|
الي جنات الخلد يا مراد كتبه ابومحمد ابوآمنة
|
06:25 PM May, 19 2025 سودانيز اون لاين ابومحمد ابوآمنة-السودان مكتبتى رابط مختصر
كان ذلك عام 1953 عندما تلاقينا في مدرسة حنتوب الثانوية لأول مرة, حضرت انت من ود مدني وانا من بورتسودان, وكان حينذاك الناظر مستر براون في اخر سنة له. وعلي مر السنين توطدت العلاقة بيننا.
وتلاقينا مرة اخري في جامعة مارتن لوثربمدينة هالا بألمانيا الديموقراطية.
لقد انضممت لمؤتمر الطلبة ورابطة الطلاب الشيوعيين وانت لا زلت في السنين الاولي بحنتوب, فكنت نعم التشريف والاضافة للتنظيمين.
ومنذ ذلك الوقت ظللت وفيا لمبادئك حتي مماتك. لقد تعرضت لسجون الإنقاذ وبيوت اشباحها وتعذيبها ومطارداتها, وما زادك ذلك الا صلابة فوق صلابة.
استضافتك سجون السودان ككوبروشاليه وبورتسودان وسواكن. اذكر حتي اللحظة عندما كنت احضر لزياتك اثناء وجودك بسجن بورتسودان كانت الابتسامة لا تفارقك, والامل ,والتفاؤل بالغد المشرق.
القوي الديموقراطية العالمية كانت تقف معكم وانتم في السجون وتسعي للضغط لاطلاق سراحكم, وعند حضور مناديب منها للخرطوم لزيارتكم في كوبر, كانت السلطة الاجرامية تحولكم الي سجن شاليه او سواكن وتقول دون حياء ان سجون السودان خالية من المعتقلين السياسيين.
هل تذكر رفاق لك بعث بهم اتحاد عمال السودان للدراسة الي جمهورية المانيا الديموقراطية؟ انا اذكر منهم عبد الوهاب إبراهيم, مصطفي إبراهيم, أنور سعد, محمد احمد حمد, أبو القاسم محمد, فيصل إبراهيم, منهم من ثبت علي المبادئ وواصل, ومنهم من لم يستطع ولان, اما انت فكنت كما عهدناك رافعا للراية عاليا حتي مماتك رغم الصعاب الجمة التي واجهتك.
عندما قدمت لمعهد التاريخ بجامعة مارتن لوثربمدينة هالا وقدمت بحثك القيم عن الثورة المهدية كان المعهد فخورا بك وبذاك البحث القيم الذي قدم تحليلا علميا للثورة المهدية.
ليت الرفاق يقومون بترجمة هذا البحث حتي تعم الفائدة.
حياتك كانت مليئة بالنضال والتضحيات وصارت رمزا للثبوت علي المبادئ.
اني اتوسل للمولي ان يدخلك الفردوس الاعلي مع رفاق الدرب وقادة الحزب والناس الطيبين.
|
|
 
|
|
|
|