منذ أمسية الخميس ٨ مايو ٢٠٢٥م تتدافع الأرجل بين أرفف الكتب والمجلات وكثير من الأجهزة الذكية والأدوات الاقلام والالوان الجاذبة لليافعين وللجالسين علي كراسي الدرس وبذات الوقت يتراصص الكثيرون متابعة للندوات والحوارات الثقافية الفكرية وتتسارع الخطىء للمؤلفين والمفكرين والروائين صغارا وكبارا اللذين عصروا ونقحوا أفكارهم وبذلوا الجهد والمجاهدة الفكرية لصناعة روايات حكايات وقصص واستنهضوا هممهم العالية ليكون الكتاب العلمي والأكاديمي خير رفيق وكيف لا وفاتحة كتابنا " أقرأ " تظل هي موجهنا وديدننا ..
معرض الدوحة للكتاب في نسختة ( ٣٤ ) بمشاركة ٥٢٢ دار نشر من ٤٣ دولة ودولة فلسطين كضيف شرف اسعد الكثيرون تضامنا مع قضية الامة والمعرض افتتحه سعادة رئيس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني وقد احسن اختيار شعار المعرض " من النقش للكتابة " وصممت أجنحته بحسب فن العمارة الحديثة يجد زواره سد لشغفهم الفكري والمناقشات الحره والتقاء الرفقة الحسنة والأسرية الناضجة ..
سعادة الشيخ عبدالرحمن آل ثاني وزير الثقافة القطري وعبدالرحمن الدليمي مدير الثقافة وكوكبة من الجالسين علي مقاعد المسوولية من وزراء ومدراء يقدمون أنموذجا رفيع المستوي وملامسة النجاحات ومعالجة الإخفاقات بل استطيع ان اقول انها مدرسة في فن التواضع وتحمل المسوولية فقد ظل الشيخ عبدالرحمن حضورا بين اروقة معرض الكتاب بعفوية وتواضع يستمع للجمهور ويلاطف كبار السن وصغارهم نعم انها مدرسة ورسالة واقعية لمن يضعون انفسهم في مقامات بعيدة عن نبض المجتمع وحاجته للتلاقي بالمسؤولين والجالسين علي مقاعد المسوولية .. ومن نماذج التواضع ما قدمته د. حمدة بن حسن السليطي نائب رئيس مجلس الشوري القطري فقد
جلست بقاعة المسرح اتابع ندوة كانت ضيفتها والمتحدثة عن المكتبة المنزلية واهميتها من منطلق اهتمامي الخاص وعشقي للتوثيق والاحتفاظ بالكتب والكراسة والقلم .. وحينما نزلت الدكتورة حمدة والتي لم التقيها لسنوات متخطئة الاحترازات لتسلم علي شخصي الضعيف بالأحضان أصدقكم القول إن دموع سالت من أعيني ونبض قلبي حبا لهذه قطر كعبة المضيوم الذي نسجنا بترابها علاقات إنسانية ماتعة .
ليس معني ذلك أن معرض الكتاب بالدوحة وأجنحته وصلت الكمال .. فقد حز في نفوس كثير من المتابعين ان يبث احدهم وهو في مقام المسوولية صورة من الصالون الثقافي لمناقشة وتدشين رواية دون ان يدعمها باسم المؤلف القامة ولا باسم الرواية التي غاصت في تاريخ قطر وتراثها ونسجت قصة ماتعة عن حياة الاولين لصيد اللؤلؤ ومخاطر ركوب البحر حتى الوصول لاكتشاف صناعة النفط في
حين يبث عادة صورة وصوت لمن يقدمون إنتاجهم الفكري والثقافي .. في انتقاء بغيض لا يخدم لا القاريء ولا الزائر ولا يماثل حجم الثقافة كباب مشروع للعلم والتعلم .. ومدرس مفتوحة للجميع . لان هذه قطر التي تحلق في سماوات الابداع والفعل الرشيد محليا وعالميا .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة