منذ مجيئها للحكم عبر فوهة البندقية استمرأت منظومة حكم الإخوان – الحركة الإسلامية، السباحة عكس تيار العرف الدبلوماسي، فابتدعت ظاهرة شريرة أسماها ظرفاء المدينة "ديك الصباح"، وهو مقدم بالجيش الإخواني فتحت له نوافذ هواء البث المباشر بالهيئة القومية للإذاعة والتلفزيون، ليكيل السباب النابي للرؤساء والملوك والحكام العرب والعجم، اشتكى منه وزير خارجيتهم الأول بعد الانقلاب ذو الخلفية الاتحادية الدكتور حسين أبو صالح، الذي كان دائماً ما يصدم بالخطاب العدائي غير المبرر من حكومته، وهو بمعية أصحاب الفخامة الذين يكال بحقهم السباب، تطور الحمق الإخواني حتى تولى حقيبة الخارجية المخطط الأول لعملية اغتيال الرئيس المصري الأسبق، ففي عصر الظلام الإخواني صار العمل الدبلوماسي نشاط عسكري ومخابراتي من الدرجة الأولى، وأصبحت السفارات والقنصليات حول العالم مصدر رعب وإرهاب للمغتربين والمهاجرين، وأمسى الذاهب لإحدى هذه المؤسسات الخارجية مثل الثور الذي يقاوم دخول المقصب، فكم من وطني شريف حرم الحق المدني في حمل الوثيقة التي تحمل شعار بلاده، وهنالك العديد ممن ابتزوا بأبسط حقوقهم الدستورية، فأجبروا على دفع الرشاوى حتى يحافظوا على استقرارهم العائلي، ويكفي دليلاً على انهيار الدبلوماسية السودانية أن اعتلى عرشها في عصر الظلام الإرهابي الذي يقود الحرب الآن ضد الشعب السوداني. لأول مرة في تاريخ السودان يرفض أحد السفراء الإذعان لتعليمات سلطة مغتصبة أمرته بتسليم مفاتيح السفارة، الموقف النبيل الذي يجب أن يحذو حذوه كل سفير وقنصل شريف بسفارات وقنصليات السودان في جميع انحاء المعمورة، السلوك الذي يعد أصدق مؤشر على وصول الجماعة الإخوانية في السودان إلى حضيض الخطيئة، وكان لابد أن تكون نهاية العصابة الإرهابية المختطفة لمؤسسات الدولة، تمرد جميع المؤسسات عليها وخاصة التابعة لوزارة الخارجية، وهي نهاية بديهية لجماعة متطرفة لا تؤمن بالأعراف الدولية، سلكها الدبلوماسي يمارس الأعمال الإجرامية مثل فضيحة نقل الأسلحة والذخائر والتجارة غير المشروعة، والإتجار بالبشر عياناً بياناً عبر مشروع لا أخلاقي اطلقوا عليه اسم (جهاد النكاح)، ذلك العمل الشيطاني الذي لا يقل شراً من مردودات جرائم الدعارة، وهو إغواء وتسفير الفتيات السودانيات لإمتاع (جند الله الميامين) بسوريا والعراق، ومن مبكيات ومضحكات هذا المشروع النجس أن ابنة وزير الخارجية الإخواني الأسبق، كانت ضمن كوكبة المجاهدات نكاحاً، إنّ ما فعلته الجبهة الإسلامية – الإخوان – الحركة الإسلامية بالسودانيات والسودانيين، لا يمت إلى تعاليم الأديان السماوية بصلة، وكفى شراً أن أوصلت البلاد إلى حرب ضروس ما زالت تأكل الأخضر واليابس، إنّ ثأر الشعب السوداني من هذه العصابة المجرمة لن تحده حدود بورتسودان. المتوقع مع بشريات إعلان حكومة السلام والوحدة أن يتواصل مسلسل تمرد السفارات والقنصليات تباعاً، والدافع لذلك هو استمرار هذه المؤسسات في لعب أدوار لا تخدم وقف الحرب وتحقيق السلام، فهي مؤسسات مختطفة من جماعة الإخوان، ومحشوة بكادر أمني لا يتورع في ارتكاب كل ما من شأنه تزويد كتائبهم المشعلة للحرب بالسلاح، فالعمل القنصلي في ظل حكم عصابة الحركة الإسلامية أصبح مهدداً للأمن والسلم الإقليميين، وكنس وتنظيف هذه الواجهات الخارجية من عبث المتطرفين واجب وطني، تمليه ضرورة الخلاص من أس بلاء السودان، المتمثل في هذا التنظيم الاخطبوط المتفرع والمرتبط بحركات ومنظمات إرهابية لا تدعم الاستقرار في المنطقة، لقد دفع السودانيون ثمناً باهظاً لاستئصال هذه الخلايا السرطانية من جسد الوطن والمواطن، باستغلال العلاقات الخارجية في تسميم الأجواء المهيئة لمستقبل أفضل للبلاد، والارتباط والتعامل مع الجهات المشبوهة ذات السجلات الذاخرة بإشعال الحروب، وارتكاب جرائم الإرهاب والإبادة الجماعية، وحقبة رجل الأعمال الرئيس الأمريكي الجديد ستشهد اتجاهاً نحو النمو والازدهار الاقتصادي العالمي، الذي لا مكان فيه للإرهاب والتطرف والأصولية، فانسياب المصالح الدولية لا يستكمل إلّا بعمل دبلوماسي يغلب كفة الحوار بين الشعوب، ويدعم تبادل المصالح الاقتصادية والثقافية، وهذا لن يتم إلّا بتحرير السلك الدبلوماسي من قبضة الإخوان.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة