31.05.2023 أن المتتبع للعملية التعليمية في السودان يدرك بوضوح كم العنت والعناء وعدم الاستقرار الذي لازم هذه المسيرة وتأثرها المباشر بالوضع السياسي وتقلبات الأنظمة الحاكمة, ان الحديث عن التعليم في السودان يطول ونأمل ان نتمكن من رمي حجر في هذه البركة قصدا للصفاء وبلوغ العلا من خلال التداول والتمحيص لاسيما ان الوضع البائس والاضطراب المتواصل والحرب التي تمزق خاصرة البلد تستدعي التفكير في سبل تتلاءم وهذه الظروف ان نظام الشهادة السودانية المعمول به الان هو نظام مركزي, يخضع من خلاله جميع الطلاب للمنافسة دون اعتبار لعدالة المنافسة حيث يلاحظ: 1. غياب التكافؤ بين ولايات السودان من حيث البنية التحتية للعملية التعليمية والعوامل المساعدة (في السابق كانت المدارس القومية تسد هذه الثغرة الى حد معتبر وتوفر نوعا من العدالة) ويظهر غياب هذا التكافؤ بشكل واضح في نتيجة الشهادة السودانية في السنين الأخيرة حيث أن اكثر من 90% من المتفوقين في المائة الأولى من أبناء وبنات مدارس العاصمة القومية وأكثر من 80% من هؤلاء المتفوقين من المدارس الخاص. 2. عدم مراعاة خصوصية الولايات من حيث تباين الظروف المناخية والنشاط الاقتصادي (موسم الامطار في بعض الأقاليم يعطل الدراسة كما انه مرتبط بالنشاط الزراعي وفي الإقليم الشرقي تتوقف الدراسة صيفا نتيجة لارتفاع درجات الحرارة) 3. عدم اعتبار الظروف الخاصة ببعض الولايات من كوارث طبيعية كالفيضانات مثلا أو الحروب والانفلات الأمني. 4. والان ربط مصير كل الطلاب بما يدور في العاصمة (المركز) الأكثر ارتباطا بتقلبات السياسة وما ينتج عنها في بلد أصلا مضطرب. ولتحسين وتطوير تجربة التعليم في السودان وتوفير فرص منافسة افضل اقدم المقترح التالي, وهو مقترح تأسيس مجلسين للشهادة الثانوية يتضمن: 1. الإبقاء على النظام المركزي وهو النظام المعمول به حاليا والذي يتيح للطالب المنافسة في جميع الجامعات السودانية. 2. إنشاء مجالس امتحانات للشهادة الثانوية إقليمية (بني هذا الاقتراح بافتراض 6 أقاليم بالسودان: الإقليم الشمالي والشرق والاوسط وكردفان ودارفور والنيل الأزرق) حيث يسمح هذا النظام لكل إقليم بإجراء امتحانات الشهادة السودانية بشكل منفصل, وتكون شهادة كل إقليم مؤهلة للجامعات والمعاهد العليا بذات الإقليم, ويسمح هذا النظام بعقد توأمة بين الأقاليم المختلفة بحيث تتيح شهادات الأقاليم المنافسه في الأقاليم التي بينها تؤامة- وللطالب حق الاختيار بين النظامين. انشاء هذا النظام يسمح بتعزيز العملية التعليمية نفسها حيث تتنافس الأقاليم في دعم التعليم والاستقرار حيث ان أي اضطراب في العملية التعليمية او عدم استقرار يكون محدود الأثر كما يسمح للاقاليم المتشابه مناخيا بتأقلم افضل يحفظ فرص التناقس كما يعمل على إبعاد أي ممارسات سياسية عن العملية التعليمية. .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة