. كثيراً ما طالعنا وسمعنا كلاماً عاطفياً وتهريجاً لا يُقبل من مسئولين (كبار) وتهديدات فارغة لدولة الإمارات من أشخاص يعلمون تماماً مدى إرتباط مصالحهم بهذه الدولة التي تربطها علاقات وثيقة ومصالح بالبلدان التي تتحكم في مصائر الشعوب المقهورة شئنا أم أبينا، هذا علاوة على وضع الإمارات (الذي يعرفونه جيداً) كمركز مالي و تجاري تمر عبره حتى المعادن والسلع السودانية الأعلى قيمة.
. لكن لأننا أُبتلينا بقوم لصوص ومنافقين أحكموا قبضتهم على بلدنا ظللنا نسمع كلاماً ودروساً حول الوطنية من أكثر السودانيين عمالة وخيانة لوطنهم، لتحرض تلك اللهجة البسطاء والسذج وتدفعهم لإتخاذ مواقف تضر بهم على الصعيد الشخصي، بينما يستمر إستثمار اللصوص والمجرمين في عواطف هؤلاء البسطاء.
. عندما أعلنوا عن قطع العلاقات مع الإمارات عبر مجلس الأمن والدفاع تساءلت عما إذا كانت الأمور قد تغيرت في عالم اليوم دون علمنا أم ماذا، لأن المفهوم لدينا أن وزارات الخارجية هي المعنية بمثل هذه الأمور.
. وبالأمس طالعت بياناً حاد اللهجة حول علاقة السودان المتجذرة بالصين وتساؤلاً من وزير إعلام البرهان حول صمت الصين على إيصال الإمارات للمسيرات صينية الصنع للجنجويد وكأني بصاحب الحلقوم الواسع يريد من الصين قطع علاقتها بالإمارات أو زجرها على أقل تقدير.
. وكنت قد علقت في الفيس بوك بالأمس على حديث وزير الغفلة وشبهته بما يدور في أركان النقاش بالجامعات السودانية.
. وقد ترافق مع ذلك توضيح نفس الوزير (المتأخر) حول إستمرار عمل قنصلية السودان بدبي لرعاية مصالح السودانيين هناك بالرغم من قطع العلاقات.
. وهو ما كان من المفترض أن يحصل منذ اليوم الأول وأن يُطلب ذلك من دولة الإمارات عبر وزارة الخارجية لو كنا في بلد يحكمه أهل الدراية والمعرفة والسياسة والدبلوماسية.
. والمفارقة أن ما تقدم جزء من الحقيقة التي كشف عنها وزير الإعلام متأخراً، لكن ولأنه ليس شجاعاً كما يدعي ولا نزيهاً ولا صادقاً لم يكشف عن الجزء الأهم وهو سر إنفعاله الزائد في بيانه حول الصين ومسيراتها.
. فما علمته مساء الأمس من مصادر بدبي أن السلطات الإماراتية تعاملت مع تهديداتهم الفارغة بحسم هذه المرة وذلك بالطلب من العديد من العاملين بالقنصلية مغادرة أراضي دولتهم مع الإبقاء على موظفين أو ثلاثة فقط طالما أن هناك من يعتبر بلدهم دولة عدوة للسودان.
. وأغلب الظن أن العاملين بالقنصلية بدبي غادروا الإمارات نهار الأمس بعد إنتهاء المهلة التي منحتها لهم السلطات المعنية هناك.
. فهل هذا هو سر إنفعال الإعيسر المفرط أم أن لديه من الأسباب ما لا نعلمه!
. إستمرأتم التهديدات الجوفاء والكلام (الساي) ظناً منكم أن الإماراتيين سيغضون الطرف عن ترهاتكم في كل مرة، أم ماذا!
. نحمد الله أن السودانيين المقيمين بالإمارات لم يتأثروا بالهرجلة التي تمارسها السلطة الكيزانية في بورتسودان، وأن السطات الإماراتية فرزت الكيمان تماماً بين مواطنين مقهورين بحثوا عن الأمان وأبسط مقومات العيش الكريم وبين شلة حاكمة تستثمر مع جنجويدها في حرب مدمرة لو أنهم أرادوا وقفها لما إستطاعت أي قوة في الأرض دعم إستمرارها.
. وعموماً العلاقات بين الدول تحتاج حتى وهي في أسوأ حالاتها للحكمة والتعامل المتعقل وفهم متطلبات السياسة والدبلوماسية حتى تعرف كيف تحصل على ما تريد، لكن الكيزان يتوهمون دائماً أن بإمكانهم تحقيق ما يريدون عبر الصياح والتهريج والإساءات.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة