* كلما وجهتُ نقدا للبرهان، خرج مؤيدو الحرب وبعض السذج صائحين وكأنهم وجدوا أخيرا الدليل على اتهامهم الخائب لنا بالعمالة للامارات والدعم السريع: "لماذا لا تنتقد حميدتي كما تفعل مع البرهان؟!"، وكأنهم لم يقرأوا حرفًا مما كتبناه طيلة السنوات الماضية، أو أنهم غرقوا في النوم كأهل الكهف، ثم استيقظوا فجأة ليكتشفوا أن هناك مجرمًا يُدعى "محمد حمدان دقلو"، ظهر للتو في المشهد السياسي، بعد ان كانوا يؤلهونه ويركعون تحت قدميه طمعا في المال المنهوب من وجع الشعب !
* الرد على هؤلاء ابسط مما يظنون، فمنذ أن قفز المجرم "حميدتي" إلى الساحة عبر بوابة الدم والخراب في دارفور تحت رعاية السفاح "عمر البشير"، ونحن لا نكف عن انتقاده ووصفه بما يستحقه من صفات: مجرم، قاتل، سفاح، مرتزق، وذراع قذرة لنظام اكثر قذارة خلقه وسلّطه على رقاب العباد، ومكّنه من الفتك بالناس والبلاد!
* لقد ظللنا منذ أكثر من عشرين عامًا نكتب عن هذا المجرم، ونحذِّر، ونكشف، ونُدين، ونطالب بمحاكمته ومحاسبته هو ومَن صنعه، ومَن حماه وساعده وغطّى على جرائمه، وكل ذلك موثّق في الصحف والمواقع الإلكترونية، في السودان وخارجه، ومَن شاء فليُراجع الأرشيف أو يلجأ إلى (قوقل) ليعرف مَن الذي ظلّ يجلد هذا المجرم بسياط الكلمة دون توقّف، ونالنا مِن ذلك ما نالنا مِن أذى لا نَمنُ به على أحد!
* موقفنا من "حميدتي" لم يتبدل يوماً، ولم نتهاون معه أو نسكت عن ذكره كما فعل غيرنا، بل كنا مِن أوائل مَن قالوا "حميدتي مجرم حرب يجب أن يُحاكم"، ومِن أكثر مَن رددوا مع الثوار الهتاف الأشهر "العسكر للثكنات والجنجويد ينحل!"، وطالبنا بتقديمه وكل المجرمين الى العدالة.
* قلناها ألف مرة وسنظل نقولها: قوات الدعم السريع مليشيا مرتزقة، لا شرعية لها ولا أخلاق، ووجودها خطر على السودان، وجرائمها مدوّنة في دماء الضحايا لا على صفحات الجرائد فقط، ولقد ثبت للجميع صحة ما قلناه وطالبنا به!
* ولكن لماذا لا نُكثر الآن من الحديث عن "حميدتي"، كما نفعل مع "البرهان"، هل نهدر الوقت في إعادة ما هو معلوم بالضرورة؟! فالجرائم معروفة، والسفاح معروف، وهو امر لا يحتاج لشرح أو توضيح، وما نقوله عنه وعن قواته من باب البديهيات، ولا يستحق قيمة الحبر الذي يُدلق في الهجوم عليه، فالناس تعرف وتُدرك وتفهم ، ورغم ذلك لم نسكت عن جرائمه، ولكن بعض الذين يقرؤون ما نكتب يقرؤونه بعين السخط ويريدون لنا أن ننخرط في التحريض على الحرب مثلما يفعلون، ولو ذهب كل الشعب الى الجحيم، ويتهموننا بالعمالة والخيانة إن لم نفعل !
* أما "البرهان"، فأمره مختلف، حيث لم يأتِ من الخلاء ممتطيا ظهر جرائمه التي لم يكن يعرفها الناس حينذاك بل جاء بلباس الدولة، ووقف أمام الجماهير، وأقسم باسم الثورة، ولبس عباءة الشهداء، فوثق به الناس وسلموه مفاتيح البلد... ثم خانهم!
* خان الشهداء، خان الأمهات، خان الأمل، وسلّم البلاد على طبق من دم للحركة الإسلامية المجرمة التي لفظها الشعب في 2019، فعاد بها إلى الحكم على أشلاء القتلى ودموع الأمهات، وأدخلنا في نفق لا ضوء فيه ولا نهاية، ولا رائحة فيه إلا رائحة الموت والخيانة.
* البرهان ليس مجرمًا فقط، بل خائن! خائن لقَسَمه، خائن للشعب، خائن للتاريخ، والخيانة أعظم من اي جريمة، لأنها تتنكر في ثوب الأمانة وتطعن من الخلف !
* لذلك نكثر من انتقاد "البرهان" ونلاحقه أينما ذهب وحلَّ، ليس لاننا عملاء لـ"حميدتي" او لان "حميدتي" افضل منه، فكلاهما مجرم اسوأ من الآخر، بل لأنه استغل ثقة الشعب، وخانها، وأعاد الكيزان من مزبلة التاريخ ليجثموا فوق صدر الشعب، ولأنه يعتقد واهمًا أنه يستطيع أن يحكم هذا البلد ويقضي على الثورة بالقوة والحديد والنار!
* سنظل نلاحق "البرهان" ومَن معه ومَن سانده ومَن حرّضه، حتى يذهب الى مزبلة التاريخ ويعود السودان لأهله، أو يقضي الله أمرًا كان مفعولا !
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة