من شعارات السُّودان الجديد إلى فلنقايات ودولة 56.. حين يتبنّى الرفاق شعارات كتبه عبدالغني بريش فيو

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-14-2025, 10:50 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-08-2025, 04:24 PM

عبدالغني بريش فيوف
<aعبدالغني بريش فيوف
تاريخ التسجيل: 10-26-2013
مجموع المشاركات: 553

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
من شعارات السُّودان الجديد إلى فلنقايات ودولة 56.. حين يتبنّى الرفاق شعارات كتبه عبدالغني بريش فيو

    04:24 PM June, 08 2025

    سودانيز اون لاين
    عبدالغني بريش فيوف -USA
    مكتبتى
    رابط مختصر







    السودان الجديد، كان عنوانا ثوريا، يليق بكفاح طويل، ورفاق قضوا زهرة أعمارهم في الأدغال والجبال، تحت المطر، وسط الأشواك، يطاردون وعد الحرية والكرامة، لكن يبدو أن هذا السودان الجديد، قد تم شحنه مؤخراً على ظهر لاندكروزر موديل 2023، تابع لقوات الدعم السريع، وتم تسليمه للرفاق في مناطق تواجدهم، لا فرق بينهم وبين شتات بني عطية.
    اليوم، وبعد سنوات من الخطابات المدوية عن مشروع السودان الجديد، اكتشفنا أن بعض رفاق الحركة الشعبية -شمال، الذين وقّعوا على ما يسمى بميثاق التأسيس، قد أُصيبوا بعدوى لغوية غريبة، جعلتهم ينطقون بكلمات لم ترد حتى في أدبيات الكفاح المسلح، ولا في محاضر التثقيف الحركي، كلمات مثل:
    الفلول: وكأننا في محاضرة حماسية داخل خيمة الدعم السريع!!
    دولة 56: شعار يستخدمه أنصار الدعم السريع من دون تحديد معناها، واليوم أصبح على لسان الرفاق!!
    الفلنقايات: مصطلح يثير القشعريرة، لا في المعنى، بل في المكان الذي خرج منه!!
    الأمبايات: تعبير ما بين الكوميديا السوداء وأرشيف الجنجويد المرعب!!
    لكن كيف وصلنا إلى هذه اللحظة المدهشة؟
    كيف تحوّلت لغة الرفاق إلى إعادة تدوير مدهشة لقاموس الجنجويد؟
    هل هذا تطور لغوي، أم هبوط نضالي، وهل هو انفتاح على الآخر، أم ذوبان في الآخر حتى فقدان الملامح، وهل يمكن للثائر أن يُقنع الجماهير وهو يتحدث بلسان الجلاد؟
    رفيقي العزيز..
    دعوني في هذا المقال، أن اغوص عميقاً في مشهد العبث، حيث يلتقي الكفاح الثوري، بشعارات الجنجويد، وتتحول المنابر الثورية إلى منصات للركّازة الإعلامية، ونكتشف كيف أصبحت المراوغة السياسية مشفوعة بلغة لا تليق حتى ببوستات صفحات قوات الدعم السريع (الجنجويد).
    نعم، في البدء كانت الكلمة، وكانت الكلمة شعارا ثوريا، وكانت اللغة حارسة مشروع السودان الجديد، وصانعة الهُوية، ومرآة القيم التي من أجلها حمل الرفاق السلاح.
    لكن ما ان دبّ المال الأماراتي في الجسد الثوري، حتى بدأ الرفاق، يفقدون مفرداتهم تدريجيا، كما يفقد العاشق اسمه في حضرة خيانة عظمى.
    لم يعد الحديث عن دولة المواطنة التي تسع الجميع، بل عن فلول وأمبايات، ودولة 56، كأننا في بث مباشر من أحد خيام الجنجويد، لا في مجالس الثوار، اصحاب مشروع السودان الجديد.
    وكأن الحلم الكبير بالسودان الجديد، استُبدل فجأة بالسودان الجديد، لكن بشعارات الدعم السريع، حيث لا فارق بين الناطق الرسمي باسم الأمير الغائب "حميرتي"، ومسؤول اعلام الحركة الشعبية -شمال.
    حين اجتمع الرفاق في العاصمة الكينية "نيروبي يوم 23 فبراير 2025، لتوقيع ما يسُمى بميثاق التأسيس، مع قوات الدعم السريع (الجنجويد)، كان البعض يظن، أنه يوم لإعادة بناء مشروع تحرري جديد، يحيي مبدأ السودان الجديد الذي يسع الجميع، لكن سرعان ما انكشفت المفاجأة، إذ لم تكن المداولات عن العلمانية، ولا عن إعادة هيكلة الدولة، ولا عن مشروع وطني جامع، بل كانت تمارين لغوية مكثفة لإستيعاب مصطلحات الدعم السريع:
    لا مكان للفلول في السودان
    نحن ضد دولة 56
    الأمبايات والفلنقايات يجب أن يُجتثوا
    وهكذا، وبلا مقدمات، تحول النقاش السياسي إلى صدى قاعة داخلية تتردد فيها أصداء الأمير محمد حمدان دقلو "حميرتي"، وهو يصرخ في الهواء: الفلول والإسلاميين ديل هم سبب البلاوي كلها في السودان!!
    إن اللغة ليست بريئة، فحين تتبنى خطاب جلادك، فأنت قد قررت أن تتقمص جلده، أو على الأقل أن تطلب عفوه، أو تتودد لمانح خزائنه.
    الرفاق في التأسيس، باتوا يتحدثون كأنهم في مدرسة صيفية لتأهيل ناطقي الدعم السريع.
    لقد بات خطاب البعض، أشبه بحلقة من برنامج (من التاريخ إلى الهضربة)، لا تدري فيه من الثوري ومن الكومبارس السياسي.
    لا يمكن أن تمرّ دقيقة من خطاب أحد رفاق التأسيس دون أن تسمع كلمة الفلول، أصبحت هذه الكلمة السحرية التي يُسكت بها أي نقد، وتُحرق بها كل محاولة للمراجعة، حتى لو كان المنتقد ثائرا حقيقيا، سقط له إخوة وأحباب في الحرب الدائرة.
    لو طرحت تساؤلاً عن المال الإماراتي في جيوب حركات الكفاح المسلحة، فأنت فلولي!!
    لو تساءلت، كيف للحركة الشعبية -شمال ذات التأريخ النضالي الطويل، أن تتحالف مع الجنجويد، فأنت بكل بساطة، أمباي مندس، وعميل لدولة 56!!
    بهذه الطريقة، تحوّلت مصطلح الفلول، إلى تهمة مرنة، مثل تهم محاكم التفتيش في العصور الوسطى، تُستخدم لردع المخالف، وتأديب الساخر، وكتم أصوات الحقيقة.
    دولة 56، تستخدم اليوم كأنها الشماعة الكبرى التي يُعلق عليها كل فشل:
    فشل الثوار في تقديم بديل، سببه دولة 56
    عدم وجود مشروع سياسي، سببه دولة 56
    التحالف مع الجنجويد، عادي جدا، لأن دولة 56، هي الأسوأ على الإطلاق، وكأن المشكلة ليست في تحالف ثوري مع قوة إبادة جماعية وتطهير عرقي، بل في التقويم الميلادي لدولة ما بعد الاستقلال.
    دولة 56، صارت تُستخدم لتبرير كل شيء، حتى تحوّلت إلى كبش فداء سياسي شامل، يفرغ القضايا من مضمونها، ويمحو السياقات، ويسمح بخلق سردية جديدة بلا ذاكرة.
    ما الذي تعنيه هذه المصطلحات؟
    من أين خرجت، ومن الذي قرر أنها تصلح للتخاطب السياسي؟
    الفلنقايات، والأمبايات، كلمات يصعب حتى نطقها دون ابتسامة ساخرة أو قشعريرة في العمود الفقري.
    لقد جاءت في إعلام الجنجويد، من منشورات الصفحات الزرقاء والرمادية والصفراء، التي تُستخدم لشتم كل من لا ينتمي لبني عطية، واليوم، نسمع هذه الكلمات في خطابات بعض الرفاق، وكأنهم اكتشفوا لغة جديدة ستقودهم إلى ثورة معلوماتية في قاموس الكفاح المسلح.
    أصبحت كلمة الفلنقايات والأمبايات، تُستخدم هكذا دون تحديد المعنى، وتُلقى جزافاً في كل مناسبة، لتمنح المتحدث هالة من الجدية الثورية، بينما يضحك الجمهور وهو لا يعرف ما تعنيه بالضبط.
    حين تبدأ بترديد شعارات خصمك، فأنت تمهد الطريق لتقبل منطقه، ثم سياساته، ثم خططه.. فهل مصادفة أن من يتحدث بلغة الجنجويد هم أنفسهم الذين لا يعترضون على التنسيق مع قوات الدعم السريع؟
    هل مصادفة أن الذين يُكثرون من الحديث عن الفلول، هم أنفسهم من يقيمون اللقاءات والمؤتمرات الصحفية في العواصم الخارجية، وبرعاية أجنبية؟
    ربما لم يكن الأمر مجرد تبنٍ لغوي، بل بداية مسار كامل نحو التماهي، والتحول من خصم إلى شريك، ومن ثائر إلى كومبارس في ملحمة الجنرال.
    عزيزي القارئ..
    الجماهير ليست غبية، قد تصمت أحياناً، لكنها تسجل كل شيء!!
    قد تُصفق مجاملة، لكنها تضحك بصوت عالٍ حين تعود إلى منازلها!!
    الجماهير اليوم تسأل، هل هذا هو خطاب من ناضلوا لعقود؟
    هل هذه هي أدبيات من واجهوا الموت لأكثر من أربعين عاماً في الأحراش والأدغال؟
    هل من يخاطبنا اليوم، وهو يكرر مصطلحات الدعم السريع، يمثل حلم السودان الجديد فعلاً؟
    في الحقيقة، يبدو أن السودان الجديد، أصبح كياناً هلامياً، تقوده شعارات غريبة، وتموله دول أكثر غرابة، وينطق بلغة لا يعرفها حتى أصحابها.
    إن الكلمات ليست مجرد أدوات للحديث، بل بوابات لمعاني أعمق، ومن يتخلى عن لغته الثورية، سرعان ما يتخلى عن مبادئه، ثم يتخلى عن شعبه، ثم يقف تحت مظلة المحتل وهو يظن نفسه ما زال ثائراً.
    تبنّي مفردات الدعم السريع، ليس مجرد زلة لسان، بل هو سقوط كامل في فخ التشابه، حيث لا نكاد نُفرّق بين القاتل والثائر، بين الجنجويدي والرفاق الموقعيّن على ميثاق التأسيس، وإن أخطر ما يمكن أن يحدث لثائر، ليس أن يُقتل أو يُسجن، بل أن يتحوّل إلى ظل عدوه، ويصبح بوقاً يصرخ بشعارات لم يفهمها يوماً، ولم يؤمن بها قط.























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de