عصر الانفراطوية كتبه د.أمل الكردفاني

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-14-2025, 11:20 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-10-2025, 08:47 AM

أمل الكردفاني
<aأمل الكردفاني
تاريخ التسجيل: 10-26-2013
مجموع المشاركات: 2566

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
عصر الانفراطوية كتبه د.أمل الكردفاني

    08:47 AM June, 10 2025

    سودانيز اون لاين
    أمل الكردفاني-القاهرة-مصر
    مكتبتى
    رابط مختصر







    هناك أعمال كثيرة تنتظرني أهمها تنظيف المنزل، المنزل الذي بات يستهلك جل الراتب الشهري من ايجار وكهرباء وتنظيف وخلافه.. بالإضافة إلى أعمال مكتبية متعددة ظللت أؤجلها منذ فترة، ومعها تمارين البيانو التي لم أمارسها منذ وقت طويل، هناك أيضاً أعمال محاسبية تنتظر، وغير ذلك الكثير، دون إمكانية وضعها في قائمة أولويات، ما دمت أنجز أعمالي الوظيفية بشكل جيد. وفي ظل وضع الإنسان الحالي ككائن مرمي في الكون دون غاية كبرى، فإن الأولويات تنتفي. وتصغر كافة الأعمال التي لا تحقق أي قيمة مضافة لمتعة الحياة اللحظية. لقد طرحت البشرية في كل الحضارات هذه الأسئلة الوجودية الغبية، منذ فجر التاريخ؛ دون إجابة، لتكون اللا إجابة هي نفسها الإجابة لكن -على الأقل- كان من الجيد أن البشر طرحوا تلك الأسئلة. ومن عصور الانبلاج العربي والظلام الغربية ثم الظلام العربي والسطوع الغربي بدأ الغرب يطرح مسميات غامضة على تلك العصور السيسيوثقافية، وتحديداً من عصر النهضة ثم الأنوار ثم عصر الصناعة والآلة ثم الحداثة وما بعدها، دون أي حسم لتلك المفاهيم اللزقة. يمكننا اليوم أن ننسى كل تلك التقسيمات ونطرح عشرات المسميات، العصر الرقمي، العصر الافتراضي، عصر التكنولوجيا، عصر الانترنت، عصر الذكاء الاصطناعي، عصر الصواريخ الفرط صوتية، العصر الكمومي، عصر التسويق...الخ ولكن كل تلك التسميات يمكن جمعها في مسمى واحد هو عصر الانفراطوية، حيث أصبح الانفراط منهجاً معززاً بكل ما سبق من انترنت وذكاء اصطناعي وتكنولوجيا ورقميات، يوتيوب، فيس بوك، أطروحات كمومية، مسرحيات ميليتابوليتكال مكتوبة بدقة، دعاية وإعلان باهظي الثمن، تسويق ثم تسويق ثم تسويق.. كل شيء يدفع نحو الانفراط، لينشأ هذا العصر المشكوك في عواقبه من كل ناحية نظرت إليه. هو عصر التآمر اللا ملاحظ على التاريخ، وعلى النشأة التراكمية القديمة للفحوى البشري، حيث كل شيء يضحى غير قابل للإمساك، ليتجاوز حتى النسبية التي كانت مجالاً للانفتاح الخجول. فاليوم لا يوجد انفتاح، بل انتثار واسع وعجيب ومع ذلك بمظهر شديد النعومة كجلد الأفعى الذي يخفي كل الرعب تحته. هناك انفراط مثير لحالتين: إما حالة من التوهان والضياع، أو حالة من الطاعة والانقياد الكلي. لكن لا أحد منا يمكنه توقع شيء، لقد انتهى عالم الضمانات القديمة، بدءًا من ضمانة السماء الكبرى وانتهاء بضمانات الأبوة والأمومة ثم الأهل. يتم رمي الإنسان في ذلك الخضم المتلاطم وتسحب جميع أسلحته التقليدية القديمة أو سيتعرض للتدمير البطيء والمؤلم.. بل المفزع. ولا ينتبه معظم البشر إلى ما انجروا إليه نحو هذا السقوط، إذ يبدو أنهم يستخدمون معايير ومقاييس قديمة وهم لا يعلمون بأنها لم تعد صالحة اليوم للقياس أو المعايرة. لم تعد صالحة البتة. لماذا؟ لأن هناك معطيات قديمة لا زالت قائمة، كالقانون، كالمؤسسات الاقتصادية والدينية، لكنهم لا يعلمون أن كل تلك المعطيات قد تم تفريغها من الداخل، فهي ليس سوى قشرة واهنة جداً. إن الانفراط هو عصر العالم الافتراضي، الذي انحبس فيه الانسان، اللقاءات الافتراضية، النقود الافتراضية، الفنون والآداب الافتراضية، السفر في ذات المكان، وانحلال اللحمة القديمة التي كانت تصنعها المناهج المادية والعاطفية للتفاعل البشري. ويذكرني ما يحدث اليوم بما درسناه في علم الإجرام بأكثر نظرياته حداثة وأنانية وتشاؤم كنظرية منع الجريمة عبر التصميم البيئي المنبثقة عن نظريات أخرى كنظرية الفرصة ونظرية البحث عن الطعام والسردية الليبرالية الكبرى.. وملخصها الذي يبدو لنا كما لو كانت فيلم رعب سينمائي، عندما يتم تصميم العالم إلى حصون ضخمة للأغنياء، وترك الفقراء خارج أسوارها بلا أي حماية من القانون أو تنمية صحية أو تعليمية (وقد حدث هذا بالفعل لكن أغلب الناس لا يعلمون). نعم؛ تمثل نظرية التصميم البيئي في نزعتها الجنائية أقصى وأقسى حدود الانفراط في هذا العالم، تدعمها، نهاية الأعراف والتقاليد والتواصل المادي والعلاقات الاجتماعية، والانخراط الكلي في العالم الافتراضي، والتسويق، وحرق المراحل (الهروب من الزمن)، ونشر الخيالات والأوهام، ومحاربة الارتداد إلى الطبيعة والواقع، بل حتى تبريد الدماغ البشري عبر جنوحه نحو إفساح مهامه للذكاء الاصطناعي. ومن خلال تجريف العالم من ضماناته القديمة، يصبح الإنسان كالفأر في المصيدة، فعليه أن يسير بحسب المسارات التي تنفتح أمامه فجأة، وأن ينحرف حين تنحرف فجأة، ويقف حين تنغلق فجأة، لأنه أعزل ويزداد ضعفاً رغم أن القوى التسويقية تخدعه بمنحه وهماً بامتلاكه قوى (لكنها قوى مزيفة)، فيبدو كما لو أنه جزء من قوى التسويق، لكنه -في الواقع- ليس كذلك؛ بل أحد ضحاياها.
    لا يمكنني حتى أن أصف عصر الانفراطوية هذا، بل لا يمكنني منح هذه الكلمة ترجمة بلغة ما، لأنها أعمق من أن تحاط بلفظ. كل ما يمكنني أن أحاول فعله هو أن أحدد بعض عناصرها التي تجمعها كلمة (اللا): اللا ضمانات، اللا حدود، اللا نسق، اللا مركزية، اللا تواصلية، اللا إيدولوجيا، اللا اعتراف، اللا منهجية، اللا قيم، اللا مفاهيم، اللا خطط، اللا توقع،... الخ. وتجتمع كل هذه (اللاءات) وغيرها في مصب واحد وهو (الخضوع الكلي).























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de