لكم تحية الفخار والإعزاز والإجلال وأنتم تسطرون أروع الملاحم الوطنية ذوداً عن التراب، وصوناً للعرض والأرض ودحراً لقوى الظلام الباطشة، التي جثمت على صدر الوطن ثلاثة عقود وبضع سنين، لقد كسرتم شوكة جبروت الطغمة الإسلامية الفاسدة في غضون أيام، بعد أن غدرت بكم كتائبها الإرهابية وجيشها الداجن، ونقول كما قال قائدكم الهمام محمد حمدان، لو أنكم وضعتم السلاح اليوم وذهبتم نحن راضون عنكم كل الرضاء، لأنكم تحملتم عبء إزالة خبائث الباطل الإخواني وحدكم، لكننا كشعب سوداني عقدنا عليكم الأمل الكبير في دك حصون دولة الفساد والاستبداد، ونحن واثقون من أنكم أهل لهذا العزم، فما انجزتموه في عامين لم تنجزه أعتى جيوش المعمورة، ويكفي أنكم أرغمتم أنف قيادة جيش "كرتي" على الهروب إلى بورتسودان، بعد أن حبستموها تحت الطوابق تحت الأرضية بالقيادة العامة للجيش نصف عام، كاسرين غرور جنرالات مؤسسة عسكرية لم توجه بندقيتها لصدر عدو منذ تأسيسها قبل قرن، مثبتين أنكم الأكفأ عسكرياً والأكثر ضبطاً واتساقاً مع القانون الدولي الإنساني، فتقاسمتم الطعام والدواء والكساء مع المواطن، الذي أدّعى الكاذبون زوراً وبهتاناً أنكم احتللتم منزله، وانخرطتم في تأمينه بأن أنشأتم قوة متخصصة لحماية المدنيين، وحفظتم كرامة الأسرى في ظل ظروف حرب لئيمة لعدو لا يتورع من قصف مقرات الأسرى بالطيران الأجير. أيها الأشاوس، لا تبتئسوا ولا تنازعوا فتذهب ريحكم، دعوا اللوم وجلد الذات وضعوه جانباً، واسترجعوا كلمة قائدكم الهمام، حين قال لا تلتفتوا لمن يسألكم كم فقدتم، بل أعملوا على ما يجب أن تكسبوه. واعلموا أن يوم اندلاع حرب منتصف أبريل كنتم كحية مقطوعة الرأس، ملاذكم الوحيد كابينة التويوتا، حتى نصركم الله على الحركة الإرهابية، فكسبتم المدن والقرى والولايات والأقاليم، وشفيتم صدور قوم مؤمنين، فشدّوا الاصبع حول الزناد، ولا تعيروا الفاشلين من جند الدويلة الظالمة بالاً، ولا تنسوا يوم كريهة ضرباً وطعناً حين أصدروا أصوات الحمير والبغال والكلاب، لقد وثقتم لانتصاراتكم الباهرة للأجيال القادمة، عبر كاميرات جوالاتكم الذكية كذكائكم الفطري، الآن، رتبوا صفوفكم وتزودوا بحسن صنيعكم الذي مضى عليه عامان، واتركوا الغربال يسقط المندسين والخونة والفاسدين، فما جرى بين صفوفكم لا تحسبوه شر بل هو خير، وسوف تشهد الأيام المقبلة الكرّة الأخيرة والشاملة، التي سوف تودع بقايا الإرهابيين مستودعات باطن الأرض، نفس الأرض التي تنبت ألف أشوس، فالقضية باقية كالجمر لا تزيدها العواصف إلّا توهجاً واشتعالاً، وشرراً يتطاير ليحرق الواقفين على الرصيف، الحالمين بنصر يأتي من قهقهة الإنس الجميل تحت ظلال مقاهي شرب الشاي وأدخنة الشيشة، أيها الأشاوس، نظموا الصفوف وابعدوا (البطّال)، ودعوا خيولكم ترفسه وترشقه بلعابها. أيتها القيادة الحكيمة، دعي المزاح مع أصحاب الياقات وأربطة العنق الأنيقة، وليكن مهر كل داعم للقضية الانحياز الواضح للهدف الأسمى، ألا وهو دحر وكسر بندقية الحركة الإسلامية في نسختها الأخير، وليكن خطاب المتحدثين باسم المؤسسة متناغماً مع خطاب القائد الواضح (الما فاضح)، الموجه بعبارات فصيحة لا عجمة فيها، محدداً الهدف وبكل دقة، فبعد اليوم لا يجب على الداعمين لخط القضية أن يوجهوا خطابهم لعدو وهمي، كأن يقولوا "الفلول"، بل يجب عليهم قول ما قاله محمد حمدان: الحركة الإسلامية – علي كرتي، فهذا هو العدو، الذي يذبح المواطنين العزل في "الحمادي" و"صالحة" وبعض قرى كردفان، وهو يمثل كتائب الحركة الإسلامية ولا يعبر عن أي جهة غيرها، مهما تعددت الأسماء – (براء، عمل خاص، كيكل، مشتركة)، ولتكن كردفان مقبرة الغزاة والمتعاونين مع المستعمرين القديم والجديد، كعهدهم، ويجب أن يعيد التاريخ ملاحم "الأبيض" و"شيكان"، وأن يبارك التاريخ الحلف القديم المتجدد بين آدم أم دبالو والمهدي والخليفة، في نسخة جديدة (محمد حمدان وعبد العزيز آدم)، فالأثنان آدميان وضعهما الرب في صرّة التغيير في زمانين مختلفين، فلآدم رمزية ودلالة وجودية، وحافز سرمدي لديمومة الحياة واستمرارها، لذلك أنزل للأرض لإعمارها، وعلى القيادة تفعيل الغربال أكثر وأكثر، حتى يذهب الزبد جفاء ويبقى ما ينفع الناس.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة