|
Re: كامل إدريس بين الطموح والجموح! كتبه زهير ا (Re: Ali Alkanzi)
|
تحية للأستاذ زهير السرّاج، وتحية للرجل الذي أحبّ قريته فأحبّه المقال!
قرأت مقالك اليوم عن د. كامل إدريس بين الطموح والجموح، وكعادتك، خطفتَ الأضواء بتحليلك الثاقب ورؤيتك النافذة لمسيرة الرجل وطموحاته السياسية في زمن العسكر والفساد. لكنّ الذي لفتني – وأثلج صدري حقاً – هو إنصافك الواضح والصادق لصاحب الفضل الأول في تلك المسيرة، الرجل الذي ظلّ في الظلّ رغم عطائه: زميل المنبر الأستاذ علي ياسين الكنزي. لطالما كانت قصص النجاح الكبيرة تُروى وتُحكى، بينما يُغيّب فيها من كانوا الجسر والحلقة الواصلة، من سخّروا وقتهم وعلاقاتهم لخدمة فكرة أو شخص أو وطن. مقالك اليوم، يا أستاذ زهير، صحّح هذه الصورة. لقد أضاءت شمعة مشرقة للأستاذ علي الكنزي الرجل الذي: كان الجسر الواعي: لم يكتفِ بزيارتك في "الرأي العام" إعجاباً ب"مناظير"، بل حمل همّاً وطنياً وإنسانياً – همّ الملكية الفكرية وحقوق المبدعين المغبونين، وهمّ التنمية العادلة للريف السوداني المنسي. جاء ليساقط إعجاباً، بل ليبني وعياً ويشركك في قضية. عاش لقريته "الشّوّال": لم تكن كلماتك مجرد ثناء عابر. رسمت صورة حيّة لرجل نبيل حوّل منصبه الدولي الرفيع إلى وقفٍ لخدمة أهله. حفر الترع، وشيّد المدارس، وسعى للماء النقي، وأنفق من ماله وجاهه. هذا هو الوطن الحقيقي الذي ينبت من الأرض لا من خطب المنابر الفارغة. كان الذراع الأمين والضمير الحي: وصفك له بـ"الذراع اليمنى" لد. كامل ليس مجرد لقب وظيفي. إنّه اعتراف بصدق الرجل وحماسه لخدمة وطنه "الكبير" من خلال عمله الدولي، وبإخلاصه في دعم قيادة كفؤة مثل د. كامل. تعرّفك على د. كامل عبر الأستاذ علي لم يكن صدفة؛ إنه شهادة على حكمة علي وثقته وحرصه على ربط الخير بالخير. جسّد الأصالة والوفاء: في زمن طغت فيه الأنا والمنفعة، يأتي الأستاذ علي الكنزي نموذجاً للريفي الأصيل الذي لم تنسه المدينة أو المنصب قريته، ولم ينسَ واجبه نحو أهله ووطنه. وفاؤه لفكرته ولقريته وللصداقة هو ما جعله يقدّم د. كامل إليك، مقدّماً بذلك خدمة للفكرة وللوطن قبل أي شيء. شكراً لك يا أستاذ زهير السرّاج على هذه الإضاءة العادلة. لقد قدّمت لنا درساً في الإنصاف والوفاء للروّاد الصامتين. لطالما كانت كتاباتك مرآة صادقة، واليوم رفعت المرآة عالياً لتُري الجميع قيمة الرجل الذي اختار أن يكون جسراً لا هدفاً، خادماً لا متبوعاً رغم كل ما يملك من علم وجاه وإمكانات. تحية إكبار للأستاذ علي ياسين الكنزي، الرجل الذي أنصفه المقال فأنصف قيماً كادت تُنسى: الوفاء، العمل الصامت، وحبّ الوطن من بوابة خدمة قريته. ومقالك يا أستاذ زهير، شهادة حقّ في زمان قلّت فيه شهادات الحق. حفظ الله السودان وأهلها المخلصين مثل هؤلاء الرجال.
| |
 
|
|
|
|
|
|
|