عندما تطغى المصالح الذاتية فوق مصلحة الدولة، يبرز سؤال مهم: كيف يمكننا دحر التمرد في كافة أجزاء الوطن؟ إن القيادة الحكيمة للدولة هي التي يجب أن تتخذ القرار الحاسم، فالوطن يجب أن يكون فوق أي اعتبار. في ظل الأزمات التي تواجهها الدول، يصبح الحفاظ على كرامة الوطن وبقاءه ضرورة ملحة، خصوصاً عندما تتعرض البلاد لمحاولات الانشطار والتفكك.
يجب على كافة مؤسسات الدولة أن تعمل تحت هدف واحد، وهو الالتزام الصارم بما يصدر من مختلف مستويات السلطة. إن دراسة القرارات بعناية وتأني أمر بالغ الأهمية؛ إذ يجب قياس السلبيات والإيجابيات قبل إصدار أي قرار. ليس عيباً أن نتراجع عن قرار إذا تبين لاحقاً أنه قد يسبب كارثة للشعب أو الوطن. الأهم هو حساب مصلحة الوطن والشعب فوق أي اعتبار شخصي أو ذاتي.
إن معركة الكرامة ستنتصر طالما أن إدارة الشعب قوية وتقف خلف قيادتها. على القيادة أن تتجنب طعن الشعب من الخلف وأن تمضي نحو الأهداف دون توقف، متجاهلةً أصحاب المصالح الذاتية والانتهازيين الذين يرون في وطنهم مجرد أجزاء متفرقة.
الحوار يبقى خياراً جذاباً، ولا يعني ذلك الهزيمة. طالما أن القوات تحقق انتصارات على الأرض وتقدم بثبات، فإن حسم المعركة يعتمد على خيارين: الأول هو الحسم العسكري، والثاني هو التفاوض وفق شروط الوطن والشعب. هذا لا يعني بأي حال من الأحوال الركوع أو الخضوع للآخرين.
في ظل صمت المجتمع العربي والإسلامي والأفريقي والعالمي حيال ما يحدث في السودان من تدمير للمؤسسات والبنية التحتية، وفي ظل الدعم المقدم من أبوظبي للميليشيات بأحدث أنواع السلاح، يبقى الحل للأزمة في يد الشعب والقوات المسلحة. إن إعلان حالة الطوارئ العامة يعد خطوة مهمة لحشد كافة الطاقات من أجل اندثار مشروع تقسيم السودان، سواء كان ذلك سلمياً أو عسكرياً.
إن التحديات التي تواجهها البلاد تتطلب تضافر الجهود وتوجيه الطاقات نحو هدف واحد: الحفاظ على وحدة الوطن وكرامته. يجب أن نعمل جميعاً، كأفراد ومؤسسات، على تعزيز قيم التضامن والمصلحة العامة، وأن نضع مصلحة الوطن والشعب في مقدمة أولوياتنا. فالوطن هو الأمان والهوية، وهو الذي يستحق منا كل جهد وتضحية.
إن الطريق إلى النصر يتطلب منا جميعاً الوعي والالتزام والعمل الجاد نحو بناء وطن قوي ومتماسك، قادر على مواجهة التحديات وتحقيق آمال شعبه في الحرية والكرامة.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة