عرض كتاب: الهيبنوقراطية – ترامب وماسك والهندسة الجديدة للواقع تأليف: جيانوي شون (شخصية مفترضة) نشر في ديسمبر 2024
مدخل إلى الكتاب- يحمل هذا العمل عنوانًا لافتًا وغير مسبوق: "الهيبنوقراطية: ترامب وماسك والهندسة الجديدة للواقع"، ويُعد واحدًا من الكتب الفلسفية المعاصرة التي تحاول مساءلة طبيعة السلطة والمعلومات والواقع في العصر الرقمي. الكتاب لا يقدم فقط أطروحة فكرية بل يقترح مفهومًا جديدًا يرسم ملامح العلاقة بين السلطة ووسائط الإعلام والوعي العام، تحت مسمى "الهيبنوقراطية" – وهو المصطلح الذي يشكل جوهر هذا النص ولب أطروحته.
شرح عنوان الكتاب: ما هي "الهيبنوقراطية"؟ مصطلح الهيبنوقراطية (Hypnocracy) هو توليفة لغوية وفكرية بين كلمتي "Hypnosis" (أي التنويم المغناطيسي) و**"Cracy"** (السلطة أو الحكم)، أي ما يمكن ترجمته بـ "حكم التنويم المغناطيسي" أو "سلطة التشويش الإدراكي".
في هذا السياق، لا تشير "الهيبنوقراطية" إلى حالة نفسية أو طبية، بل إلى نمط من أنماط الحكم المعاصر الذي يُمارَس عبر الإعلام الرقمي والمنصات التكنولوجية، حيث تتعرض المجتمعات لتدفق غير منقطع من السرديات المتضاربة، والمعلومات المشوشة، والتأثيرات النفسية التي تُعيد برمجة إدراك الأفراد للواقع. إنه حكم يقوم على التكرار، والتضليل، والإغراق بالمحتوى، وليس على الكذب الصريح وحده.
محاور الكتاب الأساسية: يستعرض الكتاب كيف باتت المنصات الرقمية والخوارزميات آليات فعالة في التلاعب بالوعي، ويوظف شخصيتين محوريتين لفهم هذا النمط الجديد من السلطة: الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، ورجل الأعمال والتقني المعروف إيلون ماسك.
ترامب، بحسب الكتاب، يمثل خطاب التضاد والتكرار، حيث تُقال الحقيقة ونقيضها في آن واحد، ويُعاد صياغة الواقع بعبارات مُعلبة تهدف للتشويش لا للإقناع.
أما ماسك، فيُقدَّم كمثال على "الخيال التكنولوجي المصمم"، أي تصدير وعود مستقبلية واستعراضات تقنية تشكل وعياً جمعياً جديداً، دون تحقق فعلي مطابق لتلك السرديات.
بهذا، يشرح الكتاب أن الهيبنوقراطية ليست كذباً سياسياً عادياً، بل هندسة جديدة للواقع تُبنى على استهلاك "حقيقة مصممة"، حيث يُعاد بث المحتوى بصورة دورية حتى يفقد المتلقي قدرته على التمييز.
مساهمة الكتاب في عالم الأفكار: الكتاب لا يكتفي بتوصيف الواقع بل يُقدم أدوات مقاومة. من هذه الأدوات:
الاستقلال الإدراكي: أي تطوير القدرة على الفصل الواعي بين الواقع والمعروض.
الانفصال التكتيكي: أي استخدام المنصات الرقمية بوعي لا بإدمان.
التشكيك الخلاق: ممارسة نقد دائم للمحتوى ومصادره ومنتجيه.
الغاية من هذه الأدوات هي بناء ما يسميه المؤلف بـ "المناعة المعرفية" لمواجهة الفوضى المعلوماتية الناتجة عن تغوّل الخوارزميات.
يأتي كتاب "الهيبنوقراطية" ليقدم رؤية فلسفية جديدة لعصر يعاد فيه تشكيل الحقيقة من خلال وسائل الإعلام لا من خلال الواقع. إنه ليس فقط تشخيصًا لمأزق الحقيقة في الزمن الرقمي، بل محاولة لإعادة التفكير في مفاهيم مثل التأليف، الحقيقة، السلطة والهوية المعرفية.
وإذا كان المصطلح الجديد "الهيبنوقراطية" يحمل في طياته قلقاً من انزلاق المجتمعات إلى التنويم الإعلامي الشامل، فإن الكتاب نفسه يمثل محاولة جادة لتقديم أدوات ووعي نقدي مقاوم لهذا الانزلاق.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة