بسم الله الرحمن الرحيم "هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ شَهِيدًا" صدق الله العظيم تعقيب على كتابة الأستاذ خالد متولي
كتب الأستاذ خالد متولي كتابة عامة، نُشرت في عدد من قروبات الجمهوريين في الواتساب.. وهي كتابة في نقد الفكرة الجمهورية، والمجتمع الجمهوري، وقد نُشرت في أول أبريل 2025.. وأنا هنا بصدد التعقيب على هذه الكتابة، لما قامت عليه من مفارقات كبيرة. الأستاذ خالد متولي من أعضاء الحزب الجمهوري، ويبدو أنه من النشطين.. في كتابته لم يعرّف بنفسه، هو فقط أشار بقوله: (قد بدا لي من التباين في هذه الاتجاهات، أن ثمة مشكلة ما لا تعينني أنا حديث العهد بالفكرة بصورة جازمة على ايهما أقرب للصواب!!).. وهذا تعريف خاطيء، ومضلل!! فالأستاذ خالد حديث عهد بالحزب الجمهوري، وليس بالفكرة الجمهورية.. والحزب الجمهوري مفتوح لكل الناس، وليس قاصرًا على الجمهوريين. من الواضح جدًا أن الأستاذ خالد تلقى معلوماته من أعضاء الحزب الجمهوري، ولذلك جاءت وفيها الكثير من الخطأ، والتشويه.. كتابة الأستاذ خالد جاءت عبارة عن تشكيك في صحة الفكرة، ونقد مجتمعها، فهو قد قال في بداية كتابته: (ما أثيره في هذه السطور يتعلق بالسؤال المباشر حول: هل ثمة خطأ نظري في الفكرة الجمهورية، أو خطأ في طريقة تطبيق الفكرة، وإنزالها إلى واقع الناس؟ ما يدعوني إلى الاعتقاد بأهمية هذا السؤال هو مجموعة من الأحداث المتعلقة بالشأن الجمهوري، في مرحلة ما بعد غياب الأستاذ محمود الحسي، وهو اختلاف الجمهوريين حول مصير الفكرة الجمهورية، والجمهوريين أنفسهم كمجموعة).. أولًا: صحة الفكرة لا تُقاس بالجمهوريين، وهذا خطأ مبدئي.. كان يمكن أن يُورد الأستاذ خالد بعض جوانب الفكرة ليدلل على عدم صحتها.. ثم إذا كان هو يشك في صحة الفكرة نفسها، لماذا ينتمي إليها؟! فلو صح كل ما قاله عن الجمهوريين، فهذا لا يشكك في الفكرة، مع العلم أن ما قاله يقوم على معلومات خاطئة تلقاها من مجتمعه في الحزب. ذهب خالد ليقدم ما اعتبره خلاصة للفكرة، وبدأ بقوله: (تبنّت الفكرة الجمهورية منذ البداية عملية تجديد لمفهوم الدين).. هذا قول لا يمكن أن يقول به إنسان يعرف الفكرة!! الفكرة لم تتبنَّ أمرًا سابقًا عليها، وإنما هي أصيلة في طرحها.. ثم هي ليست تجديدًا للدين، وإنما هي ببساطة دعوة لبعث الإسلام، بعد أن أصبحنا في عهد (فترة)، وغاب الدين عن حياة الناس.. الفكرة دعوة لرسالة هي خلاصة التجربة الدينية على الأرض، منذ أن كان الدين.. وهذا يلحق بالبداهة، فكل من سمع بالفكرة يعلم أنها دعوة لـ (الرسالة الثانية من الإسلام).. يقول الأستاذ محمود في كتابه الرسالة الثانية من الإسلام، وفي المقدمة ما نصه: (وما أريد بهذه المقدمة إلى شيء من تفصيل يتناول مواضيع الكتاب المختلفة، وإنما أريد بها إلى تقرير أمر يهمني تقريره، بادي ذي بدء، وذلك أن الإسلام رسالتان: رسالة أولى قامت على فروع القرآن، ورسالة ثانية تقوم على أصوله.. ولقد وقع التفصيل في الرسالة الأولى، ولا تزال الرسالة الثانية تنتظر التفصيل، وسيتفق لها ذلك حين يجيء رجلها، وحين تجيء أمتها، وذلك مجيء ليس منه بدٌّ... كان على ربك حتمًا مقضيًّا).. (حين يجيء رجلها وتجيء أمتها)، هذا الأمر الأساسي يبدو وكأن الأستاذ خالد لم يسمع به، ولم يُشر إليه أي إشارة، لا من قريب ولا من بعيد.. ولو كان هذا الموضوع في ذهنه، لما كتب ما كتب من تشكيك.. حسب النص: مجيء الأمة ومجيء الرجل: (مجيء ليس منه بد)... آمن من آمن وكفر من كفر.. فالأمر كله دين، يا أستاذ خالد، وليس له علاقة بما تتلقونه من أمور السياسة في حزبكم. في تعريفه بالفكرة منذ البداية، ذهب الأستاذ خالد إلى الحديث عن حاجة الفرد للحرية الفردية، وحاجة الجماعة للعدالة الاجتماعية، وفسّر بعض الشيء في ذلك، وكأن الأمر هو أمر تنظيم دولة، ويتعلق بالمجتمع.. وأشار إلى الطريق بصورة غامضة، قال فيها: (وقد رسمت للفرد طريق الصلاح بممارسة المنهج العلمي في العبادة تأسّيًا بالنبي محمد عليه الصلاة والسلام).. واضحٌ جدًا أثر التفكير السياسي للحزب عند الأستاذ خالد.. ولأن الحزب غيّب (طريق محمد صلى الله عليه وسلم)، لم يجد الأستاذ خالد ما يقوله عنه إلا هذه العبارات المعممة، والخاطئة.. فالعمل في الطريق لا يقوم على التأسي بالنبي صلى الله عليه وسلم، وإنما يقوم بالتقليد المجوَّد في عبادته، على أن ينطوي صدر المقلد على التقديس والتوقير للنبي صلى الله عليه وسلم.. اسم الكتاب الذي أصدره الأستاذ محمود: (محمود محمد طه يدعو إلى طريق محمد).. ومما جاء في الكتاب قوله: (إن محمدًا هو الوسيلة إلى الله، وليس غيره وسيلة منذ اليوم.. ومن كان يبتغي إلى الله الوسيلة التي توصّله إليه، ولا تحجبه عنه أو تنقطع به دونه، فليترك كل عبادة هو عليها اليوم، وليقلّد محمدًا في أسلوب عبادته، وفيما يطيق من أسلوب عادته، تقليدًا واعيًا، وليطمئن حين يفعل ذلك أنه أسلم نفسه لقيادة نفس هادية ومهديّة).. طريق محمد صلى الله عليه وسلم بالنسبة للفرد هو كل الفكرة، والبقية تلحق.. الجمهوري هو من على طريق محمد صلى الله عليه وسلم، عقيدةً واتباعًا، هذا هو الجمهوري، ولو لم يسمع بمجتمع الجمهوريين، ولم يسمع به المجتمع.. المجتمع معين على السلوك، ولكنه ليس شرط صحة بالنسبة لالتزام الطريق، لقد طفّف الأستاذ خالد المنهاج تطفيفًا شديدًا، وهذا بحكم ثقافته التي تلقاها من الحزب الذي ينتمي إليه. الحزب والطريق: مع أن الطريق هو الفكرة كلها بالنسبة للسالك، إلا أن الحزب الجمهوري لا يجعله شرطًا من شروط الانتماء إليه، ولا حتى الإسلام نفسه يعتبر عندهم شرطًا من شروط الانتماء للحزب!! عندما سُئلت الأستاذة أسماء عن: هل في عضوية الحزب من هم غير جمهوريين؟ أجابت بنعم. _ راجع اللقاء الصحفي للأستاذة أسماء مع حيدر خير الله، المنشور بصحيفة الجريدة، 15 يناير 2021.. وقد صوّت أعضاء الحزب على طريق محمد صلى الله عليه وسلم، وأُسقط في تصويتهم ذاك منهاج الطريق.. وحسب إفادة عضو الحزب صديق يوسف، لم يجد الطريق بذلك التصويت، سوى خمسة أصوات!! نورد هنا بعض النقاط من استقالة الدكتور معتصم عبدالله محمود، والذي جاء على رأس أسباب استقالته انشغال الحزب بالسياسة، وتركه للدين، وإبعاد طريق محمد صلى الله عليه وسلم. يقول الدكتور معتصم: (بعد نقاش مرهق وطويل عبر ما يقارب العامين مع عضوية الحزب، تبين لي بما لا يدع مجالًا للشك، أن الغالبية العظمى من عضوية الحزب، تريد أن تعمل عملًا سياسيًا بحتًا لا علاقة له بالدين، ولا بالفكرة الإسلامية "الدعوة الإسلامية الجديدة"، بحجة أن الحزب مفتوح لكل السودانيين بدون تمييز.. ولا نحتاج إلى كثير تدليل بأن هذه الحجة تتعارض تمامًا مع مرجعية الحزب "فكرة إسلامية" المتفق عليها ظاهريًا والمرفوضة في خفاء، بعيدًا عن أعين الناس، كما سأوضح). وفي نص آخر، يقول الدكتور معتصم: (ولفشل المؤسسين الأوائل، وهم النواة الأولية للحزب، في توضيح المباديء الأساسية لمرجعية الحزب، ظل الحزب يتخبط في الظلام بلا هوية أو رؤية توحد عضويته وتُظهر تميزه على الأحزاب الأخرى.. وقد تداعى بنا الحال لننتهي اليوم، ونحن عبارة عن شركاء متشاكسين تحسبهم جميعًا وقلوبهم شتى، فمنا الفلاسفة، ومنا الملحدون، ومنا العلمانيون، ومنا الليبراليون، ومنا المتحررون، ومنا الصامتون، ومنا الحائرون!! فالكل حق! والباب مفتوح على مصراعيه بلا حارس ولا رقيب).. وفي نقطة أخرى من استقالته، يقول الدكتور معتصم: (في هذا الحزب نفور غريب، و(فوبيا) مستحكمة في النفوس من فكرة التربية، وهي الفكرة الأساسية لتحقيق الشمائل الإنسانية الراقية التي دعت لها الفكرة الجمهورية.. فالناس في هذا الأمر يظهرون غير ما يبطنون. فإذا قيل لهم: أنتم تعترضون على القرآن وعلى طريق محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم؟ قالوا: معاذ الله، إنما نحن على الحرية حادبون!! وإذا اختلى بعضهم ببعض في مجالسهم يستهزئون، وهم أيضًا بالمعصية يجاهرون!!) وبعد أن أورد الدكتور معتصم العديد من النقاط في الجانب الفكري، جاء إلى الجانب التنظيمي فقال: (كان هذا ما يلي الجانب الفكري، أما بالنسبة للجانب التنظيمي، فلعل أكبر الأسباب التي جعلت هذا الحزب يغوص في التيه، هو عدم حياد قيادة الحزب، وعلى رأسها الأمين العام، تجاه المشاكل التي نشأت بين عضويته..) ويختم الدكتور معتصم خطابه بقوله: (إخوتي وإخواني الكرام، هذا موقفي من الحزب، فقد عرضته عليكم بكل وضوح.. وهذا فِراق بيني وبينكم! لكم حزبكم السياسي، ولي أبي وأستاذي! ولي شيخي وسيدي محمد صلى الله عليه وسلم، الأمين والهادي إلى الصراط المستقيم! وتبقى حبال الود موصولة بيننا). هذا ما جاء من خطاب الدكتور معتصم، وأقترح على الأستاذ خالد أن يطلع عليه.. ومن الواضح جدًا أن كل ما قاله الأستاذ خالد من نقد للفكرة، وللمجتمع الجمهوري، ينطبق على الحزب الذي ينتمي إليه، والفكرة والمجتمع منه براء. رئيسة الحزب و دكتور النعيم: من أكبر مفارقات الحزب، موقف زعيمته الأستاذة أسماء من دكتور عبدالله أحمد النعيم، ومن عمله في محاولة تشويه الإسلام وتشويه الفكرة الجمهورية، فعلى الرغم من إلمام الأستاذة أسماء بموقف النعيم، وقد أوردنا أقواله المناقضة للدين موثقةً وبصورة واسعة، تقول الأستاذة أسماء في حديث لها منشور بقروب (الإسلام والسودان) بتاريخ 2 مايو 2020: (أنا من الذين يرون وجاهة ما طرحه دكتور عبدالله كحل مرحلي، قال عنه صاحبه إنه جمهوري، وأشهد له بذلك. وأنه تلميذ للأستاذ محمود، وأنه مؤمن بالفكرة الجمهورية، وأن كمال تطبيقها يتوج بعودة المسيح... إلخ).. هذا موقف محيّر جدًا!! دكتور النعيم أكبر من عمل على تشويه الإسلام والفكرة الجمهورية طوال تاريخ الفكرة، ولمصلحة أعداء الإسلام في الغرب!! ولقد أوردنا له العديد من النصوص الموثقة توثيقًا وافيًا، ولم يستطع هو ولا من يدافعون عنه نفي هذه النصوص أو الدفاع عنها. دكتور النعيم، كما وردنا من أقواله الموثقة، يرفض الأديان السماوية جميعها، وعلى رأسها الإسلام، ويزعم أنه لا يوجد دليل على أن القرآن موحى به من الله، وبذلك ينفي رسالة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ونبوته، وبصورة عامة، يزعم أن الدين علماني، وأنه من صنع البشر.. وقطعًا، دكتور النعيم لا يؤمن بعودة المسيح، وقد قال ذلك صراحةً في ندوة بالمركز كانت الأستاذة أسماء حاضرة لها!! وقد قال: "ما في مسيح بجي!! إلا يبقى كل واحد مننا المسيح"... وقد قالت الأستاذة أسماء وقتها في تعليقها على أقوال النعيم هذه، إنها كانت "متقريفة" لمثل هذا الحديث!! ودكتور النعيم من أكثر المعارضين إساءةً للأستاذ محمود!! ونورد هنا أحد أقواله ضد الفكرة: (الفكرة التي تقول إن القرآن هو المصدر المباشر أو الأساسي للتشريع، إنما هي فكرة مضللة، وغامضة، وتسبب إشكالية حقيقية!!) وعمل دكتور النعيم في تشويه الفكرة، يقوم على حيلة ضعيفة ومتهافتة، فهو يقول: "أنا تلميذ للأستاذ محمود بكل أحوالي، وجميع أقوالي في الشأن العام!!"، ثم يورد تقريراته ضد الدين عامة، والإسلام خاصة، حتى تُنسب للفكرة!؟ إذن التطبيق: يقول الأستاذ خالد: (هل ثمة خطأ نظري في الفكرة الجمهورية، أو خطأ في طريقة تطبيق الفكرة وإنزالها إلى واقع الناس؟!!) ونقول له: إذا وصل بك الشك إلى هذا الحد، فلماذا تنسب نفسك للفكرة؟! وما الغرض من كتابتك ونشرك العام؟ هل تعتقد أن غير الجمهوريين يمكن أن يعينوك بالإجابة على أسئلتك، أم تقصد التشويه؟! كان يمكن لموضوعك أن يكون نقدًا ذاتيًا تتقدّم به لجماعتك في الحزب، ولكن من الواضح أن هذا ليس غرضك؟ هل يعرف الأستاذ خالد أي شيء عن موضوع تطبيق الفكرة؟ من المؤكد أن ثقافته التي يتلقاها من أعضاء الحزب لا تعينه بشيء من ذلك. تطبيق الفكرة كما أشرنا، من النص المأخوذ من مقدمة كتاب الرسالة الثانية، لا يمكن أن يجيء إلا بعد مجيء الإذن والمأذون!! الأمر دين، وقمة الدين، وليس سياسة كما يظهر من أقوالك.. تطبيق الدين كما هو في الرسالة الثانية مرتبط بالساعة وبالمسيح، يقول الأستاذ محمود: (الساعة ساعتان: ساعة التعمير، وساعة التخريب.. وأما ساعة التعمير، فهي لحظة مجيء المسيح ليرد الأشياء إلى ربها، حسًا ومعنى، وليملأ الأرض عدلًا كما مُلئت جورًا.. ويومئذ يظهر الإسلام على جميع الأديان.. ويتحقق موعود الله: "هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق، ليُظهره على الدين كله.. وكفى بالله شهيدًا".. ويتأذن الله بالتطبيق كما تأذّن بالإنزال... وذلك بما يتعلق بقوله تعالى: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا).. وهذه هي ساعة التجلي الكمالي.. أما ساعة التخريب، فهي لحظة مجيء المسيح للمرة الثانية، ليرد الأشياء إلى الله حسًا، وقد أبطأ المعنى.. "يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ ۚ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ ۚ وَعْدًا عَلَيْنَا ۚ إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ؟..).. هذا هو التطبيق، وإذن التطبيق، ومن المستحيل أن يقوم الإسلام في الأرض من دونه، كما أنه من المستحيل أن يقوم أحد من خلق الله، أو جميع خلق الله، بتطبيق الدين دون هذا الأمر.. والأمر ليس موكلاً بالجمهوريين أو غير الجمهوريين.. فلا معنى، ولا قيمة، لتشككك في الفكرة، وتنسب شبهات للمجتمع الجمهوري، ليس لها وجود إلا في ذهنك، أو في الثقافة التي تلقيتها من حزبك.. لو كنت جادًا في أمر دينك، لوجهت نقدك هذا لحزبك، ولزعيمته.. أرجو أن تراجع معلوماتك عن النشاط والجمهوريين في العمل العام بنفسك، ولا تتلقى المعلومات من أشخاص موقفهم من الجمهوريين عدائي ومتطرف، وعلى رأسهم زعيمة حزبك ومكونته!! أنت تتحدث عن الطائفية، مع أن تورطك شديد في الطائفية السياسية؟! ناقشنا بعض الذين انشقوا عن الجماعة مع الأستاذة أسماء، وكانت حجتهم في اتباعهم لها، أنها بنت الأستاذ!! هل بنت الأستاذ، إذا فارقت الأستاذ بصورة واضحة، يتم اتباعها، ويُترك الأستاذ؟! هل توجد طائفية أكثر من هذه؟! أنت لم تدخل الفكرة الجمهورية، وإنما دخلت الحزب الجمهوري.. دخلت من الباب الخطأ، وكما دخلت خرجت. لم يورد الأستاذ خالد ولا نص واحد يدل على أنه ينطلق من الدين، لا نص قرآني، ولا نص من الحديث النبوي، ولا من أقوال الفكرة والأستاذ.. حتى إن كتابته لم تبدأ بالبسملة، فهو حسب ثقافته السياسية لا يرى لها قيمة.. يتهم الأستاذ خالد عموم الجمهوريين بالتقصير الشديد في الدعوة، ونحن بحكم التصور السلوكي دائمًا ننظر إلى تقصيرنا، ولا نحاول أن نبرره.. ونحن مقصرون!! ولكن، ما الذي فعله الأستاذ خالد في توصيل الدعوة إلى الناس؟! أنا أعلم أنه يتحدث في المنابر العامة مع الأستاذة أسماء باسم الحزب، ولكن لا يعنيني كم الحديث، وإنما يعنيني المحتوى، ويمكن أن أقيس محتوى ما يذيعه الأستاذ خالد بكتابته هذه، كما يمكن أن أقيس محتوى ما يذيعه بأقوال الأستاذة أسماء، زعيمته في الحزب. هل يعلم الأستاذ خالد أن للجمهوريين موقعًا في الشبكة يحوي كل كتب الأستاذ، وتراث الفكرة، وهو مفتوح للجميع ليطّلعوا عليه؟ هل يعلم الأستاذ خالد أن للجمهوريين ندوات وأركان نقاش إسفيرية تُبث ثلاث مرات في الأسبوع؟! عدد من الجمهوريين كتبوا كتبًا في شرح الفكرة وُزّعت في السودان وفي العالم العربي، هل اطّلع على شيء منها؟! لم تمر مناسبة هامة في أحداث العالم أو أحداث السودان، إلا وأعلن الجمهوريون رأيهم واضحًا بصددها.. هذا خلاف كتابة المقالات في المواقع المختلفة، والردود على المعارضين والمشوّهين للفكرة.. والنشاط لم يتوقف قط، وهو إلى اليوم مستمر بالصورة التي ذكرنا طرفًا منها، فأولى بالأستاذ خالد أن يهتم بأمر نفسه وأمر دينه، فهو يحتاج إلى كثير من المراجعة في هذا الصدد. لم أكن لأهتم بكتابة الأستاذ خالد، لولا أنه أعطاني صورة لما يقوم به الحزب من عمل بشع في صرف أعضائه عن الفكرة، وعن مبادئها وقيمها، ومن أجل ذلك كتبت مستهدفًا الحزب، أكثر من استهدافي للأستاذ خالد، أنا لا أحتاج للرد على تفاصيل ما قال، فهي أقوال تلحق به وبجماعته أكثر مما تلحق بغيره. والسلام عليكم ورحمة الله. خالد الحاج الدوحة 11 مايو2025
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة