في ظل الظروف الراهنة التي يمر بها السودان، يأتي تعيين دكتور كامل إدريس رئيساً لمجلس الوزراء كخطوة مهمة نحو الانتقال المدني واختيار حكومة كفاءات وطنية. يمثل هذا التعيين فرصة حقيقية لتشكيل حكومة قادرة على مواجهة التحديات التي تواجه البلاد، خصوصاً في ظل الأوضاع الأمنية والسياسية والاقتصادية الحرجة.وحاجة المجتمع الدولي والإقليمي لحكومة مدنية .
تتطلب حساسية هذه الفترة نوعية معينة من القيادات، قادرة على إدارة شؤون البلاد وتحسين مستوى معيشة المواطنين. يجب أن تكون هذه القيادات مؤهلة لوضع استراتيجيات فعالة لما بعد الحرب، تشمل إعادة الإعمار والتغلب على التحديات الإقليمية والدولية التي تعيق تقدم السودان. من الضروري تحسين صورة السودان على الساحة الدولية وتحريك العلاقات الخارجية في المحيط الإقليمي والدولي، وذلك من أجل دعم جهود إعادة الإعمار والتنمية.
رغم التحديات الكبيرة التي تواجه الحكومة الجديدة، إلا أن نجاحها يعتمد بشكل كبير على وجود حاضنة سياسية قوية قادرة على ترشيح شاغلي المناصب الدستورية. هناك توجه عام نحو تكوين حكومة تكنوقراط، ولكن تجارب السودان السابقة أثبتت أنه نادراً ما نجد تكنوقراط بمعناها الدقيق، إذ غالباً ما يكون للأفراد ميول سياسية تؤثر على قراراتهم. لذا، من المهم اختيار شخصيات ذات كفاءة عالية، تضع خيار الوطن فوق أي اعتبار آخر، وتكون قادرة على اتخاذ القرارات الجريئة وتحمل نتائجها.
يظل اتفاقية جوبا لسلام واحد من أهم الملفات التي تتطلب جهداً وافراً من دولة رئيس الوزراء والحكومة لتنفيذها في كافة بنودها. الأنصبة التي أقرتها الاتفاقية تظل ثابتة في كافة مستوياتها السيادية والوزراء والإقليم والولايات، حيث تم تحديد نسبة 25% علي مستوي مجلس الوزراء و40% في إقليم دارفور. يتطلب الأمر أيضاً العمل على تهيئة أرض الملعب الشأن السياسي وكيفية التغلب على المشكلات الأمنية والسياسية والاقتصادية.
إن عملية بناء حوار حقيقي وسلام اجتماعي تعد من أولويات الحكومة الجديدة، مما يسهم في دحر التمرد وإحداث اختراق في ملف السلام. يجب أن تكون هناك شروط واضحة تعيد للسودان مجده، وتؤسس لجيش وطني قومي تحت راية القوات المسلحة، مع إكمال عملية الترتيبات الأمنية لضمان عدم تكرار التجارب السابقة.
كما ينبغي إحراز تقدم في ملف حقوق الإنسان ومحاكمة الذين ارتكبوا فظائع في حق الشعب السوداني، مما يعزز الضغط على المجتمع الدولي والإقليمي لتصنيف المليشيات كمجموعات إرهابية والداعمين لهم.
منذ بداية الحرب الحالية، تم إدارة البلاد من قبل عناصر الخدمة المدنية، الذين يعتبرون أقرب إلى التكنوقراط. ومع ذلك، فإن الفشل الذي شهدته الوزارات خلال هذه الفترة يبرز الحاجة إلى تغيير جذري في النهج المتبع. يجب أن نعمل على إعادة السودان إلى وضعه الطبيعي في الاتحاد الإفريقي ومنظمة الإيقاد، والتحرك نحو الدول الصديقة لدعم السودان في المحافل الدولية، بهدف قطع الطريق أمام تمدد دويلة الشر.
في المستقبل، يجب أن نركز على أهمية الحوار السوداني وإصلاح المنظومة السياسية و الاجتماعية والثقافية والاقتصادية بشكل متكامل. إن الانتقال إلى مرحلة جديدة يتطلب جهوداً متضافرة من جميع الأطراف المعنية، لضمان تحقيق الاستقرار والتنمية المستدامة. بإيجاز، يشكل تعيين دكتور كامل إدريس فرصة تاريخية للسودان لبدء عهد جديد من الكفاءة والحكم الرشيد. إن النجاح في هذه المرحلة الحرجة يتطلب تضافر الجهود وتقديم مصلحة الوطن على أي اعتبارات أخرى.دون اعمال نظام المحصاصات في تكوين حكومة يبقي البقاء لمن تجدر علي خدمة الوطن والشعب دعم جهود القوات في دحر التمرد وتحرير كافة ربوع الوطن من العملاء .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة