هل نشهد موقفا موحدا من قادة هذه الدول يصب في مصلحة الخليج ودول المنطقة؟ المشاريع الإستثمارية التي وقعت بين دول الخليج الثلاث المملكة العربية السعودية وقطر ودولة الإمارات العربية المتحدة وأمريكا تقدر بملايين المليارات، وهو مؤشر إيجابي يشي بوعي مبشر بضرورة التفكير في المستقبل من خلال تبني إقتصاد المعرفة. لكن السؤال الذي يطرح نفسه: هل سنشهد موقفا واضحا يتجلى في التصدي الحاسم لعبث جماعات الإسلام السياسي، التي أدت إلى نتائج مأساوية في كل من السودان وغزة؟ هل سنشهد موقفا واضحا وجادا من قادة هذه الدول يعزز ما جاء في خطاباتهم ووعودهم، ويعمل على وضع حد للكارثة التي سببها تنظيم الإخوان المسلمين المعروف بـ"الكيزان"، أم ستظل تلك التصريحات حبراً على ورق، ووعودًا فارغة لا تُترجم إلى أفعال ملموسة؟ إن إستقرار المنطقة وتوفير بيئة مناسبة للإستثمار يتطلبان مواجهة حاسمة لقوى الظلام والتطرف، التي تعرقل جهود التنمية وتغذي النزاعات، خاصة في السودان، حيث تسببت الصراعات في أسوأ كارثة إنسانية في المنطقة. مصلحة الخليج الحقيقية تكمن في التصدي الفعلي لعبث الجماعات الإرهابية والمتطرفة، التي تجد الدعم من قوى إقليمية مثل تركيا وإيران، التي تسعى للتمدد من خلال هذه التنظيمات الظلامية. تحقيق السلام يوفر بيئة آمنة ومستقرة تفتح أبواب الإستثمار والتنمية، التي تعزز من الإستقرار السياسي والإزدهار الإقتصادي والرفاه الإجتماعي، وتجنب المنطقة مزيداً من الحروب والكوارث. الأيام القادمة ستكشف مدى جدية قادة الخليج، لاسيما قادة الدول الثلاث في ترجمة وعودهم إلى خطوات عملية، تضع مصلحة شعوب المنطقة فوق كل إعتبار، وتعيد الثقة في قدرتهم على قيادة مسيرة السلام والأمن والإستقرار والتنمية في دولهم، والمنطقة، وبقية دول العالم.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة