الحرب في السودان... حين تُسرق حياة الكادحين وتُغتال إرادة المقاومة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-15-2025, 12:58 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-24-2025, 10:55 PM

زهير ابو الزهراء
<aزهير ابو الزهراء
تاريخ التسجيل: 08-23-2021
مجموع المشاركات: 11796

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الحرب في السودان... حين تُسرق حياة الكادحين وتُغتال إرادة المقاومة

    10:55 PM May, 24 2025

    سودانيز اون لاين
    زهير ابو الزهراء-السودان
    مكتبتى
    رابط مختصر





    مفتتح شعري: صوتٌ من عمق المعاناة

    أنا لستُ رَعديداً يُكبِّل خُطْوَه ثِقَلُ الحديد
    وهناك أسرابُ الضحايا الكادحون
    العائدون مع الظلام من المصانع والحقول
    ملأوا الطريق
    عيونهم مَجروحةُ الأغوارِ ذابلةُ البَريق
    يتهامسون
    وسياطُ جَلَّادٍ تسوق خِطاهم ما تصنعون
    يُجلجِلُ الصوتُ الرهيبُ كأنه القَدَرُ اللَّعين
    تظلُّ تُفغرُ في الدُّجى المشؤوم أفواهُ السجون
    فيغمغمون: نحنُ الشعوبُ الكادحون
    — محيي الدين فارس

    في لحظةٍ تاريخية تتآكل فيها الحدود بين الحياة والموت، تصبح القصيدة أكثر من كلمات؛ تصبح شهادةً على زمنٍ يُسرَق فيه الفقراء من كل شيء: من حقهم في الحياة، في الأمل، في الوطن. قصيدة محيي الدين فارس، الصادرة من أعماق القهر، لا تزال تعكس بجلاءٍ مأساة السودان اليوم، حيث الحربُ لا تكتفي بإسكات البنادق، بل تسعى لإخماد صوت الكادحين أنفسهم.

    الحرب: آلة تدمير الذات الجماعية
    ما يجري في السودان ليس مجرد صراعٍ على السلطة بين جنرالات، بل جريمة مستمرة تُرتكب بحق الإنسان البسيط، الذي يعمل في الحقول والمصانع، ويعود مساءً ليجد الوطن وقد تبدد في دخان المدافع. هذه الحرب تُعيد إنتاج بنية القهر، حيث تُسحق الفئات التي تشكل قلب السودان الحقيقي: البسطاء، العُمّال، النساء، الأطفال، الحالمون بثورة لم تكتمل.

    هنا، لا تُهدم البنى التحتية فقط، بل تُفكك الذاكرة، وتُغتال فكرة الوطن من جذورها. وما الحرب في جوهرها إلا نفيٌ صريح لإرادة الناس في الحياة، وتحويلٌ للثورة التي نادت بـ"حرية، سلام، وعدالة" إلى كابوس يومي يُراد له أن يبدو قدراً لا مفر منه.

    الكادحون: ضحايا بلا ضجيج
    في كل بيت مهدوم، وفي كل جثة لم تُحص، هناك صدى لصوت الشاعر: "ملأوا الطريق... عيونهم مجروحة". هم الذين يموتون بصمت، بينما تتبارى النخَب في المؤتمرات الصحفية، وتحسب عدد الكيلومترات التي تقدمها الجيوش. هؤلاء ليسوا أرقاماً في بيانات النزوح، بل أصحاب الأرض، وصانعو الخبز، وحَمَلة الحلم. إن سرقة حياتهم ليست خسارة فردية، بل اقتلاع لروح البلد من جذورها.

    لماذا تُستهدف لجان المقاومة والخدمات؟
    وسط هذا الدمار، ظهرت لجان المقاومة والخدمات كشكلٍ نقيٍّ من تجليات الإرادة الشعبية. بعيدًا عن الشعارات الرنانة، مارست هذه اللجان فعلاً حقيقياً، عميقًا، وصامتًا:

    حولت منازل البسطاء إلى مستشفياتٍ ميدانية.

    أقامت مطابخ تُطعم آلاف الجوعى بلا دعم خارجي.

    نظمت حملات حماية للنساء من العنف.

    أعادت بناء النسيج الأهلي الممزق.

    لكن لهذا الفعل المجتمعي الجريء ثمن. فالنظام القديم، بكل وجوهه المتبدلة، يرى في هذه البذور الوليدة تهديداً لسلطته. لذلك يُلاحَق شباب اللجان بالاعتقال، وتُشوه صورتهم، وتُفجر مقارهم، ليس لأنهم يحملون السلاح، بل لأنهم يحملون فكرة: أن الشعب قادرٌ على إدارة نفسه، دون العسكر، ودون نخبة متكلسة.

    السياط لا تتغير... تتناسل فقط
    عبارة "سياطُ جلادٍ تسوق خِطاهم" تختزل مأساة السودان في قرنٍ كامل. فكل نظامٍ جديد جاء بـ"سياطٍ" جديدة، لكنه أبقى على الأسلوب ذاته: قمعٌ، إذلال، واستلاب. من مستعمر الأمس إلى عسكر اليوم، ظلت السلطة قائمةً على نفي صوت الكادحين، وعلى تحويلهم إلى وقودٍ يُشعل نار السلطة، أو إلى ضحايا يُبنى على جثثهم صرح الوهم الوطني.

    السياط اليوم ليست مصنوعة من جلد، بل من خطابٍ يُجرّم الضحايا، ويُبرّئ القتلة. إنها السياط التي تجوّع الشعب باسم السيادة، وتُجهز على آخر ما تبقى من "وطن" في وعي الناس.

    "نحن الشعوب الكادحون"... الصوت الأخير الذي لا يموت
    تُمثّل الجملة الختامية من القصيدة صرخة تتجاوز الزمن: "نحن الشعوب الكادحون". ليست استغاثةً، بل إعلان بقاء. فالكادحون لا يملكون المنصات، ولا يكتبون البيانات، لكنهم يصنعون الحياة من بين الأنقاض. لهذا تحديدًا، لا بد أن نُصغي إليهم:

    على المجتمع الدولي أن يتوقف عن رؤية السودان كملف أمني أو بوابة لمصالحه الجيوسياسية.

    على الأنظمة العربية أن تتوقف عن تمويل أدوات الموت، وتبدأ بدعم أدوات الحياة.

    على النخب السودانية أن تُراجع دورها في إنتاج هذه المأساة، وتتخلى عن وهم الحلول الصفوية.

    ما الذي نريده؟
    وقف فوري لإطلاق النار، دون شروط.

    حماية فعالة للجان الخدمات بوصفها جهات مدنية محايدة تمثل الناس لا النخب.

    آلية محاسبة دولية عادلة لمجرمي الحرب، تُنصف الضحايا وتكسر دائرة الإفلات من العقاب.

    الثورة ليست وهماً... بل وعداً لم يُخلف بعد
    لو عاد محيي الدين فارس إلى السودان اليوم، لرأى مشهدًا يتجاوز قصيدته: جلادون لم يعودوا يخفون وجوههم، سجون بلا جدران، وفقراء ينحتون الحياة وسط الرماد. لكنه سيرى أيضًا ما لم يمت: إرادة الكادحين، تلك التي لا تقهرها المدافع.

    الثورة لم تُهزم، لأنها ما زالت حية في صحن الطعام الذي تعدّه امرأة في مطبخ جماعي، وفي مضمدٍ يربط جرحًا في زقاق، وفي شابٍ ينقل دواءً على دراجة نارية.

    لا تُقتل الثورات بالرصاص، بل بالصمت. فانتصارُ السودان يبدأ عندما نرفض جميعًا أن نكون شركاء في صمتنا.























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de