آلمتني وأثارت حفيظتي تلك الصورة التي انتشرت أخيراً: نفرٌ عزيزٌ من الصحفيين، نجلّهم ونحترم مهنيتهم، إذ ليس الصحفي تلميذا، وليس الزعيم أو المسؤول أستاذا.. نعم، وأيمُ الله.
حين يتحوّل اللقاء الصحفي إلى “حصة تلقين”، ويجلس الصحفيون كما الطلبة أمام المعلم، فاعلم أن الخلل عميق، والمشهد كسيح.
الصحافة لا تركع، ولا تصمت، ولا تتلقى الإجابات كأنها دروس محفوظة.
الصحفي لا يذهب ليسمع، بل ليُسمِع. لا ليُعجب، بل ليُحاسب.
وفي الأوطان التي تحترم وعي شعوبها، المسؤول يُسأل، ويُحاسب، ويُواجه.. لا يُلقِّن، ولا ينتقي من يسأله.
الصحفيون لا يطلبون امتيازا، بل يمارسون دورهم الطبيعي: ممثلين للرأي العام، سلطة رابعة، عين الشعب ولسانه.
وإذا جلس الصحفي متفرجا صامتا، فاعلم أن الكرسي أمامه ليس لمسؤول، بل لطاغية متخفٍّ في ثياب مدنية.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة