في اعتقادي أن الجملة المفصلية الواردة في خطاب قائد قوات الدعم السريع، هي إفصاحه عن ملامح المرحلة القادمة، التي جزم فيها بأنها لا تحمل غير لونين لا ثالث لهما – الأبيض والأسود، فيما يتعلق بموقف المناصرين للقضية، هذا يذكرني بصرخة بوش الابن التي سارت بها الركبان، بعدما ضرب الإرهابيون توأم برج التجارة العالمي، استنفر الرئيس الثالث والأربعون للولايات المتحدة حكومات وشعوب العالم، لمواجهة الشر المتوشح بلباس الدين والخارج من بين ركام الكتب الصفراء، وهو ذاته الإرهاب الذي سكن السودان وتجذر فيه، ومد أذرعه – الحرس الثوري الإيراني – على طول البلاد وعرضها، وفتك بالمدنيين مستخدماً السلاح الكيميائي، لذا مايز قائد قوات الدعم السريع بين الصفوف، لأنه ما عادت تجدي العبارات الدبلوماسية مثل "الحياد" و"لا للحرب" المدسوس في دسمها السم، فبعد فرض وزارة التجارة الأمريكية العقوبات على الجيش الإرهابي، وثبوت ارتكاب جرم تسميم المدن السودانية بغازات الخردل والسارين والكلور، وجب التحشيد الشعبي والرسمي لخوض غمار معركة المصير، واقتحام مخازن الأسلحة المحرمة دولياً لنزع فتيلها المتأهب للاشتعال، فهنا تحضرني حكمة الدكتور مارتن لوثر أيقونة النضال من أجل الحقوق المدنية، حين قال: (أسوأ مكان في الجحيم محجوز لهؤلاء الذين يبقون على الحياد في أوقات المعارك الأخلاقية العظيمة). الفكر الإرهابي فكر تدميري بامتياز، لا يؤسس للمحبة والسلام والتلاقح الثقافي بين الشعوب، على العكس تماماً، يعمل على تفريخ بذور الكراهية العرقية والدينية، وشحن النشء بالطاقات السالبة والمسمومة، يسبح منظروه عكس تيار الإنسانية، فخصيصة الانتقام من دعاة الديمقراطية والحكم المدني الرشيد هي الموجه لدوافعهم الباطنة، ترى ذلك رأي العين في حربهم على السودان، كيف قصفوا المستشفيات والمدارس والجسور والأبراج، فالعيش مع معتنقي الفكر الإرهابي من الاستحالة بمكان، ولا حل غير ربط الأحزمة والإقلاع، ثم التوجه نحو ضرب الإرهاب في أوكاره، مثلما فعلت الأنظمة السياسية المحبة للسلام من حولنا، كيف أنها قطعت شأفة الإرهابيين من جذرها، فارتاحت كحكومات وأراحت شعوبها من رهق الرعب المقيم، لقد أهمل السودانيون وطنهم فرتعت فيه جماعات الإرهاب والهوس الديني، وبعد أن شبعت أقبلت عليهم ذبحاً وحرقاً بالكيماوي، فلا منجاة لهم غير أن يمتشق الفرد منهم سيفه، ويضرب في الأرض شرقاً وغرباً، ليجتث هذه الكائنات الشريرة من عروقها، وأن لا يتوقف عن مشروع الاستئصال، حتى يقول الشجر والحجر يا عبد الله تعال هذا إرهابي يختبئ خلفي فاجتثه، إنّ الزيت والماء لا يجتمعان، مثلهما مثل مرج البحرين الفاصل بينهما البرزخ، لقد فشلت كل محاولات المزاوجة بين هذين النقيضين عبر السنين. اليوم يواجه السودانيون أعظم ابتلاء، وهو امتحان الخلاص من آخر نسخة من كتاب حسن الترابي عرّاب الجبهة الإسلامية الإرهابية – الحركة الإسلامية – المؤتمر الوطني، الكتاب الذي بدأ بحديث كذب (اذهب إلى القصر رئيساً وأن ذاهب إلى السجن حبيسا)، الكذب الذي يعتبر من أكبر الخطايا في دول (الكفر)، بينما هو أولى درجات اعتلاء سلم المجد لدى أعضاء الحركة الإرهابية، فإن لم تكن بارعاً في الإفك والبهتان وصناعة الوهم والزيف لا مكان لك بينهم، وقد وضح هذا جلياً في حربهم الكيماوية الأخيرة، لقد أقنعوا الطير في السماء والوحش في العراء أن قائد ركب استئصالهم قد مات، ولو بعث مسيلمة ورأى أجسامهم العجيبة وسمع لأقوالهم الماجنة لتوارى حياءً وخجلاً، فالكذب هو أكبر هذه الجرائم – الزنا وقتل النفس وشرب الخمر ولعب الميسر، التي جميعها تبدأ بكذبة، وحسبنا الحديث الشريف الذي يقول أن المؤمن قد يبتليه الله بكل هذه الخطايا عدا الكذب. معاً نحو مشروع الخلاص من منظومة الإرهاب التي حوّلت بلادنا إلى مستودعات عملاقة لحفظ الأسلحة الكيماوية، ومطامير واسعة لدفن النفايات النووية، فما فعلته الحركة الإرهابية لم تره عين المجهر الإلكتروني، ولم يخطر على قلب بشر، هيا خلّصوا بلادكم من عصابة الشر المتحصنة خلف الشعب المرجانية بميناء السودان الأول.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة