سفاهة وجهالة عبادة القديم في الأسافير السودانية: نحو تفكيك ثقافة الإقصاء واستعادة الفكر الحي

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-15-2025, 04:38 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-04-2025, 05:37 PM

زهير ابو الزهراء
<aزهير ابو الزهراء
تاريخ التسجيل: 08-23-2021
مجموع المشاركات: 11796

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
سفاهة وجهالة عبادة القديم في الأسافير السودانية: نحو تفكيك ثقافة الإقصاء واستعادة الفكر الحي

    05:37 PM May, 04 2025

    سودانيز اون لاين
    زهير ابو الزهراء-السودان
    مكتبتى
    رابط مختصر





    مدخل شخصي: حين يتحول النقاش إلى طقس من التحقير
    لم أكتب هذا المقال ردًّا على خصومة شخصية، أو دفاعًا عن أسلوبي في الكتابة، بل لأنني أرى أن الصمت هنا يُشبه التواطؤ مع ثقافة سامة ترفض التجديد، وتختزل المعرفة في قوالب بالية.
    لقد واجهتُ على منبر "سودانيز أون لاين" – الذي يُفترض أن يكون فضاءً للحوار الحر – حالةً من السجال العقيم الذي لا يهدف إلى نقاش الأفكار، بل إلى تشويه المختلف وإذلاله.
    لم يكن الهجوم موجّهًا ضد الذكاء الاصطناعي كأداة، بل ضدَّ فكرة التغيير ذاتها، وضدَّ كل من يجرؤ على تجاوز الخط الأحمر الذي يرسمه حرّاس المعرفة الوهميون.

    أولًا: عبادة المطبوع.. حين يصير الورق صنمًا
    يقدس بعض المثقفين السودانيين الورقَ كأنه وحيٌ مُنزَل، ويعتبرون كل معرفة لم تُسكب في قوالب الكتب والمجلات الورقية مجرد "هراء رقمي". لكنَّ السؤال الجوهري:
    هل كان القدماء يرفضون الكتابة بحجة أن الذاكرة الشفوية أصدق؟!
    الحقيقة أن تقديس الورق ليس سوى امتداد لرُهاب التغيير. فالمعرفة ليست حبيسة الورق أو الحبر، بل هي جوهرٌ يتشكل عبر أدوات العصر.
    قد يتفوق كتابٌ رقمي واحد في إتاحة المعرفة لملايين الأشخاص على ما تفعله مكتبة ورقية مقفلة.
    أما زعمهم أن الجهد الجسدي (كالانتقال للمكتبات ونسخ النصوص) هو مقياس لقيمة المعرفة، فهو انتحارٌ فكري. فالعبرة ليست في "كم عانيتُ لأكتب"، بل في "ماذا أضفتُ للعالم؟".
    ثانيًا: الذكاء الاصطناعي.. مرآة تكشف عُري الانتهازيين
    الغريب أن هجماتهم لم تركّز على مضمون مقالي، بل على أنني استخدمت الذكاء الاصطناعي في صياغته. وكأنهم يقولون: "لا يجوز لك أن تركض بسيارة، فالجري على الأقدام أشرف!".
    هنا تكمن المفارقة--
    هم يرفضون الأداة لأنها تُظهر أنهم لم يعودوا وسطاءً ضروريين بين الجمهور والمعرفة. فالذكاء الاصطناعي – كأداة – يمكّن أي شخص من تنظيم أفكاره، أو مراجعة نصوصه، أو حتى اكتشاف منابع معرفية لم يكن يصل إليها بدون سنوات من البحث.
    هذا يُهدد امتيازات فئة اعتادت أن تكون "الوصيّة الوحيدة" على الثقافة. لكن الخوف الحقيقي ليس من التكنولوجيا، بل من أن يُكشف أنهم لم ينتجوا – طوال سنوات – سوى خطابٍ مكرورٍ لا يلامس أسئلة العصر.

    ثالثًا: منطق العاجز.. لماذا يختارون التهرب من النقاش الجاد؟
    لو دققنا في تعليقاتهم، لوجدناها مليئةً بالاتهامات الفضفاضة: "كسل"، "سطحية"، "تخريب الثقافة". لكننا لا نجد أبدًا تفنيدًا منطقيًا لفكرة محددة، أو إشارةً إلى خطأ منهجي في المقال. هذا لأنهم يتبنون إستراتيجية ميكيافيلية:
    تحويل النقاش من صراع الأفكار إلى معركة شخصيات، حتى يهربوا من مواجهة الحقائق:

    أن بعض "القديم" لم يعد صالحًا إلا للزينة.

    أن العالم يتغير، وأن من لا يملك أدوات العصر سيُترك على قارعة الطريق.

    أن الإبداع الحقيقي لا ينفصل عن القدرة على توظيف التكنولوجيا.

    رابعًا: معضلة المحافظين.. هل يمكن أن نعيش في ماضيٍ مُتخيّل؟
    يدّعي البعض أنهم يدافعون عن "الأصالة"، لكنهم في الواقع يُعيدون إنتاج أسوأ ما في التراث: التعصب، والجمود، واحتكار الحقيقة.
    لو كان أسلافنا يفكرون مثلهم، لرفضوا الكتابة بحجة أن الحكاية الشفوية أعمق، ولعتبروا الطباعة بدعة غربية، ولحارَبوا الراديو لأنه يقتل فن الإلقاء!
    التاريخ يُثبت أن كل جيل يواجه تكنولوجيا جديدة بذات الحجج البالية-

    القرن الخامس عشر: رجال الدين يحرمون المطبعة لأنها "تنشر للكفر".

    القرن التاسع عشر: مثقفون عرب يهاجمون الرواية كونها "فنًا دخيلاً".

    القرن الحادي والعشرين: البعض يهاجم الذكاء الاصطناعي لأنه "يقتل الإبداع".
    الحقيقة أن الإبداع لا يموت، بل يتناسخ بأشكال جديدة.

    خامسًا: نحو ثقافة جديدة.. هل نستطيع إعادة تعريف المثقف؟
    المشكلة ليست في الذكاء الاصطناعي، بل في أن النظام الثقافي السوداني – مثل كثير من النظم العربية – لا يزال يعيش في عصر ما قبل الحداثة الرقمية. المثقف الحقيقي اليوم ليس من يكتب مقالًا طويلًا بلغةٍ معقّدة، بل من يستطيع-

    تحويل الأفكار المعقدة إلى محتوى مرئي أو سمعي يصل لشرائح أوسع.

    توظيف البيانات الضخمة لفهم تحولات المجتمع.

    استخدام المنصات الرقمية لبناء حوارات عابرة للحدود.
    الذكاء الاصطناعي ليس بديلاً عن العقل البشري، بل هو "مِظلة" تزيد من قدرته على التحليق.

    رسالتي إلى حراس المقابر الفكرية:
    لن أقول لكم "تعلّموا البرمجة"، فهذا فوق طاقتكم. لكني أطالبكم بـ- الكف عن اختزال الثقافة في شكل واحد- المعرفة ليست حكرًا على الورق، ولا على لغةٍ أكاديمية جافّة.

    التوقف عن لعبة الاتهامات الرخيصة- اختلفوا معنا بأفكاركم، لا بشتائمكم.

    اعترفوا بأنكم جزء من المشكلة: تخلفنا الثقافي ليس بسبب التكنولوجيا، بل بسبب أولئك الذين يريدون أن يحبسوا العقل في زمنٍ انقضى.

    وأخيرًا، تذكروا- الحضارات لا تبنيها عبادة الأطلال، بل الجرأة على تشييد قصور جديدة بفكر عميق يلامس احتياجات الحياة المعاصرة فوق أنقاض القديم.























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de