لقد كشفت الحرب الأخيرة، التي أشعل فتيلها مجرم الحرب البرهان، أنها كذبة كبرى إنطلت على الرجرجة والدهماء. هذه المؤسسة هي في الواقع النكبة الكبرى في تاريخ السودان. يدخلها الناس أحراراً وتخرجهم عبيداً، والعبيد لا يستطيعون أن يحرروا إرادتهم، ناهيك عن تحرير إرادة الشعب السوداني. هذه المؤسسة مهمتها تدجين الرجال للقيام بأعمال العبيد، فقط لا غير. سلوك قادة هذه المؤسسة لا يشبه سلوك وثقافة الشعب السوداني، الذي عُرِفَ بالعزة والنخوة والمروءة. ما يُسمى بالجيش السوداني ليس إلا مؤسسة تحطيم لنضالات الشعب، وليس جيشًا يدافع عن الوطن. تاريخ هذه المؤسسة مخزي إلى أبعد الحدود، إذ دمر قيم المجتمع السوداني، وأعاق تطوره، وحال دون بناء دولة القانون والمؤسسات. منذ تأسيسها، لم تدخل هذه المؤسسة حربًا خارجية لصالح السودان، بل ظلت أداة لتدمير إرادة الشعب، ولم تحرر أي أرض سودانية محتلة. والدليل على ذلك هو إستمرار إحتلال حلايب وشلاتين، والأمر الأكثر إحباطاً هو أن قائدها، مجرم الحرب البرهان، بعد ثورة ديسمبر المجيدة، قام بزيارة إلى المقهورة وأدى التحية لمن يحتل شلاتين وحلايب. هل هناك خزي وعار أعظم من ذلك؟ إن هذه المؤسسة ليست سوى أداة للهدم والدمار، وظيفتها خدمة أعداء الوطن، وتعمل كحصان طروادة لهم، بدلًا من أن تكون درعا للوطن. أصبحت أداة هدم من الداخل، يقودها أباطرة الفساد والاستبداد، وجواسيس في يد المخابرات العالمية. أجدادنا الأبطال حرروا السودان من الاستعمار، لكن هؤلاء الذين يُفترض أن يحموه خانوه وفّرغوه من محتواه الوطني، وحولوه إلى ساحة للخراب والدمار.لذلك، نوجه رسالة لكل أبناء وبنات السودان: أمامكم خيار واحد، وهو التصدي لهذه المافيا المجرمة، التي تتعاون مع الانتهازيين والطامعين في موارد بلدنا، وإعادة بناء وطننا على أسس العدالة والكرامة الوطنية. لن يستقيم الأمر إلا بالعمل على هزيمة هذه القوى الظلامية العميلة، وإعادة السودان إلى مساره الوطني الصحيح.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة