عار القيادة العامة كتبه محمد هاشم محمد الحسن.

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-14-2025, 11:33 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-09-2025, 06:27 AM

محمد هاشم محمد الحسن
<aمحمد هاشم محمد الحسن
تاريخ التسجيل: 05-09-2025
مجموع المشاركات: 24

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
عار القيادة العامة كتبه محمد هاشم محمد الحسن.

    06:27 AM June, 09 2025

    سودانيز اون لاين
    محمد هاشم محمد الحسن-Sudan
    مكتبتى
    رابط مختصر



                   

    ✍️

    في كل فجر الثالث من يونيو، لا تعود عقارب الزمن لتلامس ذكرى عابرة، بل لتغرس خناجر الماضي في حاضر السودان الذي يتأوه. إنه تاريخٌ مُلطخٌ بدماء بريئة، يومٌ شهد فيه العالم جريمةً فاقت كل تصور( فض اعتصام القيادة العامة). لم يكن ذلك الفجر الأسود مجرد (فض)، بل كان مجزرة موصوفة، إعداماً جماعياً لحلم وطن، وطعنة غادرة في خاصرة ثورةٍ سلّميةٍ أذهلت العالم. كانت تلك الدماء الزكية، التي أُريقت بلا رحمة، هي البذرة المسمومة لجحيمٍ يفتك بالسودان اليوم، وينذر بفناء وجوده.

    كان اعتصام القيادة العامة نبضاً وطنياً لم يسبق له مثيل. ساحةٌ تحولت إلى رحمٍ لتكوين دولة العدل والحرية، حيث تلاشت الطبقات وتوحدت الحناجر، لترسم لوحةً بديعة لـ (السودان الذي نحلم). آلاف الأرواح، من كل فجٍّ عميق، شيباً وشباباً، نساءً ورجالاً، افترشت الأرض تحت وهج الشمس وسكون الليل، لا تطلب سلطاناً ولا متاعاً، بل تُمزق صمت العقود وتصرخ في وجه الديكتاتورية (نريد وطناً يليق بنا!). كانت تلك الساحة، بهتافاتها الصادحة، ودعواتها السلمية، وصمودها الأسطوري، هي الشاهد الأخير على نقاء ثورةٍ لم تكتمل، ووحدةٍ لم تدم.

    ثم انقضّت قوى الظلام، بقلوبٍ خاويةٍ من الرحمة والإنسانية، لتدوس على هذا الحلم. فجر الثالث من يونيو، يومٌ لن يمحوه الزمن، يومٌ تبدّلت فيه صيحات الحرية إلى أنين الموت. لم تُفاجأ الأجساد النائمة برصاصٍ حيٍّ فحسب، بل بدُهسٍ متعمد، وإلقاء الجثث في مجرى النيل ليخفي عار المجزرة، واعتداءات جنسية وحشية طالت نساءً ورجالاً، لتدمير الروح قبل الجسد. لقد كانت تلك الساعات الدموية هي اللحظة الفاصلة التي أعلن فيها القتلة منهجهم الجديد القتل والتدمير منهجاً، والإفلات من العقاب دستوراً. إنها اللحظة التي اغتالوا فيها أحلام جيل كامل، وشوهوا فيها أطهر ثورة شهدها التاريخ الحديث.

    والسودان اليوم، يرزح تحت وطأة جحيمٍ لم يأتِ من فراغ، بل هو الحصاد المر لتلك الدماء التي أُريقت في فض الاعتصام دون قصاص. إن غياب المحاسبة على تلك الجريمة الشنعاء لم يكن مجرد إفلات لقتلة من حبل العدالة، بل كان ضوءاً أخضرَ ممنهجاً لكل يدٍ آثمة لترتكب ما هو أبشع. هذه الحصانة المخزية هي التي أشعلت فتيل الحرب المستعرة اليوم، ومهدت الطريق لظهور كيانات تنهش في جسد الوطن بلا حسيب ولا رقيب.

    الآن، بينما تتلاطم أمواج الدمار، نرى بأعيننا كيف تحول كل ركنٍ في السودان إلى صورة طبق الأصل من فوضى ذلك الفجر المشؤوم. حربٌ طاحنةٌ بلا هوادة، تهشم كل ما تبقى من أمل. ملايين الأرواح تقتلع من ديارها قسراً، لتواجه النزوح واللجوء في صحاري المجهول، في مسيراتٍ للموت بلا مأوى ولا كرامة. الأمراض تتفشى كالنار في الهشيم، لتنهش في أجساد ضعيفة أُنهكت بالجوع والعطش، في ظل انهيار تام للمنظومة الصحية. الفساد المستشري لم يعد مجرد ظاهرة، بل وحشٌ يلتهم خيرات البلاد ليُغذي آلة الحرب، بينما البنية التحتية تُدمر بالكامل لتُعيد السودان إلى عصور الظلام.

    ولكن الكارثة لا تتوقف عند هذا الحد. بل إننا نشهد اليوم فصلاً جديداً من الوحشية، السلب والنهب الممنهج الذي يفرغ المدن من كل مقومات الحياة، وجرائم الاغتصاب التي تُرتكب بدم بارد كأداة حرب وحشية لكسر إرادة النساء وتدمير المجتمعات، والقتل على أساس العرق واللون الذي يعيد إحياء أبشع فصول الكراهية والعنصرية، ويهدد بتقسيم البلاد على أساس إثني. كل هذه الفظائع ليست حوادث منفصلة، بل هي سلسلة متصلة من الجرائم التي بدأت بأول قطرة دم سُفكت في فض الاعتصام دون حساب.

    وعلى الرغم من أن اليأس قد تسرب إلى مسام الروح، وأن الخراب قد عانق كل زاوية من هذا الوطن الجريح، إلا أن دماء شهداء فض الاعتصام لم تُدفن تحت ركام النسيان. إنها وصية حية، تُدمغ جدران الذاكرة الوطنية، وتُحيي في كل نفسٍ حرة لهيب المقاومة. هي ليست مجرد ذكرى لأجساد غادرت، بل هي ميثاق أبدي بين جيل آمن بالسلمية وجيل يعيش اليوم فظائع الحرب والتهجير. كل نازح، كل لاجئ، كل أم ثكلى، كل بيت مهدم، وكل اغتصاب يُرتكب، إنما هي امتداد مرير لغياب العدالة الذي بدأ في ذلك الفجر الملعون. هذه الفاجعة لم تكن نهاية المطاف، بل كانت الولادة القسرية لمقاومة شعبية تتجلى اليوم في كل زاوية، رافضة لسياسات التدمير، ومتمسكة بحلم سودان خالٍ من الظلم والقمع.

    في هذا اليوم الذي توشح فيه السودان بالسواد، لا نكتفي بالرثاء لشهداء فض الاعتصام، بل نُقسم بأن أرواحهم الطاهرة ودمائهم الزكية هي وقود لنضال لا يتوقف. إن تحقيق العدالة لضحايا فض الاعتصام ليس مجرد استحقاق فردي أو مطلب عابر، بل هو حتمية تاريخية، ومدخل وحيد لوقف هذا النزيف الذي يمزق السودان، ولإعادة بناء دولة حقيقية يسود فيها القانون، وتُحاسب فيها كل يد امتدت لتُزهق روحاً، أو تدمر وطناً.
    ما زال السودان ينزف، ولكنه ما زال يحلم. وما زالت جذوة الثورة التي أشعلتها تلك الدماء متقدة في أعماق القلوب، لتُضيء دروب النضال، حتى يُشرق فجر الحرية والعدالة، دون فض أو قمع، على كل شبر من أرض السودان الحبيب.























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de