عدوّنا ليس الاستعمار فقط، بل الزعيم الذي يتحوّل إلى مُستعمِر بمجرد أن يتسلّم السلطة." – توماس سانكارا
منذ استقلال إريتريا عام 1993، لم تعرف البلاد سوى رجل واحد على رأس السلطة: أسياس أفورقي. حوّلت قوانينه البلاد إلى دولة مغلقة يُشار إليها بـ"كوريا الشمالية الأفريقية"، لكن خلف هذا العزلة، ينسج أفورقي خيوطًا معقدة في النزاعات الإقليمية وأبرزها الحرب السودانية التي اندلعت في أبريل 2023. إريتريا تحت حكم أفورقي – قلعة القمع نظام الحكم: حزب أوحد (الجبهة الشعبية للديمقراطية والعدالة)، لا دستور نافذ، ولا انتخابات قبضة أمنية: تجنيد إجباري مدى الحياة، اعتقالات تعسفية، وسيطرة مطلقة على الإعلام المنفى كظاهرة: يُشكّل الإريتريون إحدى أكبر جاليات اللاجئين عالميًا (وفقًا لمفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة) مفارقة السياسة الخارجية: رغم العزلة، يمارس النظام تأثيرًا خفيًا عبر الجواسيس، دعم الميليشيات، والتهريب المنظم أفورقي وحرب السودان – أدوار متشابكة تحالف تاريخي مع الجيش السوداني علاقات وثيقة مع ضباط سودانيين من التيار القومي العربي (مثل الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان)، المُشترك مع أفورقي في العداء للإسلام السياسي دعم لوجستي واستخباراتي للجيش السوداني في معارك شرق السودان (كما ذكرت تقارير أممية 2024) استغلال الفوضى لتعزيز النفوذ تهريب عبر الحدود: أسلحة، بشر، وبضائع في ظل انهيار أمن الحدود السودانية الإريترية محاولة خلق "مناطق نفوذ" في شرق السودان – بتكتيك مشابه لتدخله السابق في إقليم تيغراي الإثيوبي شرق السودان... ساحة أفورقي الخفية تتركز لعبة أفورقي في شرق السودان عبر شبكات تُعرف محليًا باسم "أروطة الشرق"، وهي مزيج من: المكوّن التفاصيل جماعات مسلحة سابقة بقايا "جبهة شرق السودان" (التي نزع سلاحها جزئيًا بعد اتفاق 2006)، قابلة للاستقطاب من طرفي الحرب أو النظام الإريتري شبكات التهريب تحالفات عابرة للحدود (سودانية-إريترية-إثيوبية) تتحكم بممرات حيوية حول كسلا وبورتسودان، وتُديرها جماعات ذات صلة بأجهزة أمن إريترية القبائل الممتدة قبائل ذات هوية مزدوجة (كالبني عامر والحدارب) يستثمر أفورقي في ولاءاتها عبر الحدود لبناء "جيوب نفوذ"
هل يصبح أفورقي "العرّاب الجديد" للقرن الأفريقي؟ في ظل انهيار الدولة السودانية، يرى أفورقي فرصة تاريخية
التوسع الناعم- عبر السيطرة على اقتصاد الظل (تهريب ذهب - وقود - سلاح) الدور الوسيط- محاولة تكرار سيناريو الوساطة الإريترية في اتفاق السلام الإثيوبي (2018)، والتدخل في مفاوضات السودان محاربة الإسلاميين- استخدام الحرب لضرب خصومه الإيديولوجيين في السودان عبر دعم حلفائه
الطاغي الذي لا يُغيّر لعبه رغم صغر إريتريا، نجح أفورقي في تحويلها إلى "دولة ظل" تتحكم بمصائر جيرانها من دعم المتمردين الحوثيين في اليمن، إلى التغلغل في أزمتي إثيوبيا والسودان
السؤال الأكبر اليوم- هل صراع السودان مجرد حرب أهلية؟ أم هو ساحة لتصفية حسابات زعماء المنطقة – وعلى رأسهم "الرئيس الأبدي" الذي يلاعب النار من خلف الستار؟ "في إريتريا، يُولد المواطن سجينًا، ويُدفن جاسوسًا." – تقرير منظمة العفو الدولية 2023
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة