الرق في الرواية السودانية- من التاريخ المؤلم إلى التمثيل الأدبي الناقد

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-15-2025, 05:08 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-06-2025, 07:15 PM

زهير ابو الزهراء
<aزهير ابو الزهراء
تاريخ التسجيل: 08-23-2021
مجموع المشاركات: 11796

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الرق في الرواية السودانية- من التاريخ المؤلم إلى التمثيل الأدبي الناقد

    07:15 PM May, 06 2025

    سودانيز اون لاين
    زهير ابو الزهراء-السودان
    مكتبتى
    رابط مختصر






    مقدمة
    تناولت الرواية السودانية المعاصرة موضوع الرق بوصفه ميراثًا مركبًا، يتجاوز الحكايات التاريخية إلى تمثيل علاقات القوة والهوية في الحاضر. فالعبودية ليست مجرد مرحلة تاريخية في ذاكرة الشعوب
    بل تستمر كطبقات متراكمة من القهر والوصم الاجتماعي في سرديات ما بعد الاستعمار.
    من خلال هذا المقال، نرصد كيف عالج عدد من الروائيين السودانيين موضوع الرق، سواء عبر إعادة تمثيل الماضي أو مساءلة الحاضر، مع تقديم ملاحظات توثيقية ونقدية تعزز فهم القارئ لأبعاد هذا التناول الأدبي.

    الرق في "شوق الدرويش": العبودية كجذر للهوية السودانية

    في رواية شوق الدرويش لحمور زيادة، يتجلى موضوع الرق من خلال شخصية "بخيت منديل"، العبد السابق الذي يعيش في نهايات القرن التاسع عشر، متقاطعًا مع صعود وسقوط دولة المهدية.
    تُعيد الرواية بناء التاريخ، لا كماضٍ مغلق، بل كحقل يتجدد فيه العنف وتتناسخ فيه السلطة باسم الدين والحرية.
    إذ تُظهر الرواية أن الإمام المهدي، رغم خطابه التحريري، أعاد إنتاج نظام عبودي مقنَّع، خاصةً في ممارسات خلفائه.

    هذا التحليل يتطلب توثيقًا دقيقًا، إذ أن بعض الدراسات (مثل المهدية في السودان لبيتر هولت) تبيّن أن المهدي نفسه حظر تجارة الرق رسميًا، غير أن الدولة المهدية في مراحلها اللاحقة اعتمدت على نظام الرق لتمويل حروبها
    ما يبرر قراءة حمور زيادة المتشككة في الخطاب المهدوي التحريري.

    الرواية تتعامل مع الرق لا كحادثة تاريخية بل كخبرة وجودية تشكّل الوعي. علاقة بخيت بكاترين، الأوروبية التي تسكن الخرطوم، تُعبّر عن أزمة الحرية والانتقام والهوية.
    بخيت، العبد السابق، يتحوّل إلى قاتل باسم الحب، في استعادة فانونية لفكرة العنف كوسيلة تحرر. لكنه في النهاية لا يتحرر، بل يتحول إلى نسخة مشوهة من جلاده.

    "366" وأطياف الرق المعاصر: الخادمة السودانية كجسد غير مرئي

    في رواية 366 لأمير تاج السر، وإن لم تكن مكرسة لموضوع الرق، إلا أن الخادمة السودانية في الخليج تُمثل ترميزًا لعبودية حديثة: الجسد الأسود الذي يُستغل في الهامش، والهوية التي تُمحى داخل فضاءات الحداثة.
    شخصيتها بلا اسم، بلا تاريخ، تُستخدم وتُنسى. ربما وقع خلط في النص الأصلي حين تم ربط الرواية بالموريسكيين؛ إذ أن موضوع الرواية يدور حول واقع المهاجرين السودانيين، لا الطرد الأندلسي
    وهو ما يوجد ربما في روايات أخرى لتاج السر مثل العطر الفرنسي.

    التباس العناوين- "حدائق الرئيس" والخلط بين المؤلفين

    ورد في النص الأصلي أن حدائق الرئيس رواية للكاتب السوداني ستانلي بشرى، وهو خلط يستوجب التصحيح. الرواية المعروفة بهذا العنوان كتبها العراقي أحمد سعداوي (2019)
    بينما يكتب ستانلي بشرى – وهو من جنوب السودان – في مجال مختلف، يُعنى بصراع الهويات ما بعد الانفصال، والمقاومة الثقافية للوصم العرقي. من المهم التمييز بين الأسماء والتجارب، لا سيما في بيئة أدبية تتشابك فيها العناوين والمواضيع.

    المرأة الشبح والأساطير الشعبية: الحاجة إلى توثيق أنثروبولوجي

    في إشارات النص إلى "أسطورة المرأة الشبح" في جنوب السودان، يتطلب الأمر مرجعية واضحة. الأساطير الشفهية في جنوب السودان تُوثق أحيانًا في أعمال فرانسيس دينق، الذي ركز على البنية الرمزية للقصص الشعبية لدى الدينكا.
    مثل هذه الرموز تمثل الذاكرة الجماعية والصراع مع السلطة الذكورية، لكنها تحتاج توثيقًا ميدانيًا حتى لا تظل في نطاق الافتراض الأدبي.

    إغفال الجنوب السوداني: الحاجة إلى سرديات موازية

    من أبرز الملاحظات أن النص ركز على شمال السودان، متجاهلًا أدب جنوب السودان، خاصة بعد الانفصال. روايات مثل الراقصون في العاصفة لأكول بول، أو أعمال جوزيف أوكلي، تُعيد مساءلة الرق من منظور جنوبي
    حيث لم يكن الجنوبي عبدًا فقط، بل مشاركًا في مقاومة تلك البنية. هذا التغييب يُعيد إنتاج المركزية الثقافية التي كثيرًا ما تتّهم بها النخبة السودانية.

    المصطلحات القانونية: من الرق إلى "أنماط شبيهة بالرق"

    عند الحديث عن النازحين أو الأطفال المستغلين، من الأفضل استخدام تعبير "أنماط شبيهة بالرق"، لأن "الرق" كمصطلح قانوني يحدد ممارسات معينة مشمولة باتفاقيات دولية (مثل اتفاقية 1926). ويشمل ذلك السخرة، الاتجار بالبشر، والزواج القسري، وكلها حاضرة في السياقات السودانية، لكنها تختلف في توصيفها القانوني والأدبي.

    مقاومة الرق في الذاكرة التاريخية: الزنج والبجة وأنماط التمرد

    للرق تاريخ مقاومة طويلة في المنطقة، من ثورة الزنج في القرن التاسع إلى مقاومة قبائل البجة في الشرق. هذه الحركات لم تُستثمر روائيًا بشكل كافٍ، وكان من الممكن أن تضيف بعدًا آخر لفهم الرق كبنية مقاومة، لا فقط كقهر.
    كذلك، في جبال النوبة، قاومت طوائف محلية محاولات استعبادها في بدايات القرن العشرين، وهي مادة أدبية غنية تنتظر الاستدعاء.

    نحو إطار نقدي أعمق: ما بعد الاستعمار والتابع الذي لا يتكلم

    كان من المفيد تأطير النقاش داخل مفاهيم ما بعد الاستعمار، مثل مفهوم التابع لغاياتري سبيفاك، الذي يسائل: هل يستطيع التابع – أو العبد السابق – أن يتكلم؟ هل هو ذات فاعلة أم مجرد صدى لخطابات السلطة؟ كذلك
    يمكن استدعاء مفاهيم فرانتز فانون حول "أقنعة الرجل الأسود" والعنف بوصفه تطهيرًا نفسيًا.


    الرواية السودانية في تعاملها مع موضوع الرق، لا تكتفي بوصف المأساة، بل تُعيد صياغة الذاكرة والهوية. غير أن هذا التناول الأدبي يحتاج مزيدًا من التوسيع، والتوثيق، والانفتاح على تجارب الهامش – من الجنوب، والشرق، والغرب – مع توظيف أكثر وعيًا
    بالأطر النظرية والنقدية الحديثة. الرق ليس ماضيًا فقط، بل شبحٌ يتنكر في وجوه جديدة: في المدن، في العمالة، في العلاقات، وفي اللغة. والرواية هي وسيلتنا الأذكى لمطاردته.

    هوامش ومراجع مقترحة:

    Peter Holt, The Mahdist State in the Sudan (Oxford University Press, 1958).

    Richard Hill, Slavery in the Sudan (Frank Cass, 1983).

    Gayatri Chakravorty Spivak, Can the Subaltern Speak؟ (1988).

    Franz Fanon, Black Skin, White Masks (1952).

    Chinua Achebe, Things Fall Apart (1958).

    Francis Deng, Dinka Folktales (African World Press, 1993).

    ILO, Global Estimates of Modern Slavery (2017).























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de