كتاب جيوب المقامية الموسيقية العربية في الغناء الشعبي السوداني للدكتور نزار غانم غني بالمعلومات التي تتطرق لعملية انصهار المؤثرات الثقافية الوافدة في بيئة السودان المحلية. هذا الكتاب كما ذكر الدكتور عمر عبدالعزيز في مقدمته يحيلنا مباشرة إلى الجغرافية الذوقية والفنية التاريحية السودانية وهي تتجاوز الحالتين المكانية والزمانية لماهية السودان الفني. لن ادخل في تفاصيل محتويات هذا الكتاب من كرونولوجيا تاريخية لكن لابد من التوقف عند توثيقه لظهور الدوبيت في السودان في القرن السادس عشر ميلادي وحديثه عن السلوكة والدلوكة وعن الخرطوم كمدينة مفتوحة أصبحب موطناً للعديد من الإثنيات المختلفة التي جلبت معها فنونها والاتها الموسيقية. عندما تناول حقبة حقيبة الفن قال أن امدرمان ولدت أغنيتها في الفترة من 1919 _ 1939م وان حقيبة الفن مازالت تحافظ على مكانتها الفنية في وجدان الانسان السوداني. توقف الدكتور نزار عند مرحلة دخول العود العربي في السودان على يد عازفين عرب من بينهم أحمد خليل الذي كان بارعاً في العزف على العود الذي أصبح الالة التي يلحن عليها السودانيون ويعزفون ويغنون. قي الفصل الخامس الذي أختار له الدكتور نزار عنوان استنتاجات ذكر ان دراسة ينابيع المقامية الموسيقية العربية في السودان وما يقع غربه من دول الحزام السوداني أحد ميكانزمات إعادة بناء الهجرات العربية للسودان. لا يمكن تلخيص الكتاب في هذه المساحة فقط قصدت التنبيه إليه وإخضاعه لمزيد من القراءة والتحليل ومواصلة الاجتهاد في هذا المجال الحيوي الذي يعزز التواصل الثقافي والفني بين الشعوب كمدخل للتعايش الإيجابي مع العالم.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة