قال تعالى: (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ {155} الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ {156} أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ) صدق الله العظيم رحلتَ يا صديقي العزيز د. مصطفى، فانطفأ قنديل من قناديل النور، وانكسرت فينا سنادين الحكمة والعطاء. والله ما عرفتك إلا طيبًا، نقيَّ السريرة، عالي الهمة، خفيض الصوت، قويّ الأثر. كنتَ عالمًا لا يضيق صدره بسؤال، ولا يملّ من شرح، صاحب عقل راجح، ومنهج رصين، لا تبخل بنصح أو دعم. تسبقك ابتسامتك قبل حديثك، كنتَ مستودعًا للخبرة، ووثيقةً حيّة لذاكرة الصناعة، أرّختَ لمشاكلها بحبر الصبر، وبحثت عن حلولها بعينٍ متفحصة، وروحٍ محبة، لم تترك باب علمٍ إلا طرقته، ولا فكرة إلا أضأت جوانبها، حتى غدوتَ مرجعًا للصناعة السودانية. لقد فقدناك جسدًا، ولكنك باقٍ فينا فكرًا وأثرًا، باقٍ في كل ورقة خطها قلمك، وانا هنا باسم اتحاد الغرف الصناعية وباسم كل الصناعيين الذين عرفوا فضل د. مصطفي واستفادوا من علمه أتقدم بالعزاء الخالص لجميع افراد اسرته. اللهم اجعل قبره روضةً من رياض الجنة، وأكرم نزله، ووسّع مدخله، واغسله بالماء والثلج والبرد، واجعل علمه وعمله حجةً له لا عليه، ونورًا يسعى بين يديه. إلى جنات الخلد، يا مصطفى، يا من ودّعتنا وفي قلوبنا لك حبٌ لا يُطفأ، وسيبقى ذكرك العطر محفورًا فينا، لا يمحوه زمن، ولا تغيب عنه الأيام. إنا لله وإنا إليه راجعون. Image
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة