19/5/2025 ، بوسطن بين ترميم الجثة وإحياء الذاكرة: الوليد مادبو يعلن موت السودان القديم وعبد الله علي إبراهيم يصر على إنعاشه! تأتي هذه المقالة كرد على د. الوليد مادبو، وتتناول محاولاته لتجاوز خطاب د. عبد الله علي إبراهيم، الذي يمثل نموذجاً صارخاً لرؤية محافظة تتشبث بتراث استعماري، وما بعد استعماري متواطئ وتعمل على إعادة إنتاج بنية دولة 56 واستمرارية هيمنتها العنيفة على المجتمع السوداني. إن خطاب الدكتور عبد الله، المعبر عنه في مقاله بعنوان (وليد مادبو: لا تهدم سياجاً لم يتفق لك بعد لماذا قام في أول أمره) نشر في الاسافير في (19 مايو، 2025) رغم محاولات د. ع ع ابراهيم المستميتة في إضفاء طابع الحياد العلمي والموضوعية، يظل يعاني من عجز فكري واضح عن تقديم رؤية مواكبة تستجيب للتحولات الثورية والاجتماعية التي اجتاحت السودان منذ 1989، الي يرمنا هذا بعد المرور بديسمبر 2018 خطاب ع ع ابراهيم تجاوزه الزمن، وأصبح أشبه بمحاولة إعادة إنتاج خطاب أيديولوجي ينتمي إلى الحقبة الاستعمارية، يتستر خلف شعارات مثل "الدولة" و"الشرعية" و"الاستقرار"، بينما يتجاهل التغيرات العميقة التي طرأت على بنية المجتمع السوداني والانفجارات الثورية التي عرت زيف المشروع النخبوي القائم على احتكار العنف والسيطرة، لقد تم اختبار الدولة ورؤية القائمين عليها. لكن السؤال المحوري هنا: لماذا يتمسك الدكتور بهذا الإطار الفكري المتهالك؟ هل هو مجرد عجز عن تقديم رؤية جديدة، أم أن الأمر يتجاوز ذلك ليكشف عن ارتباطات أعمق بمصالح طبقية تستفيد من بقاء النظام القائم؟ وهل يمكن اعتبار هذه المواقف مجرد اجتهادات فردية أم أنها جزء من استراتيجية منظمة لإعادة إنتاج النخبة المهيمنة في السودان على حساب القوى الثورية الصاعدة باشتراطات جديدة؟ إن العودة إلى استدلالات ماكس فيبر دون مساءلتها في سياق اين السودان اليوم تعكس انغلاقاً فكرياً صارخاً. ففيبر، الذي كتب عن الدولة في مطلع القرن العشرين، قدَّم نظرية "احتكار العنف المشروع" في سياق أوروبي محض، حيث كانت أوروبا تشهد إعادة بناء الدول القومية بعد تفكك الإمبراطوريات القديمة. لكن فيبر نفسه، ورغم عبقريته التحليلية، أغفل السياقات الاستعمارية التي كانت تشهدها إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية، وبالطبع أغفل سياقات مابعد الاستعمار! أولاً: ماكس فيبر وسياق نظرياته: ماكس فيبر (1864-1920)، كتب عن الدولة في لحظة تاريخية شهدت أوروبا فيها صعود الدولة القومية وتشكيل المؤسسات والبيروقراطية الحديثة. لقد كان معاصراً للحروب العالمية وصعود الإمبريالية، وشاهد انهيار الإمبراطوريات التقليدية وبروز الدول الوطنية. لكن تحليله للدولة كمؤسسة تحتكر العنف المشروع تجاهل بالكامل السياقات الاستعمارية التي كانت أوروبا تستخدم فيها العنف ضد الشعوب المستعمَرة، في افريقيا واسيا والأمريكيتين. إن فيبر، في تحليله، ركز على أوروبا البيضاء كمرجعية نموذجية للدولة الحديثة، متجاهلاً بذلك ديناميكيات العنف الاستعماري الذي مثَّل، في الواقع، النموذج الأولي للدولة القومية التي كتب عنها. لقد كتب فيبر عن بيروقراطية الدولة باعتبارها مؤسسة عقلانية، لكنه تجاهل تماماً كيف أن هذه البيروقراطية نفسها كانت تعمل على إدارة مستعمرات تُنهب مواردها وتسحق شعوبها تحت ذريعة "احتكار العنف المشروع"! نقد ماكس فيبر وتجاوزاته: ١/ تشارلز تيللي (1929-2008): تيللي أعاد قراءة نظرية فيبر من منظور جديد، مؤكداً أن الدولة ليست سوى عصابة موسعة تستخدم العنف لتحصيل الغنائم وإعادة توزيعها بين النخب. تيللي اعتبر احتكار العنف غطاءً سياسياً لإضفاء الشرعية على القمع والنهب المنظم، وهو ما نراه بوضوح في السياق السوداني حيث تُستخدم القوات المسلحة والأجهزة الأمنية كأدوات لقمع الأطراف وتثبيت هيمنة المركز، وبقراء د. ع ع إبراهيم نري كيف انه وظف حكاية الغنائم احتيالا! ٢/ فرانتز فانون (1925-1961): فانون كشف في كتابه "معذبو الأرض" زيف الدولة الاستعمارية، وأوضح كيف تحولت النخب المحلية إلى أدوات لتنفيذ السياسات الإمبريالية بعد الاستقلال. فانون رأى أن الدولة ما بعد الاستعمارية لم تكن سوى إعادة إنتاج لمؤسسات القمع، وهو ما ينطبق على السودان حيث استمرت الدولة في ممارسة العنف باسم "الشرعية" و"السيادة"! ٣/ أشيل مبيمبي: في أطروحته حول "السيادة المميتة"، اعتبر مبيمبي أن الدول ما بعد الاستعمارية تتحول إلى آلات قتل ممنهج، حيث تُستخدم الدولة كواجهة لممارسة العنف ضد الشعوب، كما يحدث في السودان حيث تُستخدم القوات المسلحة كأداة لإخضاع الأطراف وقمع الانتفاضات الشعبية. ٣/ نغوجي واثيونغو: يرى واثيونغو أن استمرار النخب في السلطة يعتمد على إعادة إنتاج العنف البنيوي، مُغلفاً بشعارات "الدولة" و"الاستقرار". إنه نقد مباشر لما يفعله الدكتور عبد الله علي إبراهيم حينما يستدعي نظرية "احتكار العنف المشروع" لتبرير القمع والاستبداد، وفي افضل الأحوال الاعتذار عنه- وبالتاكيد يتجاوز سؤال الاستقرار- استقرار من في سياق السودان! إن خطاب عبد الله علي إبراهيم هنا ليس سوى محاولة يائسة لإعادة إنتاج نموذج دولة بائدة، دولة أكل عليها الدهر وشرب، مستندة إلى استدلالات فكرية قديمة لا تصلح لتفسير واقع ما بعد الاستعمار في السودان ناهيك عن واقعه في عهد الحرب الانية. وبينما يحاول الدكتور إضفاء شرعية على نظام فاشل، فإن القوى الثورية وتحالف "تأسيس" يقدمون مشروعاً جديداً يقوم على تفكيك الدولة القمعية وإعادة بنائها على أسس تستند إلى العدالة التاريخية، الانصاف الاجتماعي، العلمانية، والاعتراف بالهويات المهمشة! خطاب الدكتور عبد الله ليس مجرد خطاب فردي، بل هو جزء من استراتيجية أوسع لإعادة إنتاج النخب القديمة وتثبيت مواقعها الاجتماعية ومصالحها الطبقية تحت غطاء مفاهيم معادة التوظيف باحتيال من حقبة استعمارية. لكن التاريخ علمنا أن الأنظمة التي تتجاهل إرادة الشعوب محكوم عليها بالزوال، مهما طال الزمن أو قصر أيا كانت مرجعية الأنظمة الظالمة. ثانياً: رمزية الشعر والثورة – من روبرت فروست إلى مظفر النواب- (المافي شنو)! يحاول د. عبد الله علي إبراهيم تبرير بقاء الدولة السودانية القديمة من خلال الاستشهاد بقول روبرت فروست: "لا تهدم سياجاً حتى تعرف لماذا قام أول مرة". ولكن هذا المنطق السطحي يتهاوى عندما نضعه أمام قصيدة مظفر النواب التي تصرخ: سيكون خراباً سيكون خراباً هذه الأمه لابد أن يكون لها درساً في التخريب اللهم ابتدأ التخريب الآن فأن خراباً بالحق بناءً بالحق والشعر فن، والفن لاوطن له! إن النواب لا يكتفي بفضح الأسس الفاسدة التي قامت عليها (امة/دولة) الاستبداد، بل يتجاوز ذلك إلى التأسيس لخطاب ثوري يرى أن الخراب الذي يستهدف الأنظمة الجائرة ليس مجرد دمار، بل هو ضرورة لإعادة البناء على أسس الحق والعدالة. فهنا يتجاوز النواب الخطاب التقليدي، ويضعنا أمام رؤية ثورية شاملة تحطم فكرة الحفاظ على الهياكل الفاسدة باسم "الاستقرار" فمن الذي صدق؟ او علي حد تعبير دافوري الحرب – (المعامله كيف)! وفي هذا السياق، نجد أن الأدب السوداني لم يكن بمعزل عن هذه الروح الثورية، يردد الثوار شعار البناء: !"سودان جديد يتقدم سودان قديم يتحطم"
إن هذا الربط بين القديم والجديد يشير إلى استحالة ترميم وطن قائم على نظام متهالك وقمعي، وهو ما يسعى الدكتور عبد الله علي إبراهيم لتسويقه تحت ذريعة حماية الدولة والاستقرار. ولكن ما هي الدولة إن كانت مجرد آلة لقمع الشعوب؟
في الأدب الأفريقي، يمكننا أن نجد أصداء لهذه الفكرة لدى شينوا أتشيبي في روايته "الأشياء تتداعى"، حيث يتحدث عن انهيار النظام التقليدي أمام غزو القوى الاستعمارية، وعن ضرورة هدم الهياكل القديمة لبناء مجتمع أكثر عدلاً. وكذلك نغوجي واثيونغو في "النهر الفاصل"، حيث ناقش الصراع بين النخب المستفيدة من النظام الاستعماري والشعب الذي يدفع ثمن القمع والاستبداد. أما جورج أورويل، ففي "1984"، يكشف لنا كيف تتحول الدولة إلى آلة للقمع، تتستر خلف شعارات الشرعية والأمن والاستقرار. أورويل يتحدث عن دولة تمارس العنف كأداة للبقاء و.. "الاستقرار"، وهو ما ينطبق على السودان حيث تحولت الدولة إلى بنية بوليسية تحمي مصالح النخب تحت ذريعة "الوطنية" وفي أعمال كورت فونيجت، خصوصاً في روايته "المسلخ رقم 5"، نرى كيف يتحول الخراب إلى فرصة لإعادة التفكير في بنية المجتمع ومراجعة التاريخ الرسمي، وهو ما يحتاجه السودان اليوم... وتاسيس السياسي هو البداية لهدم مايجب هدمه لأجل بناء منصف لكل السودانيين.
إن خطاب الدكتور عبد الله لا يتجاوز كونه محاولة لحماية نظام قديم يحتضر، بينما يتجاوز خطاب النواب وواثيونغو وأورويل وفونيجت هذا النفاق الأيديولوجي، ويضعنا أمام الحقيقة العارية: التغيير الجذري هو السبيل الوحيد لبناء سودان جديد، على أنقاض دولة لم تكن يوماً أكثر من آلة قمعية بيد النخب الفاسدة.
ثالثاً: الأسس الفكرية لتحالف تأسيس ودعوات السودان الجديد: بينما يحاول د. ع ع إبراهيم "متفهلوا" النيل من مشروع السودان الجديد وتحالف "تأسيس" بوصفه مشروعاً تدميرياً للدولة السودانية، فإن الحقيقة تكمن في أن ما يدعو إليه التحالف هو إعادة بناء الدولة على أسس جديدة تتجاوز الإصلاحات السطحية لتصل إلى جذور الأزمة السودانية، وتقوم على العدالة التاريخية التي تتضمن العدالة الانتقالية وتتجاوزها، العلمانية كإطار جامع للتعددية الدينية، وحق تقرير المصير كآلية لإنصاف المناطق المهمشة وتأكيد للوحدة الطوعية باشتراط (حسن سير وسلوك) للنخب ان لا تستمر في الاحتيال! وهنا، يتجلى الفارق بين فكر النخبة القديمة التي يمثلها الدكتور ع ع إبراهيم، وفكر القوى الثورية الجديدة. فالأولى تدافع عن بقاء الدولة على حالها، مع بعض الإصلاحات التجميلية التي لا تمس جوهر بنية السلطة، حتى وإن كان ذلك على حساب الشعب. بينما تدعو الثانية إلى إعتماد عقد اجتماعي جديد يقوم على مبدأ السيادة الشعبية، ورفض كافة أشكال القمع والهيمنة إن ما يحاول د. عبد الله علي إبراهيم تسويقه ليس سوى نسخة مكررة من خطاب النخب المحافظة التي تريد الحفاظ على الوضع الراهن بحجة الاستقرار والشرعية، متجاهلاً أن الشرعية لا تُستمد من القمع بل من رضا الشعب. وفي هذا السياق، نستحضر مقولة الفيلسوف الإيطالي أنطونيو غرامشي: "الأزمة تَكْمُن في أن القديم يحتضر والجديد لم يولد بعد، وفي هذا الفراغ تظهر أعراض مرضية كثيرة".... إن ما نراه اليوم في السودان هو أعراض مرضية لبنية دولة ولدت في 1956 ولم تحقق مشروع الدولة القومية؛ بل تحولت إلى أداة قمع مركزية تعيد إنتاج الامتيازات الدينية، الجهوية الطبقية والإثنية. إن تحالف "تأسيس" لا يسعى إلى هدم الدولة هكذا، وتركها أشلاء والانصراف بل إلى إعادة بنائها وفق رؤية جديدة تتجاوز الشرعية المزيفة التي يتشدق بها د. عبد الله علي إبراهيم وغيره من النخب الفاشلة. وفي هذا السياق، نستذكر مقولة فرانز فانون: "عندما تتوقف النخبة عن فهم مطالب الجماهير، تصبح الدولة مجرد أداة قمعية". فانون كان يشير إلى النخب الأفريقية التي ورثت الدولة الاستعمارية وأعادت إنتاج بنيتها عبر متعلميها، وهو ما يحدث في السودان حيث يصر د. عبد الله على الحفاظ على بنية الدولة دون مساءلة جوهرها القمعي! الفيلسوف الأمريكي جون رولز، فقد أكد في نظريته "العدالة كإنصاف" أن شرعية أي دولة تتأسس على قدرتها في تحقيق العدالة الاجتماعية وتوزيع الثروة بشكل عادل. وفي الحالة السودانية، أين هي العدالة في دولة تسيطر فيها النخب العسكرية والسياسية على الثروات وتستخدم العنف كأداة للهيمنة؟ وفي السياق ذاته، راي جورج أورويل: "كل الدعاية الحربية، كل الصرخات والكذب والكراهية، تأتي دائماً من أشخاص لا يقاتلون". إن خطاب د. ع ع إبراهيم هو خطاب النخب التي تروج لخطاب "الوحدة الوطنية" و"الاستقرار"، بينما يقبعون في أبراجهم العاجية، بعيداً عن معاناة الشعب في دارفور، جبال النوبة، والنيل الأزرق واحزمة المدن النيلية السوداء! لذلك، فإن تحالف "تأسيس" ليس مجرد مشروع سياسي، بل هو مشروع فكري وثوري يسعى إلى قلب المعادلة وإعادة بناء الدولة السودانية على أسس جديدة، حيث تكون السيادة للشعب والسلطة خادمة له، وليست أداة لقمعه. هذه الدولة الجديدة لا تقوم على شرعية العنف، بل على شرعية العقد الاجتماعي والعدالة التاريخية التي لا يمكن للدكتور عبد الله علي إبراهيم وأمثاله إنكارها أو الالتفاف حولها.
أخيرا: إن خطاب د. عبد الله علي إبراهيم ليس سوى محاولة يائسة لإعادة إحياء جثة دولة لفظها الشعب السوداني منذ عقود. وبينما يتحدث الدكتور عن "الاستقرار" بوصفه غاية سامية، فتحالف تاسيس يتحدث عن العدالة، والكرامة، والمواطنة الحقة بوصفها شروطاً أساسية لتحقيق استقرار حقيقي مستدام. إن خطاب الدكتور عبد الله هو خطاب يُمَجِّد "الاستقرار" القائم على القمع والإقصاء، بينما يتغافل عن حقيقة أن هذا الاستقرار هو قيدٌ يقمع الإبداع، ويخنق التغيير، ويعيد إنتاج نفس بنية الظلم والعنف البنيوي، ويجب هدمه وبناء البديل. لقد أشار عالم النفس الاجتماعي إريك فروم في كتابه "الخوف من الحرية" إلى أن الأفراد قد يتبنون مواقف محافظة، حتى وإن كانت ظالمة، بدافع الخوف من المجهول والرغبة في التمسك بالمألوف. إن هؤلاء الأفراد يفضلون التماهي مع السلطة، حتى لو كانت قمعية، لأن السلطة تمنحهم شعوراً زائفاً بالأمان. وفي حالة د. عبد الله علي إبراهيم، نجد هذا الخوف متجسداً في خطابه؛ فهو يستدعي أشباح الماضي كوسيلة لتبرير الحاضر وتخويف الناس من المستقبل.. ومن الناحية التاريخية، نجد أن الأنظمة التي تشبثت بالاستقرار على حساب العدالة قد انهارت تماماً. فالنظام الملكي الفرنسي قبل الثورة الفرنسية كان نموذجاً للاستقرار القائم على القمع. كذلك، الاتحاد السوفيتي كان مثالاً على الاستقرار الذي خنق الإبداع والفكر الحر حتى انهار تحت وطأة الجمود والقمع. وفي السودان، يمثل خطاب د. عبد الله امتداداً لخطاب النخب التي تستغل مفهوم "الاستقرار" كغطاء لتبرير القمع وإعادة إنتاج الامتيازات الطبقية والإثنية. إن هذا الصراع بين القديم والجديد لا يعبر عن معركة بين الأجيال فحسب، بل هو صراع فكري عميق يتجاوز السودان إلى مجمل القضايا المتعلقة بالاستبداد والعدالة والتحرر من منظومات الهيمنة. ففي حين يستميت خطاب الدكتور في الدفاع عن دولة عفا عليها الزمن، فإن تحالف "تأسيس" يحمل بين طياته مشروعاً تحررياً يتجاوز خطاب "الاستقرار" إلى خطاب العدالة، الانصاف والتحرر. إن مشروع السودان الجديد المعبر عنه في تحالف تأسيس ليس مشروعاً سياسياً فحسب، بل هو مشروع اجتماعي وثقافي وأخلاقي يسعى إلى إعادة تأسيس عقد اجتماعي جديد، تتأسس عليه دولة حديثة تقوم على أسس العدالة الاجتماعية والسيادة الشعبية واحترام حقوق الإنسان-وعدم الإفلات من العقاب. وهو مشروع يستند إلى الإبداع والابتكار، ويرفض قيد "الاستقرار" بوصفه وسيلة لتجميد المجتمع في حالة موت سريري. ومن هنا، فإن الخطاب الذي يتبناه د. عبد الله علي إبراهيم ليس سوى دعوة للجمود والخنوع، بينما الخطاب الثوري لتحالف "تأسيس" هو دعوة للانعتاق والنهضة والتحرر. إنها لحظة فاصلة بين الماضي الذي يحتضر والمستقبل الذي ينتظر، وبينما يحاول الدكتور ربط السودان بجثة ماضوية متحللة، فإن القوى الثورية تسعى لبناء وطن جديد على أنقاض الاستبداد، وطنٌ يقوم على العدالة التاريخية، والعقد الاجتماعي الجديد، والإبداع الذي يعيد تشكيل الوعي السوداني ويرسخ أسس السودان الجديد، والأيام دول!
النضال مستمر والنصر اكيد
(أدوات البحث التقليدية والإليكترونية الحديثة استخدمت في هذه السلسلة من المقالات)
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة