(١) في سنوات العتمة الكيزانية كان الظلم مقيماً بحق أبناء الهامش السوداني و خاصة في غربه و جنوبه ؛ أتخذت من الامارات منفاً إختياراً . حيث وهبني ربي بمأوى في ضاحية يسكنها المواطنون الاماراتيون ، (البيت الذي بشأنه تلقيت تهنئة من قبل الاخ الفريق ضاحي خلفان ، مدير جهاز الأمن و الشرطة بإمارة دبي) - ذلك كان يعكس سماحة أهل البلد عندما كانوا على دين والدهم حكيم العرب زايد بن سلطان( رحمه الله رب السودانيين و اليمنيين و الفلسطينيين و الجزائريين)، و الآخرين من من طالتهم يد العبث الظبياني.
(٢) مثلت لي الامارات الحضن الدافئ عندما كان جهاز أمن البشير يحتل منزلي المتواضع شرقي مطار الخرطوم لما يقارب العقد من الزمان. ثم جاء أمر السماء بذهاب البشير و أعوانه. حلمنا بالعودة الي أغصاننا مع الآخرين من شركاء الارض و سماء السودان لنعمل معاً لإرجاعه الي المسار الذي يستحق بين بلدان الكوكب الذي نحن فيه .
لكن أمارات الخير التي طالما أحببناها يوماً ؛ أصبحت أكبر عائق لأشواق بنات و أبناء السودان نحو وطن يسوده الإخاء و الرخاء و النماء. ليبدأ بيننا فصل جديد من فصول العلاقة . إنها علاقة العداوة المطلقة. فغادرتها في وقت مبكر دون أدنى إكتراث لأكوام الأسمنت هناك و التي لا تسوي قيمة شبر واحد من تراب بلادي المروي بدماء أجدادي من قبل و أحبابي اليوم .
(٣) من الواضح أن لكابينة قيادتنا الحالية في السودان رأي حول الأعراف الدبلوماسية المتعارف عليها دوليا منذ أن عرفت البشرية لفظ (السفير) ؛ و الا كيف يستقيم عقلا أن تقطع الدولة علاقتها الدبلوماسية بالامارات العربية في الوقت الذي فيه تصدر الذهب السوداني الي السوق الاماراتي ليكون معيناً لها في الحرب التي تفرضها علينا بمرتزقة عرب شتات الغرب الافريقي ؟ بل لماذا لا يكون القرار بتوقيع رئيس مجلس السيادة بدلا عن مجلس الدفاع و الامن ؟
(٤) من غرائب عشق الأوطان ؛ أن نصبح نحن ضحايا النظام السابق في خندق واحد مع الأتباع السابقين لذلك النظام في الحرب الوجودية التي يخوضها شعبنا للدفاع عن وحدة تراب بلادنا و صون كرامة أمتنا. فكان التلاحم دون النظر إلى الوراء. لذا يصطف أفراد جيشنا و قواتنا المشتركة و دروعنا و وحدتنا الخاصة و البراؤون مع المستنفرين ليبقوا على خارطة بلادنا ضمن جغرافيا هذا الكون. أنه الوطن الذي لا يقبل القسمه.
(٥) سياسات الإقصاء و التهميش في التوظيف و خاصة في السلك الدبلوماسي و التي سادت منذ قبيل الاستقلال حتى تاريخ يومنا هذا هي التي اقعدتنا عن التعاطي بمهنية مع قضايا الأقليم و العالم ؛ منها الخسارة المؤقتة لقضيتنا العادلة ضد الامارات أمام المحكمة الدولية قبل أيام . لكن لن تستطيع أي قوى في الارض تركيع السودان، ناهيك عن كيان تركيبي مثل الامارات. الا ان أكثر ما أخشاه هو الحرب الإعلامية التي تشنها علينا إمارة أبوظبي بأصوات بعض أبناء جلدتنا الذين يحملون في الأصل جينات الارتزاق . أبوظبي تقف وراء حملة العنصرية الشعواء و التي يقودها أمثال الاخ عمسيب و غيره ضد أبناء الوطن.
الخطاب المقيت و الذي ينفثه عمسيب و من هم على شاكلته اذا ما قوبل بخطاب مماثل هو ما يصيبنا في المقتل، لكن هيهات..!! سيظل شبابنا ك بنيان مرصوص في معركتنا الوجودية.
نحن أمة واحدة و على قلب رجل واحد. المجد لشعبنا و لجيشنا و لقواتنا المشتركة و للدروع و لوحداتنا الخاصة و للمستنفرين المجاهدين الاوفياء.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة