طه عبد الرحمن: الفيلسوف الذي أعاد الروح إلى العقل في زمنٍ ساد فيه التقليد واستعمر الفكر العربي مناه

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-14-2025, 10:27 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-12-2025, 09:35 PM

زهير ابو الزهراء
<aزهير ابو الزهراء
تاريخ التسجيل: 08-23-2021
مجموع المشاركات: 11796

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
طه عبد الرحمن: الفيلسوف الذي أعاد الروح إلى العقل في زمنٍ ساد فيه التقليد واستعمر الفكر العربي مناه

    09:35 PM May, 12 2025

    سودانيز اون لاين
    زهير ابو الزهراء-السودان
    مكتبتى
    رابط مختصر



    طه عبد الرحمن: الفيلسوف الذي أعاد الروح إلى العقل
    في زمنٍ ساد فيه التقليد واستعمر الفكر العربي مناهج الغرب دون تفكّر، نهض الفيلسوف المغربي طه عبد الرحمن بمشروع فكري يُعد من أجرأ وأعمق المشاريع الفلسفية في العالم الإسلامي المعاصر. رجلٌ جمع بين دُربة الفيلسوف الدقيق، ورهافة العارف الصوفي، وغيرة المؤمن على هوية أمته. لم يكن تكرارًا لما سبق، بل انبعاثًا لجذرٍ طال إغفاله: أن يُفكر المسلم من داخل نسقه، لا من خارجه.

    1. الفلسفة الائتمانية: الأخلاق قبل النظرية
    يُعرّف طه عبد الرحمن مشروعه الفلسفي بـ"الفلسفة الائتمانية"، التي تنهض على مسؤولية الإنسان تجاه الله والخلق، لا على تفوّق العقل كما في الحداثة الغربية. فهو لا يرى الإنسان مجرد فاعل عقلاني، بل كائن مؤتمَن على المعنى والقيم.

    "الائتمان هو أن يُؤخذ الإنسان على عهدٍ من الله؛ إذ جعله خليفة في الأرض، فصار مسؤولًا عن تصرفاته فيها، لا مطلق اليد في استعمال قواه."
    (طه عبد الرحمن، سؤال الأخلاق)

    الائتمان، إذن، ليس مجرد خطاب وعظي، بل مفهوم فلسفي عميق يعيد ترتيب العلاقة بين الذات والمعرفة، وبين الفكر والممارسة.

    2. نقد الحداثة: بين "الدهرانية" و"التحييد الروحي"
    في كتابه الشهير "بؤس الدهرانية"، يفكّك طه عبد الرحمن أُسس الحداثة الغربية التي استبعدت الدين وجعلت الإنسان مرجعًا نهائيًا. وهو يرى أن الدهرانية — باعتبارها نزعة إلى فصل الدين عن المجال العملي — ليست حيادًا، بل تهميشٌ للبعد الروحي والأخلاقي للوجود.

    "الدهرانية ليست مرحلة من التاريخ، بل رؤية للعالم تنفي الغيب وتُقصي القداسة من كل شيء."
    (طه عبد الرحمن، بؤس الدهرانية)

    إنه لا يدعو إلى رفض الحداثة جملةً، بل إلى نقدها من داخلنا، وتقديم بديلٍ يُزاوج بين التطور العلمي والمعنى الروحي.

    3. معضلة النقل: الاستلاب الفلسفي
    يحذّر طه من النقل الأعمى للفلسفات الغربية إلى المجال العربي، ويدعو بدلًا من ذلك إلى "توليد المفاهيم" من داخل اللغة العربية والنسق الإسلامي.

    "لا توليد إلا بتأصيل، ولا تأصيل إلا بتفعيل للمعاني الكامنة في الألفاظ التي من تراثنا."
    (طه عبد الرحمن، تجديد المنهج في تقويم التراث)

    ولذلك نراه يبدع في توليد مصطلحات جديدة: كـ"التفكر" بدل "التفكير"، و"التحقق" بدل "الحقيقة"، و"الائتمان" بدل "الاستحقاق"، في إعادةٍ لتأصيل اللغة الفلسفية داخل الروح الإسلامية.

    4. الفلسفة والروح: التزكية قبل البرهنة
    طه عبد الرحمن يُعيد الاعتبار للصلة بين الفلسفة والسلوك، بين التحقيق العقلي والتحقق الروحي. فلا فلسفة عنده بدون تزكية للنفس، ولا حكمة بلا تخلّق.

    "الفيلسوف المسلم لا يكتفي بأن يُحسن البرهنة، بل عليه أن يُحسن العمل بها، وأن يُطابق سلوكه منطقه."
    (طه عبد الرحمن، روح الحداثة)

    إنه يربط الفلسفة بالتصوف، ليس كخرافة أو اعتزال، بل كترقٍّ في مدارج الوعي والمسؤولية.

    5. الخاتمة: فيلسوف بطهورية الفكرة، ونزاهة القلب
    طه عبد الرحمن ليس "فيلسوف الإسلام"، بل الفيلسوف الذي يُفكّر إسلامًا. لا يستعير، بل يُنتج. لا يُقلد، بل يُؤصل. وقدَّم واحدًا من أكثر المشاريع أصالة وجرأة في وجه الانبهار المُفرط بالغرب.

    "من لم يُسلم فلسفته، فلن يستطيع أن يُفلسف إسلامه."
    (طه عبد الرحمن)

    إنه الفيلسوف الذي لم يتكلم باسم الدين ليُهاجم، بل استخدم الفلسفة ليُعيد بناء الدين في وعي العصر.























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de