مرارة المعرفة في زمن الخراب- صرخة المثقف السوداني بين الخوف والخيانة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-14-2025, 10:44 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-17-2025, 09:05 PM

زهير ابو الزهراء
<aزهير ابو الزهراء
تاريخ التسجيل: 08-23-2021
مجموع المشاركات: 11796

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
مرارة المعرفة في زمن الخراب- صرخة المثقف السوداني بين الخوف والخيانة

    09:05 PM May, 17 2025

    سودانيز اون لاين
    زهير ابو الزهراء-السودان
    مكتبتى
    رابط مختصر




    في زمن الخراب، حين تُغتال القيم في وضح النهار، وتُدفن الحقيقة تحت أنقاض الحرب، يتوارى المثقف السوداني خلف ستائر الخوف أو يُجبر على الرقص في مواكب الطوائف والولاءات الضيقة، وكأن الوطن بات زريبة قَبَلية تُدار بالولاء لا بالكفاءة
    وبالعُرف لا بالعقل.
    لقد انقلبت الوظائف العليا إلى غنائم، والشرعية إلى أداة ابتزاز، وأُقحم المثقف بين مطرقة الانتماء وسندان الصمت. فمن أراد أن ينجو، لبس عباءة القبيلة، ومن أراد أن يُسمع، باع صوته لسوقٍ لا يقرأ. أما من تمسّك بضميره، فهو بين التهديد والتهميش والخذلان.
    ليس هذا زمن الأسئلة الكبرى، يقولون، بل زمن "البراغماتية"، زمن أن تحفظ رأسك، وأن تُطأطئ لهاجس البقاء، وأن لا تتحدث عن الحق والعدل والمساواة… كلمات قديمة أكلها الغبار في كتب المدارس القديمة.
    فكيف للمثقف أن يكتب عن الحرية، وذاته أسيرة؟ كيف له أن يحلم بوطن معافى، وهو جزء من مرضه؟ وكيف له أن يبني رؤية، وهو لا يستطيع أن ينظر في عينيّ الجائع؟!
    لقد صار بعض المثقفين حُماة للاستبداد، لا بمدافعهم، بل بصمتهم، بتجميل القبح، بتسويق الخوف على أنه "حكمة"، وبتبرير الفساد على أنه "حنكة سياسية". إنهم أولئك الذين يقايضون الصدق بمكانة، والشجاعة بمنصب
    ويتحدثون عن "المصلحة الوطنية" بلغة لا علاقة لها بالوطن.
    وفي المقابل، يقف آخرون منفيّون في الداخل، يتجرّعون مراراتهم بلا منابر، بلا دعم، بلا حماية. يكتبون ويُسجنون، يتكلمون ويُخونون، ولكنهم لا يسكتون… لأنهم يعرفون أن الصمت خيانة، وأن المثقف حين يتخلى عن وجعه لصالح الراحة
    يصبح شاهد زور على خراب بلاده.

    نعم، نبحث عن ترياق، لا عن مُسكن يطيل أمد الانتظار.
    نبحث عن مثقف يحفر الكلمات كما تُحفر الآبار في الصحارى، لا عن مهرج يصفّق لمنصب أو يُهدهد نظامًا.
    نبحث عن من يملك جرأة الأسئلة لا عن من يبيعنا أجوبة ملوّثة بالخوف والتواطؤ.

    أيها المثقف السوداني… لا تكن ظلًّا باهتًا في مشهدٍ دامٍ، كن نارًا تشقّ الظلمة، وكن ضميرًا يستعصي على المساومة. الوطن لا ينتظر من يحفظ الكتب، بل من يصنع التاريخ.























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de