحتي لقية أربعين ولقية عمران وواديي سهل وشاو (Lange, 2006, p 107) وتتميز هذه المنطقة بوفرة المياه في البحيرات والأودية مثل بحيرة لقية ووادي شاو الذي يقع على بعد 80 كم شمال غرب لقية وإلى جواره وادي سهل ووادي حريق الذي يقع على بعد 400 كم غرب النيل. (Lange, 2006-2007; Schuck, !989, p 422; Jesse, p 123)
ومع بداية عصر الجفاف وانخفاض مستوى هطول الأمطار تركز وجود المياه في الأوقات المتأخرة نحو نهاية الألف الثالث قبل الميلاد في الأودية مثل وادي شاو ومنخفض لقية (Nicoll, p 572) واحة النخيلة تعرف الواحة بعدد من الأسماء، فتعرف باسم النخيلة وميرجا، ويطلق عليها الكبابيش والهواوير (تورا البِدَي) واحة البديات.) زار دوجلاس نيوبولد في يوم 28 نوفمبر 1927 وذكر أنها تغطي نحو 80 كيلومتر وتقع بين خط طول 26 درجة و 18 دقيقة وأن طولها 247 متر وعرضها 128 متر وأعمق مكان فيها يبلغ نحو 3.3 متر، وعمقها بصورة عامة نحو 1.5 متر، وسطحها نحو 509 متر فوق مستوى البحر ومساحة حوضها نحو 15 في 10 كيلو متر ( Newbold and Shaw, p 115
وحول الواحة نحو 10 في 13 كيلومتر مربع غابات نخيل قدر عدد أشجارها بين 800 – 1000 شجرة يجمع ثمارها القرعان والبديات. على بعد نحو 450 متر من بحيرة النخيلة بئر ماؤها صافي وعذب سطحي على عمق 60 سم. وفي طرف الواحة الشمالي مجموعتان من أشجار النخيل تعرف بالتمر القُصار Newbold and Shaw, p 117 – 119; Newbold, p 71))
على بعد 36 كيلومتر شمال غرب بحيرة ميرجا (النحيلة) تعرف باسم أويو Oyo وفي شرق البحيرة توجد بحية تعرف ببركة الحمراء تمتد من الشمال إلى الجنوب مساحتها نحو 252 كم مربع. (Hynes, p 194; Hynes, 1989, p 189. 194)
بحيرة شمال دارفور القديمة تناول J. Pachur في العقد الأخير من القرن العشرين البحيرة تحت اسم بحيرة بطلميوس Ptolemy وذكر أنها تعرف ببحيرة غرب النوبة القديمة Western Nubian Paleolake وهو الاسم الذي اشتهرت به على الخرائط. وتوفر المزيد من المعلومات في مستهل القرن الحادي والعشرين وأطلق عليها الباحثون اسم بحيرة شمال دارفور الكبيرة Northern Darfur Mega lake (Pachur, p 227; Hoelzmann, et al,, p 104; El Sheikh et. Al. p 82; Ghoneim, E. and el-Bas, p 5008
تنتمي بحيرة شمال دارفور القديمة إلى بحيرات الهولوسين القديمة، وتمثل الجزء الشرقي لسلسلة البحيرات التي تبدأ من الصحراء الشرقية جنوب خط عرض 20 شمالاً وتمتد غرباً حتى تاوديني في مالي. ويقع حوض البحيرة بين خطي طول 24 و27 درجة شرق وبين خطي عرض 17.30 و20.30 شمالاً. (El Sheikh et. ai. P 83; Hoelzmznn. P194)
وقد اختلفت تقديرات مساحة البحيرة، وبلغ متوسط التقديرات نحو 29 ألف كيلو متر مربع، وبلغ تقدير حجم مياهها نحو 1700 كيلومتر مكعب، وأقصى عمق للبحيرة وصل إلى 83 متر. (Hoelzmann, et al, p 206; el Sheikh et. al. p 83; pauchur, 227; Ghoneim and el-Baz, p 508 – 513
وفرت البحيرة الماء العذب لفترة استمرت بين الألفين الثامن والثاني قبل الميلاد. وإلى جانب مياه البحيرة كان هنالك قدر كبير من الأمطار منذ نحو الألف الثامن قبل الميلاد. ومر وجود المياه في هذه الفترة بمراحل من أحواض أو غدران إلى سبخات إلى مناطق حيث يتحصل على الماء بحفر الآبار غير العميقة إلى مرحلة الجفاف. وقد وفرت البحيرة بيئة جيدة عاشت فيها حيوانات متنوعة وأشجار السافنا والحياة البشرية. (Ghoneim, and el-Bas, p 5008, 510; Hoelzmann, et al, p 207)
إنيدى Ennedi تقع مرتفعات إنيدى Ennedi في شمال دولة تشاد بجوار الحدود السودانية على خط عرض مدينة دنقة تقريباً وتقابل الجزء الأوسط من وادي هور، وفي شمالها الشرقي يقع حوض بحيرة دارفور الكبرى، ويمتد عرق إنيدي داخل حدود السودان الحالية شرقي مرتفعات إنيدي. ويرى بِرجِت كِدِنج أن منطقة إنيدي في فترة الهولوسين الرطبة ربما كانت من بين المناطق التي تغزي بحيرة دارفور بالمياه. اليوم هذا السهل جاف تتخلله بعض الترسبات المائية. ((Keding, 2002, p 89. 94,96 وإلى الشمال الغربي من إنيدي ثقع بحيرة وانيانجا والتي لا تزال موجودة إلى اليوم - زارها آركل عام 1957 - بها ماء عزب زارها ، rkell, 1959, p 16. 20)
واحة النطرون تقع واحة النطرون في الركن الجنوبي الغربي لبحيرة شمال دارفور. وقد كانت بحير النطرون في الأصل جزء من بحيرة شمال دارفور الكبرى قبل تقلص البحيرة بفعل الجفاف. تميزت واحة ووادي النطرون في عصر الهولوسين المبكر بغزارة الحشائش. وقد زار نيوبولد الواحة في شتاء عام 1927 ووجد بها عدد من الآبار (Newbold and Shaw, p 111: Newbold, p 67
النيل الأصفر: الرافد الغربي للنيل (وادي هور)
المجرى الجاف اليوم المعروف بوادي هور كان أحد أهم روافد النيل القديمة وأكبرها. وقد أوضحت صور الأقمار الاصطناعية أن مجراه كان يمتد من شمال دولة تشاد حتى نهر النيل عند مدينة دنقلة القديمة. وبلغ طول النيل الأصفر من منبعه في منطقة جنوب إنيدي في شرق دولة تشاد إلى مصبه في النبل شمال الدبة نحو 1100 كيلو متر. كان دائم النيل الأصفر دائم الجريان في فترة Neolithic Sub-Pluvial بين الألفين الثامن والرابع قبل الميلاد، وأطلق عليه الباحثون اسم "النيل الأصفر" (Pachur and Kropelin. P 296: Dimmendaal, p 46; Keding, 2002, 90; Manning and Timpson, 289)
بلغ متوسط عمق النيل الأصفر في مراحله المبكرة نحو 19 متر، وتراوح عمقه في جزئه الأدنى القريب من النيل من خمسة إلى عشرة أمتار. وبلغ متوسط امتداد عرض فيضانه 6 كم، ووصل عرض فيضانه في بعض المناطق إلى 10 كم، وإلى 12 كيلو متر عند المصب، وبلغت أضيق مناطق فيضانه نحو 2 إلى 3 كم. (Pachur and Kropelin. P 299-300)
منطقة جنوب وادي هور تمتعت كل المناطق الصحراوية الحالية شمال كردفان ودارفور منذ الألف الثامن قبل الميلاد بمناخ رطب. وقد تميز الجزء الواقع جنوب وادي هور بمناطق جبلية وأودية توفرت فيها المياه منذ بداية عصر الهولوسين في الألف الثامن قبل الميلاد. (Nicoll p 571, Keding, 2002, p 94) فإلى الجنوب مباشرة من وادي هور كانت توجد بحيرة مساحتها نحو ستة كيلو مترات مربعة تؤرخ بقايا الأحياء المائية فيها بنحو الألف الثامن قبل الميلاد. (Bachur and Kropelin p 300 وقد جفت البحيرة نحو منتصف الألف الثاني قبل الميلاد. (Nicoll p 571) وإلى الجنوب منها يقع جبل تقرو.
يقع جبل تَقِرو على بعد 160 ميلاً جنوب المنطقة الوسطى من وادي هور. وتحف بجهته الشرقية حمادة ومصارف مياه صغيرة ووادي الخُديرا العميق. أما الجانب الغربي الجبل تقرو فيتكون فيه سهل يمتد غرباً وجنوباً من بقايا مياه الجبل والمياه الآتية من جبل ميدوب إلى وادي مجرور. ويُكوِّن هذا المنخفض بيئة نهرية وبحرية بمستنقعات وبحيرات غير عميقة (Nicoll p 571, Keding, 2002, p 94) وإلى جانب جبل تقرو تمتعت المنطقة بالأودية ووفرة الميا كما في جبال تقرو وميدوب وجبل مرة.
منطقة صحراء بيوضة تقع صحراء بيوضة بين منطقة انحناءة النيل الكبرى شمالً وتمتد جنوبا نحو 400 كيلومتر، وتمتد من الشرق إلى الغرب نحو 250 كيلومتر. تمتعت - مثل صحارى شمال كردفان ودارفور - بمناخ رطب منذ الألف الثامن قبل الميلاد. (Malinson) أدى ذلك المناخ إلى تكَوّن عدد من البحيرات ومجاري المياه الدائمة والموسمية التي لا زالت آثارها باقية حتى مطلع القرن الحادي والعشرين، إذ تُلاحَظ تلك الآثار في الملاحات المتواجدة بالقرب من النيل وفي وسط الصحراء، (El-Toum, the Abstract) وفي مجاري الأودية مثل وادي الملك ووادي المقدم، كما كانت بحيرة السدود تحيط بالجانب الشرقي لصحراء بيوضة. Malinson,
تمتع وادي الملك بموقع مهم لربطه بين منطقة انحناءة النيل ومناطق شمال كردفان من جهة وربطه من جهة أخرى صحراء بيوضة ونهر النيل بالمناطق الواقعة شرقيه. ويبلغ طول وادي الملك نحو 563 كيلو متر، ويتراوح عرضه بين 10 - 30 متر. (Soghayroun, p 25) وكان الوادي أحد روافد النيل المهمة في الفترة بين الألفين الخامس والثالث قبل الميلاد. (Nicoll, 568)
وقد كان وادي المقدم حتى الألف الثالث قبل الميلاد نهر دائم الجريان. وربما كان الوادي مجرى قديم للنيل وأصبح في الأوقات اللاحقة قناة ثانوية، أصبح طين في بداية الألف الثاني قبل الميلاد. ويعتقد أنه كانت هنالك بحيرة في عصر الهولوسين المبكر جنوب منطقة الخرطوم يخرج منها نهر يتجه شمالاً وهو ما بعرف الآن بوادي المقدم. وقد تم العثور على الكثير من بقايا الأحياء المائية على طول مجرى الوادي، ولذلك يرى بعض الباحثين أن وادي المقدم كان قناة ربطت النيل الأبيض بالنيل. وتوضح أغلب الخرائط الجيولوجية الحديثة لوسط السودان أن وادي المقدم يتبع شريط من الرواسب الطينية تصل حوض النيل الأبيض بالنيل في منطقة الدبة. أنظر الخريطة رقم 10. (Malinson et al, p 309 - 319; Fuller and Smith p 26)
منطقة ما بين النيل والبحر الأمر
المناخ القديم لهذه المنطقة الواقعة بين نهر النيل والبحر الأحمر يختلف قليلاً عن المناخ القديم لمنطقة غرب نهر لنيل. فالجفاف الذي كان سائداً في منطقة ما بين البحر الأحمر والمحيط الأطلسي والذي أدى إلى تصحر المنطقة قبل بداية عصر الهلسين - نحو عشرة ألف سنة مضت - لم يشمل جزء كبير من شرق السودان وساحل البحر الأحمر السوداني. فقد كانت هذه المنطقة داخلة في امتداد مناخ منطقة البحر المتوسط. وأدي ذلك إلى توفر متطلبات الحياة في هذه المنطقة قبل بداية عصر الهلوسين. وظلت منطقة ساحل البحر الأحمر تتمتع بمناخ منطقة البحر المتوسط بعد الألف الثامن قبل الميلاد، وساد نبات الاستبس في منطقة شرق السودان الداخلية وامتد غرباً حتى المحيط الأطلسي. (Kopytoff) وقد تأثرت المناطق الشمالية من شرق السودان بالجفاف مكونة صحراء العتباي الحالية التي يجري فيها وادي العلاقي.
وادي العلاقي العتباي منطقة سهلية بين جبال البحر الأحمر والنيل، ويخترق المنطقة وادي العلاقي ووادي قبقابا وبعض روافد العلاقي الذي يصب في النيل في منطقة دكا (الآن تحت ميا بحيرة النوبة) وقد وجدت آثار بحيرات أو أماكن تجمعات مياه قديمة (Gatto, 2012, p 43)
كان وادي العلاقي نهراً دائم الجريان في عصر الهلوسين المبكر ينبع من سلسلة جبال البحر الأحمر الواقعة جنوب منطقة حلائب الحالية ويصب في النيل جنوب مدينة أسوان. (Wadi al-Allaqi, online) ويتواجد الجزء الأكبر من وادي العلاقي في حدود السودان الحالية. كما تم الكشف في وادي قبقابا الرافد الغربي لوادي العلاقي مقابل وادي حلفا على بقايا بحيرات قديمة أو playas موقع Nasb Atiliya بالقرب من المحطة الصحراوية رقم 5 بين أبو حمد وحلفا، وهو موقع منخفض ربما كان بحيرة قديمة. (Bernard, p2)
لكي نتعرف على تاريخ المناطق الصحراوية الحالية لابد من التعرف على جغرافيتها القديمة. فهذه المناطق الجافة القاحلة حالياً كانت منذ الألف الثامن قبل الميلاد تتمتع بمناخ رطب تكثر فيه الأمطار والأنهار الدائمة الجريان والأودية الموسمية والبحيرات العذبة. وقد وفر ذلك بيئة صالحة للحياة النباتية والحيوانية والبشرية. وبازدياد منذ الألف الرابع قبل الميلاد بدأت تحركات السكان الكبرى التي كونت سكان وحضارة السودان القديمة
(من كتاب مراجعات في تاريخ السودان 2 في مرحلة الإعداد)
وسنتعرف في المقال التالي على سكان تلك المناطق، ومدى مساهماتهم في تكوين سكان السودان القدماء ولغاتهم وتأسيس الثقافات المبكرة قبل الالف الثالث قبل الميلاد.
المـراجـع • Arkell, A. J.(1959) “Preliminary Report on the Archaeological Results of the Ennedi Expedition” Kush, Vol. 7, p 15 – 26. • Bernard, The History of the People of Eastern Desert. Los Angeles California, 2012 • Dimmendaal, Gerrut J. (2007) “Eastern Sudanic and the Wadi Howar and Wadi al Milk Diaspora” Sprache und Geschichte in Africa, Vol.18:37 - 67. • El Sheikh, Ahmed et al. “Geography and geophysics of West Nubian Paleolake and Northern Darfur Mega lake (WNPL-NDML) Implication for Ground Water Resources in Darfur” Journal of African Earth Science. Vol. 61, Issue 1, august 2011, pages 82 – 93. • El-Toum, Mohamed, “Consequences of some Activities in Bayuda Desert from the Past until Now: A Case Study on Salt and Tar (Gutran) The paper will present two topics”. 10. – 12. September 2015, Münster, Germany • Faure, H (1981) “Chronological Framework: African Pluvial and Glacial Epochs” in J. Ki-Zerbo, General History of Africa Vol. 1: Methodology and African Prehistory. Paris: UNESSCO. • Ghoneim, E. and el-Bas E. (2007) “DEM Optical-Radar Data Integration for Palaeohydrological Mapping in the Northern Darfur, Sudan: Implication for Groundwater Exploration” International Journal of Remote Sensing. Vol. 28, Issue 22. • Hammerton, D. “Recent Discoرries in the Caldera of Jebel Marra”Sudan Notes and Records” Vo. 49.1968 • Gatto, Maria C. “The Holocene Prehistory of the Nubian Eastern Desetr” in Bernard, Hans and Kim Duistermaat, ed. The History of Peoples in the Eastern Desert, Monograph 73, Los Englas University of California, • Hynes, Vance (1989), “Oyo a Lost Oases of the Southern Libyan Desert” The Geographical Journal, Vol.155, No. 2 (July) http://www.jostor.org/stable/635060http://www.jostor.org/stable/635060 • Jesse, Friederike et al (2004), “On the Periphery of Kerma: The Handessi Horizon in Wadi Hariq Northeastern Sudan” Journal of African Archaeology, Vol. 2 Issue 2, page 123 - 164. • Keding, Birgit, 2002, “Two Seasons in Wadi Howar Region” (1996 – 1998) A Preliminary Report” Kush, Vol. 18, p 90. • Kopytoff, Igor, Igbo Language Roots and (Pre)-History https://amightytree.org/niger-congo-languages-and-history/https://amightytree.org/niger-congo-languages-and-history/ • Kuper, Rudolf and Krobelin,Stefan,1 “Climate Controlled Holocene Occupation in the Sahara: Motor of African Evolution” Science, Vol. 13, 11 August 2006, 803-807. http://http://www.sciencemag.orgwww.sciencemag.org • Lange, M. (2006) “The Archaeology of the Laqiya Region (NW-Sudan): Ceramic, Chronology and Culture” in Caniva I and A. Roccati (eds.) Acta Nubica,. Proceedings of the 10th International Nubian Studies, Rome2006, 19 – 14 September 2002, pp 107 – 115. • Lange, Mathias (2006-2007 “Development of Pottery Production in the Laqiya-Region: Eastern Sahara” CRIPEL, 26). 243 – 251. • Manning, Katie and Timpson, Adrine, Demographic response to Holocene Climate Chang in the Sahara” Quaternary Science Review, 101, (2014) 28 – 35. • Neumann, Catharina “Holocene Vegetation of Eastern Sahara: Charcoal from Prehistoric Sites” African Arcgeological Review, Vol. 7, Issue 1, 1989, pp 97 – 116. • Newbold, D. “A Desert of Odyssey of Thousand Miles” Sudan Notes and Records, Vol, V11, 1924, pp 43 – 92. • Newbold, D and Shaw W. B. K, “An Exploration in South Libyan Desert” Sudan Notes and Records, Vol. 11, part 1, 1928, 115 – 116. • Nicoll, Cathleen (2004) “Recent environmental Change and Prehistoric Human Activities in Egypt and Northern Sudan” Quaternary Science Review, 23 (2004) 561- 580. • Pachur H.-J, “Lake Ptolemy in Western Nubia as an indicator of Paleoclimate” Petermanns Geographische Mitteilungen, 141 (4): 227 – 250, January 1997. • Pachur H.-J, and j. Kropelin (1987) Wadi Howar: Palioclimatic Evidence from an Extinct River System in the southeast Sahara” Science, Vol. 237, 17 July. • Schuck W. 1989. “From lake to well: 5000 years of settlement in Wadi Shaw (Northern Sudan)”, in: Krzyzaniak L., Kobusiewicz M. (Eds.) Proceedings of the 2nd International Symposium: late Prehistory of the Nile Basin and the Eastern Sahara. Studies in African Archaeology, Poznan, vol. 2, 421-429. • Soghayroun, Intisar Elzein, Trade and Wadis System(s) in Muslim Sudan. Kampala: Foundation Publisher, 2010. • Wadi Allaqui, Biosphare Reserve Information. Online
|
|
 
|
|
|
|