لقد عملت فى المهنتين المحاماه والقضاء كمعظمنا فى هذا القروب ( قروب القضاة السابقين ) ولكنى تمتعت بالعمل فى مهنة القضاء اكثر من المحاماه وكنت احمل معى ملفات القضايا لمنزلى وكانى احمل معى كتب وروايات وحكاوى ممتعه وكنت أتمتع بسماع الدعوى وقراءة الملفات واتخاذ القرار وانا ارقد فى حوش منزلنا الواسع فى الثوره الحاره ١٣ فى الزمن الجميل بأمدرمان . وهناك قضايا كنت أتمتع بها كتمتعى بالمسلسلات المصريه فى الزمن الجميل فاستمتع بها متعه بلا حدود و كنت لا اعانى اطلاقاً من الحيره فى اتخاذ القرار فقد كانت الوقائع تقود بسهوله للقرار الصحيح العادل فيرتاح الضمير وطوال عملى فى السلطه القضائيه لم اعانى من حيره اطلاقاً فى اتخاذ القرار السليم ولكن حقيقه لم اجد هذه الراحه فى المحاماه التى لم اعمل فيها كثيرا وبصراحه لم احبها كعشيقتى الفضائيه ولازلت اتذكر ايام رمضان التى كنا نقبل فى المحاكم و نقضى وقتنا من الصبح حتى المساء فى المحكمه فى امدرمان ( الاوسط والمهديه والشمالى ) وكانت امتع الايام فى حياتى وكنا بعد انتهاء الدوام نجمع ماتحوى الترابيز من ملفات فى تربيزه واحده ونرقد فى الترابيز المتبقيه وونسه مع زملاء الزمن الجميل وتقريق وحكاوى ونكت وبعض النوم حتى قرب الافطار فنذهب لمنازلنا والبسمه على وجوهنا من حلاوة الونسه والذكريات وسرد طرائف القضايا ومانقابله من طرائف فى المحاكم والصحبه الحلوه النقيه ومانقابله اثناء عملنا وكانت طرائف حلوه جداً وجميله وممتعه فساحات المحاكم تجمع كل أنواع الطيف من المجتمع السودانى ومن الطرائف التى قابلتنى كمية الحواطات التى نجدها فى ادراج مكاتبنا واظن المتقاضين يحضرونها ويعطونها الحجاب فيضعها الحجاب فى أدراجنا وكنت اعثر عليها فى الأدراج وهى بكميات كبيره !! وياليت الواحد منا فكر فى ان يجمع حكاوى المحاكم فى كتاب وايام القضائيه كانت احلى ايام الحياه بالرغم من ضعف المرتبات التى كانت لا تكفينا لآخر الشهر فكنت اتسلف من الوالد لأكمل احتياجات الشهر لاسرتى الصغيره وبالرغم من ذلك فان العمل فى القضائيه امتع عمل مارسته فى حياتى واحببته وكنت سعيداً به وقد مارست حوالى ٧ مهن طوال حياتى بعضها فى الخارج وبعضها فى السودان وأمتعها بلا منافس العمل فى السلطه القضائيه والتى وياللحسره فقدناها بكل زخمها وذكرياتها الحلوه وعدالتها ورقى المنتسبين لها وتحقيقها لأرقى هدف وهو العداله وهل هناك اعظم وارقى من تحقيق العداله ؟ ودمار السلطه القضائيه يعتبر اكبر جرائم الكيزان وأكبر أوزارهم والتى لن يغفرها لهم التاريخ ابداً ولا الشعب السودانى .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة